أعلم أن صوت العقل مبحوح أمام صوت الرصاص لكنه على بحته مبصر يعرف طريقه نحو قلوب الخير وعقول الخير وسيقوى على صوت الرصاص الأعمى الذي لا يبصر ولم يبصر.

لم يبصر وهو يغتال أبا أنس العقيد محمد أمين الذنيبات خارجا من مسجده ساعيا للصلح مجردا من كل سلاح، غير حب الإصلاح وحب الخير وحب الله وحب الوطن يلبس ثوبه الأبيض وأظنه يفأل به خيرا منذ أحضره من مدينة رسول الله في رحلة الحج الأخيرة.

أي عمى أصبت به يا صوت الرصاص عندما أصبته و أي عمى أصبت به عندما أصبت شوكت طه الكفاوين ابن المسجد البار ذاهبا لصلاة المغرب بعد أن سأل الله الشهادة فأصبته متوضئا تجاه المسجد.

إنني لا أكتب لكي أنكأ جرحا اليوم، فالجرحان جرح واحد في قلب كل مخلص ومحب للبلد، وما أكثرهم في البلدة التي حملت الخير للناس ونشرته وما أكثرهم في أبناء العشيرتين وفي أهل الفقيدين.

ستختفي قريبا بإذن الله يا صوت الرصاص وسترجع عاليا يا صوت العقل

نعم سترجع عاليا ليس أمنية بل حقيقة نراها تنهض بفعل الخيرين من أبناء البلد فالدم الطاهر النقي الذي نزف من شخصين عزيزين نحسبهما عند الله شهيدين الدم الذي اتكأ عليه الرصاص ليثبت وجوده وقدرته على التجميع والتفريق هو ذاته الدم الذي سيحفز أهل الخير وسينير طريقهم.

المستشفى الإسلامي