في حب النساء والوطن


بعد سماعي ومنذ عهد بعيد لشاعر جلس على خشبة مسرح وامامه المئات يصفقون كلما جمع اسماء المدن العربية بخلاط شعره واخرح منها عصيرا يشبه الدم ؛ قلت لزوجتي اسمحي لي بان اعلق لانها استمزجت ما يقول الشاعر وبعد موافقتها قلت : لو اننا تعلمنا حب النساء جيدا لعشقنا الاوطان بقوة ".
وشاعرنا الاخر من زمن الاوطان المسخ الى اليوم اشعر بحنينه لقهوة امه وخبزها بعد ان تعلم حب الوطن من حبه لفتاة يهودية ، وصديقي كلما حن للوطن يتغنى بكلام ذلك الشاعر ؛ الى ان قلت له : أين امك اليوم ؟، قال في البيت ، قلت له اذهب الان واشرب من قهوتها كي يكون المكان لك وطن .
شعرائنا قفزوا على حبهم للنساء من باب كذبهم علينا بان تلك النساء اللواتي اشعروا لهن هن الوطن ، وصدقهم الكثيرين لدرجة ان اصبح للاوطان صدور وافخاذ وارداف اعجبت غيرنا فاغتصبوهن امام عيوننا ، فهل اوطان العرب اناث بخلاف بقية اوطان العالم ، ام انها فزلكة من فزلكات لغتنا العربية التي تجيز تحويل المذكر الى مؤنث .
وبالعودة لشاعرنا الجالس على خشبة المسرح ؛ ذكر الله ومن ثم الفيفا وصفق له الجمهور بحرارة ، وكان يسأل عن التأشيرة للدخول ومن ضمن الحضور رجال لبسوا ربطات عنق ورجال ارتدوا الثوب والحطة والعقال ؛ كي يؤكدوا لبقية الحضور بان تأشيراتهم مفتوحة بقوة لباسهم ، وكلما صفق له بقية الحضور ازداد هؤلاء عنجهية وتمخترا .
وفي النهاية لابد من القول ومن باب مخافة الاوطان " النساء " اقول لكل من عشق وطن على شكل أمراءة ؛ ارنب يتنفس الهواء افضل من أسد ميت ، ولنحب نساءنا لان هن الوطن .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات