دور داعش القادم


بعد أن آن الأوانُ لمرحلة الهزائم المتتالية لتنظيم داعش على الاراضي السورية واللبنانية والعراقية وحسب الأدوار المتفق عليها بين الأطراف (المتخاصمة) على تلك الاراضي خلال الشهور القليلة الماضية، وتم إعادة توزيع الأدوار بينها وبين الحكومة السورية والحرس الثوري الايراني وتوابعه... وبعد أن تلاشي حلم دولة (الخلافة) المزعوم زورا في ابحديات التنظيم الارهابي في المرحلة الحالية على الاقل ... وبعد إفتقاد قيادة التنظيم للمدن المركزية له مثل الموصل وحلب وانكماش ( الدولة ) في الرقة التي باتت هي في طور الاندثار ... وبعد تادية الدور المطلوب منها كممثل بديل أخرق ياخذ دور (الشرطي السيء) امام (الشرطي الفارسي الجيد) في مناطق اهل السنة في بلاد ( الهلال الشيعي ) ...
بعد ذلك كله... علينا ان نتوقع ان اهم وأول خطوات التكتيك الجديد للتنظيم سيكون ألأنتشار الكبير للتنظيم للعمل على إقلاق مستمر للعالم بعد البدء في تمييع نقطة ثقل التنظيم وتحويل رصيده البشري الى جزيئيات سامة تنتشر في كل البقاع التي تتواجد بها البشرية لتأدية دور (المسلم الدموي بفعل عقيدته)... ليقوم افراده المسييرين بفعل الايحاء والتضليل وغسل الادمغة بفرض الصورة المطلوبة (للمسلم الدموي) على شوارع العالم. بما يضمن تحشيدا نفسيا للمجتمعات الغربية ضد الاسلام المسلمين وسيعمل على زيادة تراكمات الخوف الموجودة حاليا في عقول الجميع ضد الشعوب الاسلامية.
ذلك التحول سيعمل على زيادة الفاصل النفسي بين الشعوب والحكومات ايضا لتهئية الوضع المناسب والتبرير الكافي للقوى الناظرة للشرق الاوسط بعين المكر لتفجير العقيدة مع شعوبها وبشكل مباشر هذه المرة... وللوصول الى شرق اوسط جديد يتشكل من كانتونات عرقية وطائفية وعشائرية بما يضمن منطقة خالية من عوامل الرفض الممكنة لاعادة استعمار المنطقة من قبل المحاور العالمية الغربية والروسية والفارسية.
لقد كشف موقع ( سايت ) المتخصص في تتبع الحركات الارهابية حول العالم عن رسائل متبادلة بين قيادة تنظيم داعش وذئابه المنشورين في اوروبا من خلال قنوات الانستغرام عن أوامر من قيادة التنظيم لافراده بالعمل على نشر القتل والذعر من خلال تسميم الاغذية والدهس والقتل باي وسيلة ... وهنا يكفي ان يظهر هذا التقرير لنشر الرعب والسخط بنفس الوقت على داعش وأم داعش، بالأضافة الى التركيز الاعلامي على خطوات داعش المتوقعة مع بعض الديكورات الارهابية في العالم لتسليط الضوء مركزا على ضرورة تحرير العالم من (أصل) داعش .
ان العملية شبهها لي باختصار احد الدبلوماسيين الغربيين هنا بان مصلحة بعض دول الغرب التقت بمصالح الدول الشرقية ذات المخططات التوسعية مثل ايران وروسيا والتي تمثلت بضرورة اقتسام مقدرات الشرق الاوسط من خلال كسر الهيكل العظمي لهذا الشرق والمتمثل في العقيدة والعروبة ومن داخل هذا الهيكل وبحيث يتم انهاكه بخلايا مسمومة ومسرّطنة من داخله ظاهريا.


لقد بدأت المسألة بإتفاق طهران مع أقطاب القاعدة للبدء في الحملة الكونية على كل ما هو ضد إيران وحلفائها ... حيث أنتج هذا التحالف السري أحداث 11 سبتمبر وأدى الى خلق الصدع الكبير بين الغرب وبين الشرق الاوسط ثم تبع ذلك التحالف ركوبا للثورات للعربية والدخول بهيئة الذئب امام ( ليلى) فيها وتخريبها بالتالي وتشتيت شعوبها ... وأخذت على عاتقها (إيران) وشركاؤها تشكيل وايجاد وتوجيه ارهاب جديد الأسم يتبنى مفهوم الخلافة تحت ظل (الاسلامي السنّي) وهم الدواعش، مكملة لدورها مع القاعدة بعد إنكشافه، حيث تم وضع الوليد الجديد القديم للأرهاب (داعش) في جحورها المقترحة وتم توجيهها بما يضمن التشويه الممنهج لعقيدة وحضارة الشرق الاوسط... ليقوم حلفاء وشركاء ايران بأكمال الدور بدس العصي في هذه الجحور وإطلاق طلائع ذئابها الهمجية لترويع الكون... ومن ثم إيجاد كل المبررات (للتكويش) على (أرض الجحور) لتنظيفه وتوزيعه كانتونات ومزارع لتدجين البقية الباقية.
لقد صٌنعت الذئاب المنفردة (منا وفينا) وبتخطيط مثير لمطابخ الشر العالمية التي أدارها دهاة السياسة وعلماء نفس يعرفوننا اكثر من أنفسنا ، بحيث تم إستهداف افراد المجتمعات الأسلامية المرضى نفسيا والأغبياء والضعفاء، ثم قامت هذه ( المطابخ) بالمساهمة في النفخ العقائدي المشوه من خلال احتواءا لشخوص مأجورين يلبسون العباءة الأسلامية... حيث تمت إدارتهم بالإيحاء عن بعد وترك الباب مواربا لهم في مواقف عدة ... كل ذلك ساعد بشكل رئيسي في البناء المادي والفكري لقادة هذا التنظيم لتجميع وقيادة هذه الذئاب وتحت وعود (الحوريات وانهار اللبن والخمر).
كل ذلك التحشيد والبناء لم يواجه بوقوف صلب واضح ومضاد وحازم من طرف علمائنا للتشويه المبرمج للدين الأسلامي الحنيف واهدافه النبيلة...، مما سمح بإنتاج روبوتات مبرمجة من هذه المجموعات بحيث لا يسعها إلا أن تكون قاتلة ومجرمة حين يشاء المبرمج ذلك، وتستطيع التحول من مرحلة السكون والانسانية الى مرحلة الذئب المتوحش وبخطوة واحدة فقط حين ادخال الأمر بواسطة (الأمير) وبرسالة نصية احيانا ... ولن ينفع معها النقاش ولا الجدال ولا التناصح فذلك سيكون كمن يخاطب حجرا تم قذفه في وجهه.
ومما يزيد الطينة بلة ان اصحاب القرار بالخراب استطاعوا أن يجعلوا الخط الفاصل بين (الداعشي) والمسلم الحقيقي هو خط دقيق ورمادي اللون قد لا يراه المجتمع الغربي بالمطلق... حيث سيأخذ هذا المجتمع بالمجمل الكل كدواعش محتملة، فهو يعتقد أن المسلم قد يتحول بسهولة الى ذلك بمجرد الغضب أو المرض أو المرور على وسائل التواصل العديدة الخاصة بداعش والتي تمتاز بالفن المعقد للسحب والتحشيد ومن ثم يضمن انتسابه لهم ببريد التكروني واحد... وبعشرين يورو يستطيع شراء مصيبة قد يقتل فيها العشرات .
ان القضية ليست بسهلة... ولا اخذ دور المدافع عن أنفنسا هنا وأبعاد التهمة عن ابنائنا إعلاميا هو الحل... ولا مطاردة داعش من شارع الى شارع ستفلح في قلع الشر، أن الموضوع أعقد والمصيبة أكبر والقادم أسود... فكلنا مهيئون لان ننقلب الى روبوتات في أي لحظة (على الأقل أمام العالم) إذا لم نقم بحرق وفضح المطبخ الفارسي وأصحابه وشركاءه بالشكل الذي يضمن عدم اختراقنا وتخريبنا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات