مصدر اسرائيلي : المفاوضات غير المباشرة لن تفضي إلى نتيجة والفلسطينيون يحاولون الضغط علينا من خلال طرح مسألة الحدود أولا


جراسا -

أبدى نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية وزير شؤون الاستخبارات دان مريدور تشاؤمه لجهة احتمال أن تسفر المفاوضات غير المباشرة المتوقع أن تنطلق قريباً بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية عن انطلاقة حقيقية.

ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن مريدور قوله للاذاعة العسكرية، إن: "الجميع يدرك أن المفاوضات الحقيقية هي التي تجرى مباشرة بين الطرفين، وكلما أسرعنا في الوصول إليها تمكنا من أن نخوض في صلب الموضوع".

واضاف أن المحادثات غير المباشرة أمر غريب و"خلال الأعوام الـ 16 فاوضت جميع الحكومات الإسرائيلية الفلسطينيين مباشرة وفجأة يطلب الفلسطينيون محادثات عن قرب (...) أعتقد أنها محاولة فلسطينية لإقحام الأميركيين إلى داخل المفاوضات".

واتهم مريدور، المحسوب أكثر وزراء ليكود اعتدالاً، الفلسطينيين بمحاولة كسب الوقت. وقال ان من الخطأ الاعتقاد أن إسرائيل هي التي لا تريد التقدم بل إن "الطرفين يخسران من الوضع الراهن إذ يجب التقدم نحو تسوية، والمصلحة من هذه المفاوضات ليست إسرائيلية فحسب، على رغم أن لنا مصلحة واضحة، إنما أيضاً فلسطينية".

من جانبه، دعا كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات إسرائيل إلى الامتناع عن القيام بخطوات أحادية الجانب في القدس الشرقية والضفة الغربية خلال المفاوضات غير المباشرة. وتجنب في حديثه الى الاذاعة العسكرية تكرار تهديده بأنه في حال بنت إسرائيل بيتاً واحداً في القدس الشرقية فإن الفلسطينيين سيوقفون المفاوضات، لكنه قال: "لسنا مستعدين أبداً لقبول بناء جديد في المستوطنات أو أن يُطرد فلسطينيون من بيوتهم أو أن تقوم إسرائيل بخطوات أحادية الجانب". وتابع: "أمامنا الآن أربعة أشهر للمحادثات عن قرب ولا يوجد أي سبب يدفع إسرائيل إلى إجهاضها بخطوات أحادية الجانب".

ورداً على سؤال عمّا إذا كان الفلسطينيون سيوقفون المفاوضات في حال استؤنف البناء في القدس قال: "لماذا على إسرائيل أن تبني الآن في المستوطنات (...) نحن نريد أن نواصل المفاوضات لا أن نوقفها".

وأفادت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيطالب بأن تتمحور المرحلة الأولى من المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين في مسألتي المياه والترتيبات الأمنية في الضفة الغربية، فيما سيطالب الفلسطينيون بأن تكون مسألة الحدود الأولى التي يتم تناولها.

وأضافت أن الفلسطينيين معنيون بمسألة الحدود نظراً الى تقارب الموقف الأميركي من موقفهم، ولاعتقادهم أن طرح هذه المسألة مع انطلاق المفاوضات سيتيح ممارسة ضغط أكبر على إسرائيل. لكن، خلافاً لموقف رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ايهود اولمرت الذي بحث في مسألة الحدود مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، يرى نتنياهو أهمية أن يبدأ النقاش حول الترتيبات الأمنية التي تعني البحث في طلب إسرائيل أن تبقي جيشها على المشارف الشرقية للدولة الفلسطينية العتيدة، أي في غور الأردن فيما أعلن نائبه موشيه يعالون أنه ينبغي على إسرائيل أن تواصل سيطرتها على الغور المحتل في إطار أية تسوية في المستقبل.

إلى ذلك كشف مكتب نتنياهو أن الأخير أوفد أخيراً إلى العاصمة الأردنية مبعوثاً خاصاً لتخفيف التوتر في العلاقات بين إسرائيلية والمملكة الهاشمية في أعقاب الانتقادات الحادة التي وجهها أخيراً العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني للسياسة الاسرائيلية، لكن المكتب نفى أن يكون الموفد رئيس الكونغرس اليهودي العالمي الثري الأميركي رون لاودر الذي وصل الى إسرائيل أول من أمس آتيا من عمان وأطلع نتنياهو على نتائج محادثاته مع المسؤولين الأردنيين.

وكانت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ذكرت أمس أن لاودر، أحد أكثر الشخصيات قرباً من نتنياهو، زار عمان لتهدئة خاطر العاهل الأردني، لكن مكتب رئيس الحكومة قال في تعقيبه إن لاودر هو صديق شخصي لرئيس الحكومة وأنه كرئيس للكونغرس اليهودي العالمي يزور بين الحين والآخر دولاً مختلفة، "لكن المهمة الأخيرة التي كلفه نتنياهو بها كانت قبل 12 سنة (نقل رسائل إسرائيلية إلى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد)".

وأضاف أن نتنياهو لم يكن على علم مسبق بزيارة لاودر إلى عمان وأنه لم يوفده مندوباً عنه، "ورئيس الحكومة ليس بحاجة إلى مبعوثين لنقل رسائل إلى الأردن، وعند الحاجة ينقلها مباشرة بمحادثة هاتفية مع الملك أو عبر موفد رسمي وهو ما حصل في الأيام الأخيرة".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات