قاضي الأولاد


يقول المثل ؛ أن قاضي الأولاد شنق نفسه ، وهو هنا يصف نهاية مأساوية للقاضي الذي وضع نفسه كحكم بين مجموعة من الأولاد يسيرهم هواهم ولايحكمهم أي منطق أخلاقي أو ديني في طرق سردهم للحقائق التي يمتلكها كل طرف منهم ، ولايوجد كذلك أية مستندات بين يديه كي يقرر من خلالها حكمه على أحدهم وبراءة الأخر ، وهؤلاء الأولاد يستندون في رواياتهم لقصصهم أمام القاضي على ما ينقله لهم بقية الأولاد في معركتهم معا من أحاديث وتطورات للمشكلة التي يحتكمون بها عند القاضي .

وفي مقالة سابقة عن أحداث الحصار التاريخي لدول الخليج لبعضها البعض ؛ كانت الخلاصة بأن المشكلة بحاجة لرجل حكيم يفصل بين تلك الدول التي يحكمها جيل جديد من الحكام لايملكون حكمة كبار السن ولا حتى حنكة الكهول ، كان ذلك الحكيم متمثلا بأمير دولة الكويت الذي ختم دوره السياسي في الحكمة من على منبر البيت الأبيض وأعلن عن وجود نوايا قتالية بين هؤلاء الحكام ، وأن اللجوء للقاضي الأمريكي من باب الموروث التاريخي السياسي لتلك الإمارات والمماليك هو الحل الأخير ، وكانت النتيجة أن تفاقمت الآزمة السياسية وبدء ناقلي الحديث والمواقف ممن يحيطون بإمراء الخلاف في تطوير الآزمة وإيصالها لنقطة الا عودة ، بل أشعلوا النار في الفتيل .

ما الذي يجعل الموقف الخليجي الخلافي يصل الى هذه الدرجة من التوتر؟ ، وفي نفس الوقت إلى استخدام كافة الأدوات من وسائل إعلام خاصة بهم ووسائل إعلام إقليمية ودولية ، والغريب أنه يتم إستخدام الفن والغناء في تلك المعركة كسابقة تاريخية تدل على حقيقة أن هؤلاء الأمراء يسيرون بلادهم على قاعدة أن ما فوق الأرض من حجر وبشر وما تحتها من خيرات هو ملك لهم أو مما ملكت أيمانهم ، ولم يبقى رجال دين هؤلاء الأمراء ببعيدن عن ساحة المعركة ، وتم تجيير النصوص الدينية والقصص الدينية الموروثة لصالح كل أطراف الخلاف وعلى قاعدة " ولاتقربوا الصلاة " ويتم إلقاء بقية النص أو النصوص في بحر الصحراء الرملية التي تحيط بإمراتهم وممالكهم ، فهل يشنق القاضي الامريكي نفسه ؟؛أم يمسك العصا ويبدا باعادة تربية هؤلاء الاولاد كما ربى اباءهم!.







تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات