الصبيحي يكتب عن السفارة .. !


أغلقت سفارة دولة " الكونستركترز " أبوابها مبكّراً، ليخرج السفير على مندوبي الصحافة والإعلام بمؤتمر صحفي عاجل معلناً عن إجراءات مشدّدة ستتخذها حكومة دولته لمواجهة أشعة شمس حارقة بدأت تتسلّل إلى جبال الدولة الشاهقة وتُتلف مزروعاتها الموسمية وتُحرّض أشجارها الحرجية على الانتحار حرقاً..!
ولم ينتبه السفير الفطِن إلى أن أحد مندوبي وكالات الأنباء الشهيرة، كان في الأصل خبيراً زراعياً، وقد تلعثم السفير وهو يجيب على سؤاله: ولكن كيف لكم يا سعادة السفير أن تُقرّروا حالة الانتحار لمجرد سخونة حرارة الشمس..؟! وبدا السفير غاضباً في كلماته: لقد رصدت الوكالة الدولية للزراعة بالتنسيق مع المصلحة العامة للزراعة في دولتنا حالات انتحار حقيقية لأشجار حرجية معمّرة لمجرد أن اقتربت منها أعواد ثقاب في أيام شهدت حرارة شمس مرتفعة وبعض أولاد يلعبون بالأعواد بالقرب منها..!
وما الأجراءات التي تعتزمون القيام بها..؟! سأل صحفي يمثل صحيفة "الشمس" غير الحكومية..
أجاب السفير: إجراءاتنا ستتمثل أولاً بعزل منطقة الغابات بوضع طبقة بيضاء ضخمة فوقها تمنع الأشعة الحارة من التسلل وتسمح فقط بأشعة باردة إلى حدٍ ما أن تُلامس أشجارها الكثيفة، ثم إننا سننشر جنوداً بأقنعة سوداء في كل الطرق المؤدية إلى الغابات لكي نمنع أي مخلوقات بشرية من الوصول إليها، كي نحميها من الاحتراق طوعاً أو كرهاً..!
وأضاف: إن دولتنا قوية، وإن أشعة الشمس التي بدأت تزداد حرارتها في السنوات الأخيرة سوف تتراجع من خلال اتخاذنا لمثل هذه الإجراءات، وربما تتحوّل إلى مناطق أخرى لدى دول أخرى ضعيفة لا تملك ما نملك من طاقة فكرية وعلمية وعسكرية و "بلطيّة"..!
وفي الأثناء، جاء أحد موظفي السفارة، ويبدو أنه المستشار الأمني الأول فيها، وما أن همس في أذن السفير لبضع ثواني، حتى نَكَس السفير عائداً إلى الوراء بسرعة، منهياً المؤتمر الصحفي دون أي كلمة اعتذار..!
وعندما سأل الصحفيون عن السبب، لم يجبهم أحد، لكن أحدهم كان يستمع إلى إذاعة "الصباح العالمية" فإذا المذيع يقرأ بياناً جاءه للتو تعلن فيه حكومة دولة "الكونستركترز" أن غابات الدولة تشهد حالياً حالات انتحار جماعي في كل أرجائها، وأن إجراءاتها المشدّدة التي بدأتها لم تُسعف في وقف الانتحار الجماعي غير المسبوق، وقد أعلنت الحكومة حالة الطواريء القصوى.. وطلبت مساعدات دولية عاجلة وخبراء زراعة وطائرات إطفاء من دول الجوار.. لكنها في الوقت ذاته اعترفت بالسواد وأعلنت حالة الحداد.. وظهرت صورة رئيسها مُكفهّراً على الشاشات وهو يعلن النكبة ويندب حظ الدولة، لكنه يرفض التوبة..!!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات