فقط في عشرين يوم


وكما جرت العادة عند أم فلاح في نهاية آخر كل شهر وبعد استلام أبو فلاح للراتب، بتنطلق هي وأبو فلاح يتبضّعوا من المدينة وأسواقها ،(يعني شراء حاجيات الدار وما شابه...)... وبعد ما ينتهوا من مشتريات الدار بدخلوا على المطعم يتغدوا مشاوي وفروج وبشتروا سندوتشات للأولاد وهم راجعين ...وكانت أم فلاح بكل طلعة تمرق على بسطة الكتب المقابلة للجامعة تشتري كتاب أو كتيب.. مرة عن ( تخلصي من وزنك الزائد بعشر أيام ...أو تعلم اللغة الانجليزية بخمس أيام ...أو تعلمي فنون الطبخ بأسبوع ...أو تعلمي صنع كافة أنواع الحلويات في يومين....) وطبعاً أم فلاح ولا عمرها استفادت من الكتب اللي اشترتها ...وزنها فوق التسعين ولا بتعرف تطبخ طبخه مسعدة ، وبالنسبة للحلويات بس شاطرة تحمّس قمح وتطحنه مع سكر (الأولاد يمضوها يبخبخوا على بعض منه) ...أما تعليم الانجليزي بخمس أيام بنقول لأم فلاح: قعدنا فوق العشر سنوات بالمدرسة نتعلم انجليزي وفوقها أربع سنين جامعة وما طلعنا نعرف إلا شو معنى :باب وشباك وطاولة وكرسي، جايه تتعلمي الانجليزي بخمس أيام ....المهم المرة هاي لفت انتباه أم فلاح كتاب صغير (كتيب) بعنوان سَيّطري على زوجك واحكميه فقط في عشرين يوماً ...وبدون ما ينتبه أبو فلاح لعنوان الكتاب اشترته وحطّته بين الأغراض (مع أنه أبو فلاح ماشي مثل الساعة وزي الخاتم بأصبعها ، يعني موت بموت) ..ومرت الأيام وبلشّت أم فلاح تقرأ بالكتاب درس ورا درس مع التطبيق ...أبو فلاح لاحظ تغّير كبير على زوجته من كل النواحي ، ولما يسألها : ها مالنا اليوم يا أم فلاح ؟ اتطنّش وتعمل حالها مشغولة بالتلفون ، وعلى هذا المنوال مضت أم فلاح بالمعاملة والتعامل مع جوزها ...أبو فلاح لمح الكتاب بين أيدين أم فلاح ...وبنص الليل قام وشافه وقرأه بالكامل ...وقال بحاله : أي بدي أقول شو اللي مغيرها ومجننها وقالبها علي ...وكنوع من ردة الفعل وقبل نهاية العشرين يوم اللي مصدقه أم فلاح رح تسيطر عليه بالكامل... وعلى قول ( أما آن للفارس أن يترجل) قام أبو فلاح وطلب عروس اله وعقد عليها بنهاية العشرين يوم بالزبط.. وجاب لأم فلاح نسخه من عقد الزواج على الجديدة ...وقال إلها : خلي الكتاب ينفعك ...
فكم جميل أن يعيش الإنسان ويتصرف بطبيعته التي جُبل عليها دون أن يتصنّع أو يتقمص أدوارا ليست له ...فهذه أم فلاح عملت هكذا كنوع من الاجتهاد لتسيطر على زوجها بعشرين يوم ، لكن أبو فلاح لما اشتهى بيوم واحد خطب وتزوج عليها برغم الطريقة البسيطة التي استخدمتها أم فلاح (فقط شراء كتيب) ...فكيف ستكون نهاية من تستعمل الطرق الغير مشروعة مثل السحر وعمل الحجب والاستعانة بالدجالين و المشعوذين ...ومن أراد السيطرة القيادة فالأخلاق والأخلاقيات هي أفضل طريقة لقيادة البشرية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات