مشروع شهيد في رئاسة الوزراء


كنت اعتقد ولأول وهلة أنه جندي على ثغر من ثغور الوطن الباسم ،تدرب في خو ،عيناه تحرس حدود الوطن ،يحمل بندقيته ويلبس البوريه ،والأمل معقود بنواصيه الخير في استعادة ما سلب من كرامة وأرض ،أو بوظيفة ميدانية يخرج مثل غيره يطارد مطلوبا أو يهاجم خارجا عن القانون.
ولكنني وجدته من أبناء المسؤولين ،الذين يتصرفون بالبلد كأنه "جورعة" مال داشر ،ممن له حظوة تميزه عن غيره من أبناء الحراثين والعسكر والبسطاء ،ممن تحجز باسمهم المناصب ،وتخترع لأجلهم الشواغر ،ويؤسس لعيونهم مؤسسات وشركات ،وتكسر لأجلهم خواطر قوانين وتعليمات ،فترسل العقود إلى بيوتهم ليوقعوها.
وجدته ممن يتوارثون المناصب ويسارعون لها ،ممن يمتلكون مكتبا فاخر في مبنى رئاسة الوزراء ،ينعم بالتبريد والتدفئة ،ولم يعرف مكانه ،ممن يتسلمون رواتبهم الخيالية آخر الشهر ولم يداوم.
"عمّار" منحت والدك رتبة أعلى من كل الرتب ،ونلت وسام الشهادة من الدرجة الأولى ، وكنت الأول ممن كان مشروع شهادة في سبيل الوظيفة،فتبا وتعسا لهكذا مشروع .
ففصيلة دمك ،وفصيلة دم فوزي هاني الملقي ،وغيركم كثر،ليست من فصيلة دمنا ،فأنتم تتوارثون المناصب والمكاسب كابرا عن كابر ،ونحن نرث الوطن وترابه كابرا عن كابر ،فترابه أحن علينا ،وأرفق بنا منكم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات