الاردني ولعنة الحكومات من المهد الى الممات


انا اقترح على رئيس الوزراء ان يقوم فورا بسحب بعض المجاذيب الذين اندفعوا بلا خجل من فقر الشعب الاردني ومعاناته لتبرير الزيادة المتوقعة على ضريبة الدخل من خلال الاستهتار بالاردنيين والتطاول على وعيهم، ووصفهم بالغوغاء وغالبا ما تكون مقالاتهم مدفوعة الثمن من مال الشعب الاردني المستباح للاسف ، وذلك كي لا تسرع حماقاتهم واستفزازاتهم بدوران عجلة الفوضى والاضطراب في المملكة.
ومعروف ان غالبية هؤلاء ليس لهم ادنى اعتبار في الارادة الشعبية ولولا التعين في المواقع الرسمية لم يكن احد ليسمع بهم ، وقد تم اطلاق اوصاف الخبراء عليهم ، وتلميعهم في الاعلام الرسمي، وجلهم يحملون وجهات نظر متناقضة مدفوعة الثمن، وقد تجد احدهم لا يحظى باحترام زوجته ، ويفشل في اقناعها ، وطبعا من اهم مميزاته انه يتنعم بخيرات الوقوف في صف السلطة، وهو محظ خيال لاحد ازلامها، ويأتي وينظر على الاردنيين ويتفلسف عليهم، وذلك تحت حجة انه وحده الذي يفهم لغة الارقام، ويتعالى، ويمط شفتيه، وهو يشكك بقدرتهم على الفهم، وهذا الصنف المقتبس من اللؤم والقسوة يذكر بموظفي الجباية العثمانية الذين اثاروا الناس انذاك وبذلك تقوضت اركان الدولة.
وهؤلاء المنظرين ، ومعلميهم الكبار هم سبب خراب الاقتصاد الوطني، وهم من اوصلوا البلاد الى حافة الانفجار، وطبقة الحكم التي استبعدت الشعب الاردني عن حقوقه في حكم نفسه هي التي تقف عاجزة اليوم عن مواجهة الازمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد والتي لا يتحملها المواطن الغلبان وانما من تقلد مقاليد السلطة، وخان مسؤولياته الوطنية والدستورية، ولم يعمل لصالح الشعب ويطور معيشته، ويعد عمليا في المرتبة الدنيا اذا ما تمت المقارنة مع النظم التي خدمت شعوبها وحولت السلطة فيها الى اداة في التنمية والازدهار، وهذا ارث تتحمله كل الحكومات الاردنية التي تظل تطارد المواطن منذ لحظة ولادته حتى وفاته.
والاردنيون جرى افقادهم الامل، وتم قتل احلامهم في وطنهم، وباتوا ضحايا السياسات غيرالوطنية والتي رهنت مستقبل الدولة الاردنية للمجهول والا فمن الذي حول الدولة للعيش على حساب المساعدات الخارجية، ومن سعى لربط الاقتصاد الاردني بالصهاينة، ومن الذي قتل بؤرة الانتاج في الوطن الاردني ، وافقد القطاعات قدرتها على العمل، ومن يتحمل فشل السياسات ومسؤولية وصول الدولة الى طريق مسدود، وليقال ان من يرفض تواصل سياسة الجباية والضرائب يريد انهيار الدولة.
والمأساة ان ذات الجهة ومنظريها التي اوصلت الاردن الى الهاوية لا تريد ان تعترف بفشلها على غرار الدول المحترمة، وتخرج من سدة الحكم وواجهة العمل السياسي وتفسح المجال لجهات وطنية اقدر منها على حماية مصالح الدولة الاردنية، وعلى احداث التنمية وحماية المال العام، وبعث روح الامل في هذا المواطن الذي فقد قدرته على الاحتمال، والذي ينوء باحماله، وهو لا يجد من يتفهم ظروفه في ظل طبقة متخمة مرفهة عاشت باموال الاردنيين وبنت القصور واستولت على الملايين، واصبحت لا تملك حتى المشاعر التي تربطها بمواطنيها.
انا احذر من ان تؤدي اشارة او تعليق متعالي على الاردنيين على لسان هذا المتنفع او ذاك باشعال نار الفوضى في الوطن واقترح على الرئيس ان يسحبهم من الساحة وان تطلب الجهات الامنية منهم الصمت، وكف السنتهم النابية وذلك اكثر جدوى من كلامهم المستفز للقاعدة الشعبية. ومن يعتقد ان هؤلاء يمكن لهم ان يتواصلوا مع الاردنيين واقناعهم بجدوى فرض الضرائب عليهم فاعتقد ان الصمت خير من اقوالهم. وعلى رئيس الوزراء ووزرائه والمؤسسات الدستورية النهوض بواجب مسؤولياتهم الوطنية في هذه الظروف الحرجة.



تعليقات القراء

اسماعيل يوسف
(( أن المنافقين في الدرك الأسفل من النَّار)) هؤلاْ الذين أبتلي الشعب الأردني بهم ...تحية تقدير وأحترام للكاتب.
13-09-2017 11:30 AM
منصور اردني
لعنة الله على الفاسدين
وهم كثر في الاردن
لعنة الله على المسؤول الجبان الذي لا يملك ان يحاسب الفاسدين ويرد المال المنهوب الى الاردنيين الشرفاء
17-09-2017 07:32 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات