الشّعْبُ الأردُنِيُّ يَعِيشُ فِيْ ظِلِّ حُكُوْمَةِ أَمُّوْنَةُ


[أمُّونَة بَعَثتِلهَا جَوَاب ،أَمُّوْنَة وَلا سَألْتِ بِيّا] كَلِماتٌ تَختَصِرُ كُومِيديَانَا السِّياسِيَّة ، وَتُضفِي علَى المَشْهَدِ درَامِيَةً ناجِحَةً ،تَضَعُنَا أمامَ حَقيقةٍ لا مَهْرَبَ مِنهَا ،مُلَخَصُهَا أنَنَا وَلِشَدِيدِ الأسفِ نعيشُ فِي ظلِ حُكومةِ "أمُّونَة" ؛بعدَمَا عِشْنَا فِي فترةٍ سابقةٍ فِي ظلِ حُكومةِ رَهِيجَة ،فالشعبُ الأردُنِيُّ محظوظٌ مَعَ مِثلِ هكذا حكوماتِ ،وأمامَ الحقيقةِ المرّةِ تَستَفِزُنِي كلماتُ الأغنِيةِ مُجددًاً ،فأردِدُ مَعَها باستفهامٍ استنكارِيٍّ مقززٍ:"أمُّونَة إيه الأسْبَاب ،أمُّونَة مَترُدِّي عَليّا"؟!
فأجْهِزَةَ استقبَالِ الحَقَاِئِقِ عِندَ الحُكومَةِ مَعْطُوبَةٌ ،العيَنُ التِي تَرَى فِيها البؤسَ والحِرْمَانَ والمعاناةَ ،والأذنُ التِي تَسمعُ بِها نِداءَ الحَقِّ ، والقلبُ الذِي تُدْرَكُ بهِ الحَقَائِقُ، كُلُّها قدْ تَعطّلتْ وتوقفتْ عَنِ العَمَلِ.
لَها عُيونُ ،وآذانُ وَعقولُ ،لكنَّها تفتقدُ قدرَةَ «الرؤيَةِ» و«الإدرَاكِ» و«السَّمعِ» ؛لأنَّ انغمَاسَها فِي الانحرَافِ ،وعِنَادِها ولجَاجَتِها ،كُلُّها عناصرُ تُشكلُ حِجَاباً أمامَ أجهزةِ المَعْرِفَةِ ،ويَمنَعُهَا مِنَ الرَدِّ،ليصدق فيها قول الله تعالى:(لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا(179(.
لقدْ أصبَحَتْ قضَايا شعبنا ،بينَ المُؤامَرةِ ،والمُتَاجرةِ وأهلُ السَمْسَرَةِ مِمَّن لا يُصغونَ لِمَسْمَعِ الشَّعبِ إلَّا بِمسمَعٍ أصمٍ ،والذينَ يتلاعَبونَ بِمَصِيرِ الشَّعبِ ،لا شَيءَ يُعنِيهم سِوى العقودِ والصفقاتِ .
إنَّ الأداءَ الكَسُولَ والبطيءَ والمُتخاذِلَ لِلحكومَةِ ومَجْلِسِ التَمثِيلِ النِيَابِيِّ ، وأفولِ الحراك الشبابي وعودة عَهْدِ الصَمْتِ والتروِيضِ والتَدجِينِ والتَهمِيشِ والاستقواءِ هو من أوَصَلَنا إلى مَا نَحنُ فِيه الآن ،فَقَدْ غابَ الحَسْمُ فِى جَميعِ القضَايا واختفَتْ الحَقائِقُ أمامَ الشَفَافِيةِ المفقودَةِ ومازالتْ قواعدُ وأركانُ الفَسادِ تتحكمُ فِى مَواقعَ كَثِيرةٍ ؛ومازالتْ حقَائقُ الأشياءِ مجهولةً.
كُلُّ هذهِ المَواقِفِ تدل بما لا يدع مجالا للشك على أنَّ السَفِينَةَ لمْ ولن تتحركْ ،وكلُّ ما نراهُ حَولَها عَوَاصِفُ عاتيةٌ ،وبحرٌ هائجٌ ،وركابٌ يصرخُون .
هلْ يَعتقِدُ طاقمُ الحكومَةِ ورئيسُها أنَّ بإمكانِهم تَسويقَ أنفسِهم بينَ مُواطِنِيهم بحجة «الإنجازاتٍ كُبرَى» فِي ظلِ سياسة "التشليح" التي تنتهجها الحكومة ليسدوا النقص الحاصل في الموازنة بسبب السرقة من جيوب الشعب الغلابان ،وإجراءاتها التصعيديَّةِ بفرض مزيدا من الضرائب لتطال جميع شرائح المجتمع بما فيهم الموظف المسكين ،في معاشه الذي يكاد لا يكفيه ،والتي تُعَدُّ كارثةً وطنيَّةً بامتيازٍ .
لو كانَ الوضعُ الذاتِيُّ للحكومةِ السابقةِ أفضلَ بقليلٍ ، لَفُتِحَتْ كلَّ يومٍ لِهذِهِ الحكومةِ ، سُرادِقَاتُ العزاءِ وأبوابُ جَهنَّمَ .
إنَّ حَياةَ الناسِ لنْ تَتَحَسَنَ ، لا فِي ظِلِ هَذِهِ الحُكومَةِ ،ولا فِي ظِلِ الحُكومَاتِ المُقبِلَةِ، علِمًاً بأنَّها اليومَ تتدهورُ إلَى أقصَى الحدودِ ؛ بسببِ العنادِ والمكابَرةِ وَلا يَجِدُ الشَّعُب ما يَقُولُهُ إلّا : [أمُّونَة بعَثتلْهَا جَواب ، أمُّونَة وَلا سَألتِ فِيَّا ، أمُّونَة إيهْ الأسبَابْ لا فِي يومْ سألتِي عليَّا ، وَلا اتلقيتْ ردْ لَجَوابِي ، مَعرفِتِكْ كُلِّتْهَا عَذابْ ، أمُّونة ما تْرُدِّي عليَّا ، علَي كَيْفِكْ علَي كَيْفِكْ ، انشا الله مَا رَديْتِي عليَّا يا أمُّونَة]



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات