جلالة الملك يكتب مقالا لـ "ذا هيل " .. لا يمكن استمرار الوضع الراهن في الشرق الأوسط


جراسا -

نشرت صحيفة "ذا هيل" الأميركية واسعة الانتشار في واشنطن وبين أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب اليوم مقالا لجلالة الملك عبدالله الثاني تحت عنوان "لا يمكن استمرار الوضع الراهن في الشرق الأوسط".

وفي ما يلي ترجمة لمقال جلالته:

بقلم الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سعدت خلال زيارتي الأخيرة لواشنطن بلقاء الرئيس اوباما، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وأعضاء آخرين في مجلسي الشيوخ والنواب. وعكست لقاءاتنا 60 عاماً من الشراكة الأميركية-الأردنية، فخلال هذه العقود، أسهم الدعم الأميركي في مساعدتنا على مواجهة تحديات تنموية رئيسية، وتعزيز الآفاق التجارية، وخلق الفرص للشباب الأردني، لذا فأنا أتحدث باسم جميع الأردنيين عندما أعبر عن شكرنا لهذه المساعدة.

وقد واجهنا سويا العديد من التحديات المشتركة، وعملنا من أجل ترسيخ الاستقرار العالمي، وحملنا رسالة التسامح والتفاهم، وشراكتنا أقوى من أي وقت مضى، وهي مستمرة في النمو، وعلينا اليوم أن نوظف حسن النية والثقة بيننا لنعيد عملية السلام في الشرق الأوسط إلى الطريق الصحيح.

ذاك أن العقد الماضي لم يشهد أي مفاوضات جدية يمكن أن تؤدي إلى تحقيق السلام، ونتج عن ذلك تراجع لافت في مصداقية العملية السلمية ودعاتها، وفي ضوء عدم إمكانية التعايش مع الوضع الراهن، فإن الجمود الحالي يهدد بانفجار موجة جديدة من العنف سيدفع ثمنها الجميع.

سيشهد الشهر المقبل مرور 62 عاماً على إقامة دولة إسرائيل، بينما سيحيي الفلسطينيون الذكرى الـ 62 لنكران حقوقهم، لكن إسرائيل ليست أقرب اليوم إلى تحقيق الأمن الحقيقي والقبول الذي تطلبه مما كانت عليه منذ 6 عقود خلت، ولا يزال الاحتلال هو الواقع لملايين الفلسطينيين.


أما القدس فهي شرارة اشتعال تهدد بتفجير المنطقة برمتها، وتلهب العواطف على امتداد العالم، فثمة قلق واسع من أن الأماكن المقدسة ومستقبل المقدسيين المسلمين والمسيحيين مهدد، وحال القدس هذه تستفزّ الشعور الديني لبلايين الناس في العالم في ضوء قدسية القدس عند المسلمين والمسيحيين واليهود.


وفي هذه الأثناء، ما يزال بناء المستوطنات الإسرائيلية يلتهم أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية، ويقوض السبيل الوحيد لحل للصراع، والمتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش بسلام وأمن إلى جانب إسرائيل. وعلى جانبي الأطلنطي، هناك أصوات تقول بعدم إمكانية حل الصراع، وهذه أصوات لا يجوز أن تسود.


فبديل الحل هو تجدّد الصراع على جبهات مختلفة. ولا شيء سوى إعادة الأمل من خلال التقدم نحو التسوية النهائية سيكون قادرا على حماية المنطقة من الانزلاق إلى هاوية الحرب. وتمتلك الولايات المتحدة الأميركية القدرة على قيادة جهود السلام لتغيير الوضع الراهن، ذاك أن شعوب المنطقة، الإسرائيليون والعرب على حد سواء، ما يزالون ينشدون السلام، ويعتبرون الولايات المتحدة القوّة الوحيدة القادرة على جمع الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات.


ونحن في المنطقة نعرف مدى التزام الرئيس اوباما بتحقيق سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط، وقد أكد إعلانه أن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين جزء من الأمن القومي الأميركي مدى إدراك الولايات المتحدة للأثر البالغ للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على مصداقيتها وعلى دورها القيادي في العالم.

ويتضح ترابط الصراع بالمصالح القومية الأميركية أيضاً من حقيقة أن الجماعات الإرهابية، التي تبثّ الكراهية لأميركا وتستهدف المصالح والأرواح الأميركية في المنطقة وخارجها، تستغل القضية الفلسطينية، وتوظف الإحباط المشروع الذي يشعر به العرب والمسلمون بسبب الفشل في حلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في خدمةً أجنداتها الإجرامية وغير المشروعة، ومن أجل الترويج للمشاعر المعادية للولايات المتحدة، التي تحارب التطرّف والإرهاب على أكثر من جبهة، وبالتالي، فإن حل الصراع سيحد بشكل كبير من قدرة هذه المجموعات على حشد التأييد لها ولمواقفها.


سيستمر الأردن في العمل من أجل إيجاد الأطر اللازمة لانخراط أميركي فاعل في جهود السلام، فنحن ما نزال نتحمل مسؤولياتنا تجاه السلام، وما فتئنا نعمل مع الولايات المتحدة بشكل مكثف من أجل بناء المؤسسات والعلاقات والأطر الكفيلة بتحقيق التقدم في العملية السلمية.


وفي موقف موحد بين جميع الدول العربية، يقف الأردن خلف مبادرة السلام العربية التي تطرح المفاوضات من أجل التوصل إلى حل الدولتين، الذي سيضمن أيضا مستقبل إسرائيل، وهذا موقف تدعمه 57 دولة مسلمة، أي ثلث الأمم المتحدة، تؤيد المبادرة.


وإلى أن تتمكن الولايات المتحدة من وضع كل ثقلها خلف جهود استئناف المفاوضات، فإنني أرى دورين رئيسيين لأصدقاء السلام في أميركا، ويتمثّل الأول في مساعدة الجانبين على تجاوز نقاط الخلاف، بينما يكمن الثاني في مساعدة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي على التركيز على مستقبلهم خلال السنوات العشرة المقبلة : على السلام والأمن والازدهار الذي ينشدون لأنفسهم ولأبنائهم، وفي بذل كل الجهود اللازمة لتحقيق ذلك.

وتركز الجهود الأميركية حالياً على إطلاق مفاوضات تقريبية غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقد دعمت الجامعة العربية إجراء هذه المحادثات، التي نشجع الأطراف على إطلاقها جسرا للانتقال عبره سريعا إلى مفاوضات مباشرة وجادة وفاعلة توصل إلى الحل النهائي بأسرع وقت ممكن، بيد أن الحقيقة هي أنه لن يتمكن الأطراف من تحقيق هذا الحل بمفردهم، ما يستوجب أن تطرح الولايات المتحدة خلال المفاوضات مقترحاتها الخاصّة القادرة على تحقيق التقدم.

الوقت ليس في صالحنا، وآن وقت تجاوز النظرات قصيرة المدى والعمل من أجل مستقبل ينعم فيه الفلسطينيون والإسرائيليون بالسلام والأمن، فالوجهة النهائية واضحة، لكن الرحلة نحوها استنفذت زمنا أطول بكثير مما يجب وتسببت بمعاناة كبيرة ما كان يجوز أن تتحملها شعوب المنطقة، إلا أن الحقيقة المقلقة الآن هي أننا نشهد فرض حقائق جديدة على الأرض تقوض الشروط الموضوعية اللازمة للتوصل إلى حل الدولتين، وتضع المنطقة على طريق وجهة مختلفة تجعل من الصراع والحرب سمة مستقبل المنطقة، وهذا مستقبل لا يريده الفلسطينيون أو الإسرائيليون، مستقبل علينا جميع أن نحول دونه.

(بترا )



تعليقات القراء

حسام البطيخي
يعجز اللسان عن وصفك يا سيدي ..؟
27-04-2010 06:46 PM
متعب الى رقم 1 حسام البطيخي
من خلال تعليقاتك انت في عندك مشكلة يا اخ حسام ومش قادر توصل صوتك وباين عليك زلمة درويش وابن بلد مش غلط لو تبعت لجراسا مشكلتك من طق طق لسلام عليكم او بطريقة موجزة خلينا نشوف شو قصتك بركي واحد من يلي بتابعوا موقع جراسا بمون انه يحللك مشكلتك او ينقل صوتك ويوصل وجعك ..لانه والله بكل تعليقاتك واضح انك زلمة موجوع او مغبون ا او في ناس مفيشينك وبالعربي خبطينك خابور عند المسؤولين .اكتب وجراسا ما بتقصر جراسا قدها ولسان وصوت كل الاحرار والوطنيين .
27-04-2010 07:17 PM
م
ما قاله جلاله سيدنا على الاسرائييلين فهمه والتمعن به جيدا لان القوه لا تدوم لاحد ان ارادوا الحياه لهم ولاطفالهم
27-04-2010 07:26 PM
علاء ابو فارة
الله يديمك يا سيدنا ذخر وسند لللاردنين والعرب اجمع
27-04-2010 07:29 PM
علاء ابو فارة
الله يديمك يا سيدنا ذخر وسند لللاردنين والعرب اجمع
27-04-2010 07:30 PM
محمد
لو تقوم حرب بيننا وبين اسرائيل ساشرب من دم الصهاينة لانه الحقير نتياهوو حكومة صقور وتوجهاته حربية كالمجرم السابق شارون . لكن نحن نريد هكذا مقال يقدم للساسة والقادة الامريكان والرأي العام في اقوى بلد . وبصراحة نجد ان باراك اوباما ضعيف ولا يستطيع ان يقف بوجه اسرائيل رغم انه لم يجد منها الا التعنت والصلف
27-04-2010 07:41 PM
متقاعد
الى رقم 1 بطمنك ما رح يصير حرب ولا حتى رح تشرب دم صهاينه اشرب شاي احسنلك .
شو ناسي انه في معاهدة سلام ووئام بين الاردن واسرائيل والبطاطا والبندورة والكاكا والكيوي شغاله بيناتنا ومشاريع ومناطق حره حتى رمل السيليكا بنبعتلهم ياه لانه بقوي الخلطات الاسمنتيه خاصه في الجدران وبخلي البناء متين ..حتى سخانت الكهرباء يلي بتسخن الميه ببتعتولنا اياهه عشان ما نصقع في الايام البارده وهي الباقورة عم بزرعولنا اياهه ودايرين بالهم عليها كانها الهم وازود معليش في اسنوات الماضيه ما قطفنا ثمار السلام لانه المحصول كان مضروب بس اكيد في السنوات القادمة ممكن نقطف ثمار السلام ونذوقها لما تستوي وساعيتها لازم يكون في عنا مصانع تعبئه وتغليف لحتى انبكت ونغلف ثمار السلام ونسوقها عالميا وبتكون حاصلة على شهادة الايزو وبتدخل ثمار السلام بالبورصه وبتوزوز اسهمها وهيك بصير في عنا دخل وطني والكل بعيش ببحبوحه .
27-04-2010 08:28 PM
احمد سعد مقابله - ابوظبي
ادامك الله ورعاك سيدنا يا صوت الحق
27-04-2010 10:09 PM
ختيار
ادامك الله سيدي سندا للامه العربيه والاسلاميه
27-04-2010 11:48 PM
رأي
الله يحفظك سيدنا
28-04-2010 09:48 AM
بنت اللوزي
باراك اوباما امه امريكية يهودية وهو بلسانه حكى هالحكي يعني ما نحلم احنا العرب يدافع عنا وبعدين لاحظوا اسمه باراك اسم يهودي بحت
28-04-2010 10:27 AM
نعسان
شكلوا راح نتحسف علا بوش من وراء اوباما
28-04-2010 11:32 AM
حسام البطيخي الى الاخ متعب
أنا مو عاجز عن النشر ولا خايف من اي مسؤل . وانا وعدت جراسا وغيرهم بأني سوفى أقوم بنشر ما عندي . بس بتعرف شو يلي كاسر ظهري حبي وانتمائي لصاحب البيت وليس اكثر .. والكلمة له مش لغيره وألا يأتي يوم وأقابله ............... ولو كانت دائرة غير دائرتي هذه لكان صار كلام ثاني .....على فكرة اخي الكريم لا يوجد مسؤول بمعنى الكلمة لا يعلم ما حصل معي...اشكرك كثير الشكر على تعطفك معي .........؟؟
28-04-2010 01:41 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات