قبل ان نفقد الارشيف الفني المصري


انها كارثة كبرى. ان يكون بين يدي موسوعة ورقية فنية كبيرة و قيمة جدا تتضمن سجل وافي بالافلام المصرية و العربية منذ نشأت الحركة السينمائية في مصر لغاية عام 2009. و تحتوي على بيانات كاملة للطاقم الفني الذي قام باعداد الأفلام و مثل فيها و سنة الانتاج....ثم اتفاجئ بقائمة ضخمة اخرى على الإنترنت تحت موقع
Elcinema.com


تتضمن نفس الشروحات الوافية و لكن يختلف فيها سنة انتاح عدد كبير من الافلام عن ما ذكر بالموسوعة الورقية؟! و فعليا لا تكتمل الكارثة إلا اذا اخذنا نظرة خاطفة على الويكيبيديا على الانترنت و الذي يحتوى على بيانات ايضا عن عدد ضخم من الافلام المصرية و العربية...فتتأرجح سنين الانتاج لعدد كبير من الافلام بين ما ذكر بموقع الويكيبيديا و ببن معلومات الموسوعة الورقية التي بحوزتي...و الموسوعة للاستاذ المحترم محمود القاسم الذي اقدر مجهوده جدا بصياغة و طباعة هذه الموسوعة الفنية الوافية...

لن يدرك احد حجم الكارثة التي نحن بصددها إلا اذا قام بمراجعة المقالات التي تنشر على المواقع الثقافية و الاخبارية التي تعالج النقد الفني و التحليل الدرامي...فسيجد انها تحمل هذه التواريخ المتضاربة في نصها...بل حتى سنين تكريم المهرحانات لهذه الافلام تختلف من مقال لمقال مع كل اسف...شعرت بالقهر على هذه السينما التي اصبحت المعلومات حولها تختلط بسبب قلة تدبير تنظيم المعلومات و عدم رعاية مؤسسة حكومية او جهة فنية رسمية لها...مع كل اسف. فقمت بمخاطبت منذ بضعة اشهر نقيب نقابة المهن التمثيلية في جمهورية مصر العربية بشأنها ظنا مني بأنني سأجد تفهم لهذه الكارثة التي قد يكون لها اثار سلبية اكاديميا على المجتمع و على مسار الفنون الدرامية بالجامعات و المعاهد و الكليات...فرفعت سماعة الهاتف و طلبت ان اكلم سعادة النقيب...و لكن اجابني السكرتير بأنه مشغول. فتركت رقم هاتفي لكي يكلمني. و اتصل بي الى الاردن فعليا مشكورا....و لكنني وجدته شخصا جاف النبرة و هو يجيب استفساري. فقلت له بأنني ارغب بنقل ملاحظة هامة له. اجابني بان افعل ذلك عبر الواتس آب ليتسنى له اجابتي برسالة. فعلت كما طلب مني و انتظرت لساعتين...و لكن دون جدوى. اعدت الاتصال به لاذكره بأمر الرسالة و لكن كانت نبرته غير ودودة اطلاقا؟؟؟!!! حتى قام بالصراخ علي من دون سبب وجيه...فاستغربت لأنني اكلمه لأول مرة في حياتي على الاطلاق.

لبرخص لك الغالي يا مصر فقد اعطيتينا الكثير من الادباء و المفكرين و الفنانين و الممثلين و الفلاسفة و الشعراء و الرواد في الحركة الثقافية. فلك علينا حق بصيانة حاجاتك و لو اعطيناك بعض من الوقت و ساعدنا بتنظيم بعض من شأنك و امورك فهذا اقل ما يمكن ان نعطيكي يام الدنيا...لم اعاتب سعادة النقيب بشيئ على مكالمته الجافة. و تصرفت بوسع صدر معه. و انتظرت منه جواب على الرسالة. فقرأها و اجابني بكلمة "تمام" فقط. فاجبته بأنني على استعداد لأكون ضمن اي جهود تقدم لتنظيم هذه المعلومات العشوائية على الانترنت. و لكنه لم يجبني اطلاقا. و اذكر بأنني خلال فترة الاربعة شهور الماضية ارسلت له ثلاثة رسائل تتضمن استفسارات آخرى و لكن لاجد الصمت سيد الموقف. ارسلت رسالة تتضمن إلتماس لتنظيم امور هذه المعلومات الفنية على الانترنت لسعادة نقيب المهن السينمائية ايضا و لكن لم يأتيني حواب عليها...مع كل اسف.

السادة النقباء احرار بما يقررون. فاحترم قراراتهم بهذا الشأن. و لكنه امر مخيف ان تبقى هذه الفوضى حول المعلومات الفنية و السينمائية على الانترنت...فحتى طالت هذه الفوضى المعلومات حول سيرة حياة عمالقة كبار في تاريخ السينما في مصر. فشاهدت ببرنامج وثائقي مصري الانتاج تناقش حلقاته مسيرة اكبر عمالقة السينما في مصر حلقة حول الفنان الراحل انور وجدي. و قد ذكر هذا البرنامج شتى التفاصيل حول حياة هذا الفنان الكبير. و انتهت الحلقة و احد ضيوفها يذكر و مهنته ماكيير بأن الفنان انور توفي في الدنمارك بعد ان سافر للعلاج من مرض السرطان. و قد تفاجئت بعد ان انتهت الحلقة حينما راجعت المواقع الهامة على الانترنت بأنها تذكر بأنه توفي بعدما اصيب بمرض وراثي مختلف عن السرطان....مع كل اسف. هذا غير مقبول اكاديميا و مهنيا و علميا ان تكون قصة فنان عالمي كبير كان له تأثيره بالماضي على تاريخ و حركة السينما المصرية متضاربة التفاصيل بهذا الشكل على مراجع معروفة فأقل ما يقدم لفنانين مصر و الوطن العربي الذين رحلوا عنا موقع يدار بمهنية عالية يتضمن تفاصيل كفاحهم نحو الشهرة و اهم انحازاتهم المهنية...و لا انسى ذكر مشكلة نشأت بهذا الصدد ايضا حول تفاصيل حياة الراحل الكبير فريد شوقي. فهذا النجم بالتحديد انشهر و اعماله شهرة ضخمة جدا بسبب مسيرته المهنية المشرفة التي امتدت من تاريخ فن الزمن الحميل الى ايام السينما المعاصرة. و ارشيفه دسم جدا يشرف الوطن العربي و جمهورية مصر العربية. و لكن كانت الصدمة الكبرى لي حينما ذكر نفس البرنامج على لسان نفس الماكير بأن الفنان فريد شوقي في بداياته الفنية أنتج فلم مصري. و لأنه كان في بداياته لم يكن لديه المقدرة لمحاسبة فريق العمل. فحاسبهم عن طريق هدايا عينية كالوز و البط و الطيور اللاحمة...انا كإنسان مثقف اشكك بمصداقية هذه الرواية قلبا و قالبا التي اكرر انها جاءت على لسان هذا الماكير. فليس هنالك شخص يأخذ هدايا عينية بهذا الشكل كأجار له...و لا أظن ان المرحوم فريد بثقافته المهنيىة الضخمة سيدخل بمشروع فني بهذا الشكل من دون ان يكون لديه القدرة المالية على انتاج المشروع...و اذكر هنا اعتراض الفنانة رانيا فريد شوقي على هذه الرواية ايضا في احد البرامج الحوارية في مصر. انا لا أؤيد ان تترك سيرة هاؤلاء العظماء لعبة لأهواء القيل و القال بهذا الشكل و للاجتهاد الشخصي فهم الوجه المشرف للحركة الفنية لجمهورية مصر العربية و يجب ان تكون السيرة المهنية و الارشيف السينمائي مؤرخ بصورة افضل من وضعهما الحالي.

اتمنى ان تصل كلماتي الى اصحاب الشأن في الدولة المصرية. فقررت ان انشر هذه التفاصيل على الانترنت لأنني صدمت من حجم اللامبالاة التي قد يواجه بها طلبي لو قدمته الى مسؤول من المسؤلين في مصر...فانا اكتب بغلو و غيرة كبيرة على الفن المصري لأنه نجح بتخطي جغرافية مصر بكل سهولة و انتشر بصورة هائلة في ارجاء الوطن العربي و نجح باثبات مكانته الراقية ايضا في مهرجانات عالمية كثيرة...لذلك هو ثمين جدا يعكس هويتنا العربية و جزء من ثقافتنا الإنسانية كعرب...و انا متأكد بأنه سيندم فنانين مصر كثيرا و المواطنين في مصر و الوطن العربي اذا طال الإهمال بهذا الشأن اكثر من ما هو عليه حاليا...فلا احد يقبل الفوضى في حياته اطلاقا و خصوصا في ما يتعلق بسمعة الحركة الفنية و الثقافية لبلاده.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات