الاقصى بين جرائم سلطات الاحتلال واستهداف الاسلام

المهندس أحمد الرجوب

بقلم المهندس أحمد الرجوب - نتابع هذه الايام ما تقوم به سلطات الاحتلال في فلسطين التاريخية من ممارسات جائرة بحق اهلنا في القدس المحتلة ' في زمن العجز العربي ' وتصعيد الانتهاكات التي ارتكبتها هذه السلطات والمتطرفين اليهود بمنع إقامة صلاة الجمعة في المسجد الاقصى المبارك ، والذي تزامن مع فرض الحصار على الفلسطينين في الضفة الغربية وعرب الـ 48 في داخل فلسطين من القدوم الى القدس لاداء شعائر صلاة الجمعة في الاقصى المبارك ، وقد تزامن هذا من قيامها بوضع الكاميرات والبوابات الالكترونية والتي تم رفضها والمرور من خلالها من قبل القادمين لاداء الصلاة في الاقصى ، مما زاد في اصرار الفلسطينين للقدوم واداء صلاة الجمعة خارج باحات المسجد وفي الطرقات المجاورة.. يقف المقدسيون ومعهم الشعوب العربية في مواجهة الصلف الاسرائيلي وبواباته الالكترونية على اعتاب الاقصى المبارك في الوقت الذي يهرول العرب فيه للتطبيع مع دولة الكيان.. 


إن ما قامت به قوات الاحتلال من إغلاق للمسجد الأقصى امام المصلين واعلانه منطقة عسكرية تعد سابقة هي الأولى من نوعها منذ العام 1967والتعدي على المصلين، ونصب البوابات الإلكترونية على مداخلة الامر الذي يضر بجو التسامح بين الحضارات والأديان والتي ستزيد التوتر في المنطقة ، كما ويعدّ انتهاكاً لحرمة المسجد الأقصى واستفزازاً لمشاعر المسلمين...

ان المتابع لهذه الاحداث المتسارعة من خلال الاجراءات الاستفزازية التي تقوم بها سلطات الاحتلال والمواجهة البطولية للمقدسين والشباب الفلسطيني ليدل بشكل واضح ان سلطة الاحتلال تمعن التحدى في فرض سياستها القمعية على الشعب الفلسطيني ، ومن هذا المنظور فإنني اوجه رسالتي هذه الى من يهمه الامر في سلطات الاحتلال في فلسطين التاريخية ، رسالة لعلها تصل في وقتها وعلى وقع الاحداث المتسارعة في اولى القبلتين ، ومن قرأتي لسفر التاريخ لكل الامم والشعوب التي مرت من فلسطين الى يومنا هذا ، ازمان فيها مد وجزر لكن القدس ابت الا ان تكون دوما عربية اسلامية طاهرة بتاريخها وارثها العربي الاسلامي التليد وان دنستها اقوام المارقين المندحرين والى غير رجعة وان طال الزمن...وفي هذا السياق سوف اتناول الحقائق التي قد غفل عنها صناع القرار في دولة الاحتلال ، والتي هى عنوان المرحلة القادمة على حقيقة الواقع في فلسطين والذي تتجاهل سلطات الاحتلال بالتعامل معه او حتى اخذ المسببات التي من شأنها تجعلهم يفكرون جديا بتغيير اليات التعامل مع الفلسطينيين الذين يعتبروا الشعب الوحيد في العالم الذي ما زال تحت الاحتلال ، والسؤال هنا على وقع تتابع الاحداث وصحوة الشباب العربي الفلسطيني هو: دولة الاحتلال الصهيوني الى أين؟ ...وتاليا ادرج الحقائق تباعا:

البعد الديمغرافي البشري العربي الفلسطيني
تعتبر المعطيات المتعلقة بالبعد الديمغرافي – السكاني في فلسطين، من أشد الأسرار الأمنية صوناً لدى المؤسسة الإسرائيلية، مراعية في ذلك كل الأبعاد الجغرافية والأمنية والسيكولوجية والسياسية والإعلامية وتداعياتها المحتملة ، اذ يعتبر وجود الشعب العربي الفلسطيني في وطنه وتكاثره الطبيعي هو الخطر الداهم على دولة الكيان وعلى وجودها كدولة يهودية ...

إذن فنحن اليوم أمام انقلاب في الميزان الديمغرافي ، فقد كشف الصحافي المعروف عكيفا إلدار في تقرير خاص نشر في صحيفة هآرتس-الاثنين 16/10/2012 النقاب عن 'أن خبراً اقتصادياً صغيراً حول التعديلات في قوانين الجمارك، كشف عملياً اعتراف حكومة نتنياهو ، بأن اليهود لم يعودوا أغلبية بين النهر والبحر، وأن ذلك يعني عملياً، القول بأن النظام السائد في 'إسرائيل' هو نظام أبرتهايد، إذ تحكم الأقلية اليهودية (5.9 مليون نسمة) أغلبية عربية (6.1 مليون عربي) يعيشون في فلسطين التاريخية بين النهر والبحر'، وقال إلدار 'إن خبراً عن سعي سلطة الجمارك في 'إسرائيل' لتمرير تعديل قانون، يتعلق برفع سقف أحقية الحصول على هبات وامتيازات جمركية بقيمة 25% من مجمل الدخل، كشف عملياً عن أن اليهود لم يعودوا أغلبية بين النهر والبحر، إذ إن قانون تشجيع التصدير في 'إسرائيل' يمنح تخفيضاً بنسبة 25% لمن يثبت أنه يصدر ويبيع بضائعه في سوق لا يقل عدد المستهلكين فيها عن 12 مليون نسمة، وبالتالي فإن محاولة التعديل التي سعت إليها سلطة الجمارك اعتمدت على مذكرة حكومية بشرت في العام 2011 أن تعداد السكان في 'إسرائيل' وأراضي السلطة الفلسطينية قد تجاوز 12 مليون نسمة، مما يتيح لأرباب الصناعة الحصول على الامتيازات الضريبية المذكورة، ولكن وبموازاة ذلك فإن المذكرة المذكورة، والبيان الصحافي الصادر عن دائرة الإحصاء المركزية التابعة لمكتب رئيس الحكومة بتاريخ 25/4/2012، يكشفان أنه من بين الـ12 مليون نسمة في' إسرائيل' والأراضي الفلسطينية فإن 5.9 مليون فقط هم من اليهود و6.1 مليون من غير اليهود، أي بعبارة أخرى، فإنه توجد اليوم بين ' نهر الأردنوالبحر المتوسط '، دولة يهودية صرفة وفق قوانينها وعاداتها، لكنها في الواقع ليست ديمقراطية، ويمضي إلدار قائلاً بالاعتماد على مصادر أجنبية: 'لقد تحول اليهود إلى أقلية في 'مناطق أرض إسرائيل' منذ عدة سنوات، والآن أصبح هذا امراً رسمياً...

وكان الجنرال احتياط شلومو غازيت على رأس هؤلاء قد حذّر من 'أن المشكلة الأساسية التي تهدد 'إسرائيل' هي الخطر الديمغرافي وتحويل الأكثرية اليهودية إلى أقلية، ما يستدعي من وجهة نظره إقامة ديكتاتورية إسرائيلية من أجل تحديد نسبة التكاثر العربي، ومضامين هذه الديكتاتورية مترجمة على الأرض مرعبة، تمتد من الحصارات العمرانية ومنع رخص البناء، وتضييق الخناق الاقتصادي على العرب بغية إجبارهم على خفض نسبة التكاثر، وإغلاق فرص التعلم والعمل أمامهم وغير ذلك من الإجراءات القمعية وهذا ما تلجأ ايه سلطات الاحتلال من التضييق على الفلسطينين من حين لاخر ، وهم ما نشهده ماثلا الان بخصوص اغلاق المسجد الاقصى المبارك والقمع الاسرائيلي المصاحب لهذه الاجراءات القسرية التي تمارسها سلطات الاحتلال في فلسطين...

نهاية سلطة الاحتلال
وحتى لا يذهب تفكير الاسرائيليين بعيدا باننا العرب نحن من نقول ان نهايتكم قادمة لا مالحة ، فإني ومن خلال بحثي عن هذا الموضوع فقد توصلت الى معلومات وبيانات تفضي بأن موضوع نهاية سلطة الاحتلال متجذر في الوجدان الصهيوني ، فحتى قبل إنشاء الدولة، أدرك عدد من الصهاينة الأوائل أن مشروعهم مستحيل، وأن الحلم الصهيوني سيتحول إلى كابوس ، ومنذ بضع سنوات لاحظ الشاعر الإسرائيلي حاييم جوري بمرارة ما سماه «مركب إسحاق : إستجابة النبي إبراهيم - العهد القديم (سفر التكوين الآية 22: 2) » ' خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ '- قرأت باسهاب عن هذا الموضوع - وهو أن الإنسان الإسرائيلي يُولَد 'وفي داخله السكين الذي سيذبحه'، كما بيَّن جوري أن 'هذا التراب كما زعم (أي إسرائيل) لا يرتوي'، فهو يطالب دائماً 'بالمزيد من المدافن وصناديق دفن الموتى'، كما لو كانت أرض إسرائيل آلهة ثأر بذيئة، لا مجرد قطعة أرض أو إقليم. كما لاحظ الكاتب الإسرائيلي بن عيزر أن الإسرائيليين الشباب، الذي يخدمون في الجيش، يشعرون أن أهلهم بالاشتراك مع الدولة يضحون بهم دون تعويض أو عزاء من عقيدة دينية تؤمن بالحياة بعد الموت، ولذا فهم يشعرون أن هذه الحروب هي 'تضحية علمانية بإسحاق'، أي أنها تضحية بشرية لا هدف لها ولا معنى ... والواقع ان ثمة تيار فكري وأكاديمي في إسرائيل، يتمثل بتيار 'ما بعد الصهيونية'، يعتبر أن الصهيونية ماتت مع قيام مشروعها (إسرائيل)، وحتى إنه يرى ان قيام إسرائيل جريمة أخلاقية وسياسية وقانونية، كونها قامت على خرائب الشعب الفلسطيني، وهذا التيار يطالب بتصحيح الوضع بقيام دولة المواطنين أو دولة ثنائية القومية.

رسالتي

وهنا اردت توصيل رسالتي الى من يهمه الامر في سلطات الاحتلال في فلسطين من خلال بعض الحقائق أو المؤشرات التي تشير الى اقتراب نهاية اسرائيل والتي يعلمها الجميع في الداخل الاسرائيلي وهى ابتداءً:

1. الزيادة الطبيعية ونوعيتها، فبعد عقد ونصف سيزداد عدد سكان إسرائيل بـ 2.2 مليون نسمة، وغالبية هذه الزيادة ستكون فقيرة، وستأتي من التكاثر الطبيعي للعرب واليهود 'الحراديم' (الذين يعتبرون طبقة أقل من اليهود الغربيين السفارديم). وإذا فشلت إسرائيل، إزاء هذه الزيادة الكبيرة والفقيرة، في الحفاظ على مستوى حياة مرتفع فإن قسماً من الشباب الإسرائيلي ذي الثقافة الغربية سيهاجر من إسرائيل وسيأبى يهود العالم الهجرة إليها ' اي الى فلسطين ' ...

2. البعد الديمغرافي الإقليمي في الجوار العربي - 300 مليون نسمة- ، ناهيك عن الطوفان البشري الديمغرافي الاسلامي - مليار وستمائة مليون - لقضية فلسطين وبالاخص الاماكن المقدسة (الاسلامية والمسيحية).

3. نمو البنى التحتية مثل الموانئ والمطارات ومحطات توليد الكهرباء ومنشآت النفط والغاز في الدول العربية، وخاصة المحاذية لإسرائيل، اذ يعتبر أن نمو وتطور البنى التحتية المدنية في الدول العربية هو أمر سلبي، لكونه يقلل من مصلحة اسرائيل في الحرب

4. الانقراض اليهودي الناتج عن اندماجهم في دول العالم وزواجهم وزواج أبنائهم وبناتهم من غير اليهود وهذا بدوره يساهم في انقراض السلاله اليهودية في العالم في ظل تنامي الإثنيات والأيديولوجيات والثقافات الأخرى في المنطقة.

5. اختفاء حقيقة وزيف الأساطير المؤسسة للكيان الاسرائيلي ، ففي المرحلة التحضيرية لإقامة الدولة في العام 1948 وعلى مدى ربع قرن بالتمام والكمال شكلت هذه الأساطير كأسطورة “أرض الميعاد” أو “أرض اسرائيل” و“الشعب المختار” و“النقاء العرقي” و“المحرقة” النازية.. نوعاً من رافعة إيديولوجية وإسناد تاريخي- أخلاقي للمشروع الصهيوني وتحولاته من التوسع الى الاستيطان عبر الحروب والاعتداءات المدبرة على العرب ...

وكنتيجة لما قدمت ، اقول لهم ' حكام الاحتلال ' لماذا تعمقوا الجراح بين ابناؤكم وابناء العرب الفلسطينيين ، الم تكونوا بيننا في العراق وفي اليمن وفي سوريا وفي فلسطين ، كم كان العرب يكنون لكم الود واحترامهم لكم بالعيش المشترك معنا عهدا اسلاميا كفله لكم سيد الخلق محمد عليه السلام ...الم تكن اموالكم واستثماراتكم واسركم امنة مطمئنة من غير سوء ...انتم ستذهبون كما ذهب غيركم من ' بن غوريون ' الى اخركم ' شمعون بيرس ' والقافلة تسير ، هؤلاء امعنوا في الفلسطينيين والعرب قتلا تدعمهم قوى استعماريه منها ما افل نجمه والاخر يحتضر وعلى غرار سنة الله في كونة ما من امبراطورية في التاريخ وان دالت دولتها فإن وقت زوالها اقترب من اجله ... العرب قدموا لكم المبادرة تلو الاخرى والقيتم بها في البحر الميت ، والفلسطينيون قد وثقوا بكم في اسلوا ، واتفاقيات سلام قد ابرمت مع بعض دولنا العربية ، وماذا تريدون بعد .... الم تقرأوا عن الاحتلال الصليبي للقدس الم تسمعوا عن الناصر صلاح الدين ، وهو القادم مرآى العين ان اجلا او عاجلا ، الم تأخذو عبرة من الاستعمار القديم والحديث من البرتغاليين الى الاسبان الى البريطانيين والفرنسيين وغيرهم ، جميعهم تركوا خلفهم عار المستعمر السارق لثروات تلك البلدان ... الم يهزم جيش الحفاة في فيتنام الشمالية الأمريكيين المسلحين بأحدث الوسائلالقتالية... لا تختبؤا خلف القوة العارضة التي تمدكم بالحبل السري لبقاؤكم ، قوتكم زائلة ولن يبقى ناصركم الى امد طويل... هل اثر فيكم قول موشيه دايان اذ اعتبر أن حال التوتر الدائم هي «مخدر الحياة» بالنسبة لاسرائيل ...

ايها الاسرائيليون : عيشوا بسلام مع الفلسطينين وحافظوا على اجيالكم القادمة ...اليس فيكم عاقلا ليقرأ التاريخ حتى في اسفار التوراه المكتوبه ؟، وفيها لكم خير العبر ونصائح ' الجيمارا والتلمود المقدس لديكم ' ...الم تتذكروا قول مؤسس دولتكم دايفيد بن غوريون ' ان اسرائيل تسقط بعد أول هزيمة تتلقاها '، وما اكتوبر 1973 وتموز 2006 عنا ببعيدين !!

ستبقى فلسطين عربية اسلامية مهما طغى عليها جبروت القوة العارضة ومهما اصاب امة العرب من وهن ، وإن غدا لناظرة لقريب سينتصر المجاهدون سينتصر الصابرون... للحديث بقية !!



MAIL: arajoub21@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات