في مواجهة ظاهرة العنف في جامعاتنا ؟!


بقلم الاستاذ الدكتور ماهرسليم - تزايد ظاهرة العنف في جامعاتنا .. أمر يحتاج للمزيد من التحليل والدراسة ووضع السبل الكفيلة لوضع حد لهذه الظاهرة وعلاجها ...

ورغم ان الكثيرين يحّملون ادارات الجامعات المسؤولية تجاه هذا العنف ، الا ان ذلك ليس من الصواب ، رغم ان الجامعات تتحمل جزءاً من المسؤولية تجاه توفير الحلول والعلاج لمثل هذه الظاهرة ونتائجها ..

وبعودة سريعة الى دراسات سابقة وانية حول ظاهرة العنف الجامعي فإن اسباب هذه الظاهرة تتلخص بتعدد الثقافات في المجتمع والتفاوت الاقتصادي والاجتماعي وبالعصبية القبلية والعشائرية ومعاكسة الطالبات وانتخابات مجالس الطلبة وعدم تفعيل العمل السياسي للطلبة داخل الجامعات وقلة الوعي والتربية غير السليمة والاستعراض وحب الظهور ووقت الفراغ وقلة الدراسة .

ويعزو البعض ايضاً ذلك الى اسباب تتعلق بالتشريعات الرادعة وعدم تفعيلها .

ان علاج هذه الظاهرة التي اخذت بالتزايد واصبحت تتسم بالحدّية وبابعاد خطيرة لا بد ان يكون وفق خطط ودراسات وتشريعات وانظمة تأخذ طريقها للتنفيذ دون ان تتأثر هي ذاتها ببعض اسباب العنف ذاته .

فلا بد من تفعيل التشريعات والقوانين العقابية التي تردع المتسببين بمثل هذا العنف وبدون تقبل اي وساطات او تدخلات لايقاف نفاذ تلك التشريعات والقوانين .

كما انه يجب ان يتم اشغال اوقات الطلبة من قبل عمادات شؤون الطلبة في الجامعات باشراكهم في العديد من الانشطة اللامنهجية والنوادي الطلابية الى جانب تشجيع المجال البحثي كجزء من الخطة الدراسية للطالب وهو الأمر الذي يزيد من معرفتهم وتحصيلهم ويصقل شخصياتهم ويهذب أخلاقهم ويقوّم سلوكهم .

ذلك مع الاشارة الى ان جزء من المسؤولية يقع على عاتق المدارس عبر تنشئة وتثقيف الطلبة لمحاربة مثل هذه الظواهر وملء اوقات فراغهم بالانشطة المنهجية واللامنهجية .

ايضا لا بد للأسرة وهي الركيزة الاولى واهم مصادر الضبط الاجتماعي ان تعد شخصية ابنائها بالشكل السوي وفق معايير السلوك الصحية وتدربهم على الضبط الذاتي والأنموذج الحضاري للسلوك الاجتماعي واعتماد لغة الحوار مع الاخر .

كما انه لا بد من اعطاء الطلبة أجواء من الحرية للتعبير عن آرائهم داخل الجامعات .

كذلك لا بد لكافة المؤسسات الفاعلة في المجتمع ان تقوم بدورها التثقيفي تجاه جمهورها لمحاربة مثل هذه الظواهر وأسبابها لأن ذلك ينعكس بالتأكيد على أسرهم وأبنائهم سواء كانوا طلبة في المدارس او الجامعات .

وكما اقترح ان يكون هناك مادة دراسية تدرس في الجامعات اجبارياً حول معايير السلوك والثقافة المدنية وهو الأمر الذي قد ينعكس بالتأكيد في الحد من هذه الظاهرة ومحاربتها وبالتالي القضاء عليها .

رئيس جامعة عمان الأهلية




تعليقات القراء

مواطن
كلام عام
26-04-2010 11:51 AM
الدكتور نصر البطاينه
مساهمه تستحق الاهتمام بقلم اكاديمي مخضرم ورئيس لجامعه اردنيه ,هذا الحس العالي بالمسؤوليه يحثني على التعليق ,فلدينا عشرات الجامعات الاردنيه العامه والخاصه لم يشرفنا اي منهم برأيه حول عنف الجامعات, ان ما ذكر الاستاذ الدكتور من اسباب موضوعيه وحلول ترقى الى ضرورة دراستها ففيها حلول الاستاذ الجامعي الذي يتعامل يوميا مع مشاكل مشابهه وليست ككلام الباحثين والمنظرين اللذين صبوا جام غضبهم على العشائريه ,فالبحث بحاجه الى اهتمام اساتذة علم الاجتماع لدراسة الظاهره المتجدده والمتفاقمه..نحن في هذا البلد المعطاء امام تحديات جسام في عيشنا واقتصادنا ووجودنا, يجب ان نكون على سويه عاليه من الوعي الثقافي والمجتمعي ما يؤهلنا لؤد الفتنه وردم منابعها ,الوطن بحاجه الى همة شبابه ومستقبل الوطن منوط بقدرتهم على تحمل المسؤوليات واحاطة التحديات المستقبليه بقدر عال من الموضوعيه..بوركت اليد التي خطّت واسهمت في وضع الحلول ونشكر للاستاذ الدكتور اسهاماته في تأطير المشكله والحلول الناجعه
28-04-2010 06:07 PM
طالب في جامعة فيلادلفيا
المقال كتب بقلم احمد العنبوسي _ شباب وجامعات - اخبرتني احدى العاملات في الجريدة
28-04-2010 07:03 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات