الذئب حيوان مفترس ومنه أنواع وألوان وتتميز الذئاب بمهارات وذكاء ودهاء… يجوب البلاد بحثا عن فريسة وغالبا ما يسطو على الخراف الصغيرة وعادة إذا كان ذئبا واحدا يمكن اصطياده وقتله لترتاح منه العباد…. لكن هناك نوع من الذئاب يصعب اصطياده أو حتى اقتياده ويبقى يصول ويجول بين الناس وهو من صنف الناس من لحم ودم وروح وأعضاء طليق في كل مكان.. ويختبئ في بعض المؤسسات والشركات والمجتمعات.. يقتنص الفرص ويعتدي على المال العام ويتبلى على هذا وعلى ذاك ولا يترك أحدا من شره.. يقبض العمولات والرشوات ويخون ويأكل أموال الناس بالباطل وينتشر مع الهواء وينقلب بكل الألوان والأطياف والملابس وهو من فصيلة تكاثر البشرية وليس في تناقص بل يزدياد عددا يوما بعد يوم.

انهم يتربعون ويتسيدون المجالس والدوائر أصواتهم عاليه كعواء الذئاب ونعيقها شؤم على رؤوس العباد…يتصيدون منفلتين بلا قيود وحياتهم كلها قيود وقيود.. نهبوا وسرقوا وزوروا وظلوا طلقاء وان طالتهم المحاكمات واتقنوا لعبة المتاهات .. ونجحت بحقهم الواسطات لكنهم نسوا بأنهم في أسوأ الحالات والحسرات وفي عيون الشرفاء كالحشرات .. انهم ذئاب الصفقات والشبكات والشبهات ممن أنهكوا الوطن والمواطن وخانوا الأمانات.

الليس علينا واجب أن نكيل لهم بالشتائم والمسبات لانهم ثلة نسوا القسم والأمانة و أوقعوا أنفسهم بالشر والشبهات… وادخلوا في بطونهم وأبنائهم وبناتهم الويلات… أن أشد ما يؤلم أن ما تم أصطياده منهم هم صغار وجراء الدئاب… أما الذئاب الرمادية فظلت تسطو وتنهش بلا رادع وبحالة انفلات.. فلن يوقفها احد سوى اسدا يطلق صرخة مدوية فيها يبدد الذئاب والثعالب والحشرات.. لينام الجميع براحة واطمئنان.. وينعم وطن لا تهنه مصائب الدهر والملمات..