موضة العصر


وصلت شحنة الموز إلى بائع الخضار الذي يملك محلاً في حي راقٍ من نيويورك، وفوجئ بأن قشور الموز بدأت تتحول إلى اللون الأسود ، صحيح أن طعمها أصبح أفضل ولكن شكلها لم يعد مغرياً للشراء... ولم تطاوعه نفسه على رميها في حاوية القمامة ..فخطرت في ذهنه فكرة جهنمية ...حيث قام بإحضار علبة أنيقة جداً ووضع فيها بعض حبات الموز الأسود وزينها بشرائط ملونه ، وقام بإرسال العلبة إلى واحدة من زبوناته التي كانت تقيم مأدبة لكبار الأثرياء بالمدينة ... وكتب على العلبة بخط جميل وباللغة الانجليزية : الموز الأسود من إفريقيا (Black banana from Africa ) واتصل بالسيدة ليخبرها بأنه خصّها بهذه الهدية النادرة لأنها من زبوناته الراقيات ، وان هذه الفاكهة أصبحت موضة لدى كبار القوم ...وعندما أقامت السيدة حفلتها للمجتمع المخملي الراقي توسط الموز (الأفريقي) البوفيه المفتوح ..وأعجب الجميع بهذه الفاكهة واستفسروا عن مكان بيعها ... وفي اليوم التالي كان موز ذاك التاجر يباع بموقعه بعشرة أضعاف السعر ...والزبائن يتهافتون على الشراء...
فهذا هو الحال في أيام الترشح والانتخاب ترى بعض الناس لا يختلفون عن تاجر الموز بأساليبهم وحيلهم فتراهم يُلمعون فلان و يمدحون بفلان ..ويرفعون من شأن فلان ويمجّدون بفلان كما فعل تاجر الموز ... وترى بعض المرشحين يظهر بمظهره الحسن في هذه الأثناء ... فلا يترك مناسبة تفوته، ولا حفلة تخرج إلا ويحضرها حتى لو كان ابن روضة.. ولا عرس أو عقد قران إلا ويكون على رأس الجوفية ..حتى مناسبات الطهور لا تسلم من وجوده ...

فهذه الحركات التي يتّبعها بعض المرشحين في حملاتهم الانتخابية أصبحت قديمة و باتت مكشوفة للجميع (موضة العصر) ولن تستطيعوا أن تخدعوا الناس بالتمثيل والتصنع والتزيين بالعلب الأنيقة والشرائط الملونة ...لأن ما بداخلها معروف ومفهوم ...واتركوا الناس تختار الموز لذاته لا لعلبته الأنيقة ولا لشرائط زينته...

وأعلموا أن هذا المكان والموقع الذي تتسابقون عليه هو موقع أمانة تكليف لا موقع تشريف ، لكن عندما تصبح الوطنية مصدر دخل ، يكثر الوطنيون.!!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات