إيران الخطر الأكبر


لن نشك بأن العالم بات يرفض قطعاً الأفكار الشمولية كما يرفض قطعاً التوجهات العنصرية والتي لا تزال إيران تؤمن بها عقيدة قائمة على تفوق العنصر الفارسي و قائمة أيضاً على نظام شمولي "الرباني" كما يزعم.

الكيان الفارسي ليس خطراً على الأمة العربية أو محيطها من دول بل خطراً على الإنسانية كلها كونه أولاً تسوق أفكارها الفارسية بتفوق العنصر و العرق على ما سواه و ثانيا كونها صانع و راعي الإرهاب بصورة مباشرة.
والحقيقة التي لا تقبل الشك أننا أمام كيان بنظامه وشخصياته القيادية و الموالية يعيد إنتاج العالم ما قبل أعوام الخمسينيات مع تطور بسيط باستخدام الدعاية الكاذبة والتعتيم على كل نواحي الحياة اليومية وتسويقها بوسائل وطرق تظهر عكس ما يجب ،وأيضاً استخدام المناورة السياسية بما يخدم مصالح قوى كبرى لغايات أن يشق طريقه كقوة إقليمية مهيمنة بهدف استراتيجي هو إحياء إمبراطوريته الفارسية الاستعمارية القائمة على استعباد الأخر و المتغذية من فكرة أصولية واحدة وهي تفوق العنصر الفارسي على ما سواه.

وقبل الخوض في بعض التفاصيل لابد من الإشارة إلى أن الأمة العربية بكياناتها السياسية مهددة بخطر الاستعمار الفارسي العسكري المباشر و غير المباشر و الأخير يقع في نطاق الإستراتيجية و التي تقوم أساساً على خلق جماعات "تشيع" مذهبي وسياسي وثقافي تؤسس لتقدمه كما يحدث في دول المغرب العربي و بخاصة الجزائر و موريتانيا وتلك التي تقع في السيطرة المباشرة وهي الأحواز و العراق بصورة كليه و كيانات أخرى تتعرض للمناورة العسكرية بخلق ظروف نشأة الفوضى الخلاقة والتي تم إعادة إنتاجها فارسياً وهي نظرية سياسية الهدف منها السيطرة وقد أبدعت أمريكا بامتلاكها و وضعها و التي أثبتت بعد تجربتها على العراق و التي تم محاولة تطبيقها على لبنان أن نتائجها لا يمكن السيطرة عليها كونها "الفوضى" مكان خصب لإنتاج الأصولية و اللصوصيه بكل أنواعها مما يهدد المصالح الغربية ، وتحاول إيران من تنفيذ الاحتلال المباشر في اليمن بعد فرض و جودها في لبنان كقوة عسكرية قادرة على الحسم و هي المسيطرة سياسيا و اقتصاديا وعسكريا هناك ،كما أنها استطاعت من وضع يد لها في فلسطين معتمدة على خطاب متلاعب بعواطف العامة.

ما تحاول إيران القيام به بعد سيطرتها على العراق الاستعجال بمحاولة السيطرة على السعودية و مصر الأولى بإثارة شرارة الفوضى من داخله و إشعال الحرائق بمحيطه و استطاعت أن ترفع من السنة اللهب بالمحيط و فشلت به داخليا بشكل جزئي، وبذات الوقت ومن خلال دعمها و تبنيها للتيارات الإرهابية من إشغال مصر وإيقاعها في حرب إشغاليه مع مجموعات إرهابية هي من تبنتها و دعمتها ، كما حدث في التسعينيات في الجزائر حيث كانت الطرف الأهم في دعم الانقسام في الجزائر حيث تبنت ودعمت عدد من المجموعات الإرهابية للاستمرار في إثارة الفوضى و الترهيب الاجتماعي و الذي ينتج عنه خراب اقتصادي، وقبل الإكمال لابد أن يشار إلى أن أي كيان سياسي قائم لا يمكن أن يسقط بتغير نظام حكم أو بكساد اقتصادي فقط ، ينهار الكيان السياسي و يتحول إلى كيانات متناحرة بسقوط المنظومة الاجتماعية و السقوط بتفتيتها اقتصادياً وعزلها سياسيا و ذات الخطة استخدمت ضد العراق في حصار استمر لثلاث عشر عاماً أنتج بنية اجتماعية قابلة للتفتيت مع أول ظهور للمليشيا المناطقية و الطائفية.

يدرك الكيان الفارسي أن إبعاد الجزائر كما هو حاصل اليوم عن عمقه العربي في توحيد الجهد ضد الخطر الأكبر "إيران" وإشغال مصر بفتنه تقودها المجموعات الإرهابية التي خلق و يتبنى ويدعم يسهل عليه احتلال السعودية وبالتحديد "مكة" كونها العنصر الأهم في توحيد الأمة ، وكما انه اختار سوريا كساحة معركة خلفية مما كان بالضرورة سبباً في إخراجها من الصراع و الحسم.
غياب القرار العربي المستقل و السيادة الوطنية جعل الأنظمة العربية وهي التي تُحكم بعقلية الفرد المدعومة من الجهاز الأمني لا تدرك أن الخطر الفارسي يتجاوز مقياس الاعتداء و الابتزاز بل يسعي الكيان الفارسي مصحوباً بعقيدة التفوق العرقي لإلحاق الكيانات العربية لعباءته بدمجها في حدوده الجغرافية التي يرسمها ولي "الفقيه" والتي توحد الفرس حاكمين ومحكومين ومعارضين على تبنيها.

و الأنظمة العربية وقعت في الفخ وصارت سبباً في تفتيت البنية الاجتماعية العراقية و لا تزال في ذات العقلية في محاولة مقارعة الاحتلال الفارسي للعراق ،بل أنها تعاملت في سوريا بفكرة التأجيج المذهبي ضد الاحتلال الفارسي وهي استراتيجياً ترى أنها بهذا تحمي عروشها و حدودها الجغرافية و الحقيقة أنها تعيد تقسيم الكيانات السياسية العربية.

عندما تدعى عدد من مفكري و مثقفي الأمة لمخاطبة الأنظمة العربية و بخاصة السعودية إلى الإشراك الشعبي بالتعبئة الوطنية و الابتعاد عن الخطاب المذهبي في التصدي لإيران كان الرد الرفض و الاستمرار في الغرق أكثر في تأجيج معركة ستكون في يوم ما تطرق البيوت و الأسر في الكيانات السياسية،وستكون نقطة تفوق للكيان الفارسي.
الأمن القومي العربي يتطلب وحدة الصف وطنياً للتصدي للمشروع الفارسي و إعادة إنتاج الخطاب الدولي، وتعرية النظام الفارسي و إظهار حقيقته القائمة على عقيدة التفوق العرقي.

العالم بمجموعة الإنساني يراقب عن كثب دون حاجة منه للولوج لساحة الصراع كون الصراع مذهبي الظاهر، والقوى الاستعمارية الكبرى تستخدم الابتزاز في سياستها ، والأنظمة العربية تعودت أن تدفع مقابل المواقف و لم تفرض سياسة وطنية ذات قوة و إرادة سيادية.

لا يمكن للعالم الحر الليبرالي أن ينحازلمجموع مذهبي على حساب مجموع أخر إلا بالمقابل المادي، والأصل بإعادة إنتاج الخطاب الدولي بأن يشرح للعالم أن الصراع بين دول وكيانات وطنية إنسانية ضد مشروع تفوق عرقي استعماري الطابع إرهابي الأسلوب.

لليوم لم تستطيع الأنظمة العربية بكل ما تمتلك من أدلة من إظهار وتبيان أن جميع المجموعات الأصولية الإرهابية نشأتها و تمويلها فارسي، وان الفرس دولة تدير عصابات المتاجرة بالمخدرات.

دولة ترعى وتنشئ المجموعات الإرهابية و تصنع المخدرات وتسوقها ، وأدلة لا حصر لها تمتلك الأنظمة العربية و لم تستطيع لليوم من إقناع العالم الحر بهذا لأنها تسوق أفكارها ببراميل نفطها.

بدون تعبئة وطنية و إعادة إنتاج الخطاب الدولي المبني على توضيح حقيقة الصراع وكشف حقيقة الكيان الفارسي لا يمكن التقدم بصورة صحيحة في التفوق في معركة التصدي للمشروع الفارسي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات