جمعيات (آخر زمن) الخيرية


يؤسفني وأنا اتابع بعض الفيديوهات التي تصلني يوميا من (بعض) جمعيات يقال انها خيرية ومبادرات يقال انها وطنية ، والتي أقامت افطارات رمضانية ( للأيتام) بانها تقيم تلك الإفطارات على انغام الموسيقى الصاخبة وتحت الأنوار الكاشفة والإستعراضات غير المقبولة .

لقد خرج مفهوم العمل الخيري والتطوعي عن سياقه العام ، والأصل ان تتدخل وزارة التنمية الاجتماعية فورا وبأقصى سرعة من خلال معالي الصديق والحبيب وجيه العزايزة وزير التنمية الاجتماعية لإيقاف هذه المهازل التي تمس مشروعية العمل الخيري ، وتنتقص من شرعية العمل التطوعي ، لأن اطعام الأيتام وتقديم المساعدة للفقراء والمساكين لم يكن بهذه الطريقة المشينة في عهد أسيادنا ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب رضوان الله عليهم ... ولا في عهد الأمين أو المامون أو عمر بن عبد العزيز ولا حتى في عهد هارون الرشيد ...

هذا النوع من الإحتفالات لتقديم الوجبات الرمضانية ( للأيتام ) بالذات لا تتناسب مع الأجر المتوخى من هذا الفعل وهو التقرب الى الله جلت قدرته ، ثم هل هذه هي التجارة التي لا تبور ولن تبور ، وهل اعلان اسم المتبرع وراعي الاحتفال سيصعد للسماء وسيدخل الجنة بلا حساب مقابل اعلان اسمه انه أطعم الأيتام والفقراء والمساكين وجبة يتيمة لن تتكرر في ذلك الاحتفال ، هل كان الصحابة رضوان الله عليهم يشترطون التصوير من اجل توزيعها على شكل فيديوهات عبر الانترنت العباسي والأموي ... ثم كيف لليتيم الذي فقد أمه او ابيه او كليهما أن يتناول وجبة رمضانية وهو يرى المشرفات على الإحتفال ، والمدعوات أيضا يلبسن آخر (موديل) ويرى المدعوين من الرجال يرتدون البدلات الزرقاء وربطات العنق الحمراء ... ثم يتذكر أمه المتوفاه او ابيه المتوفى الذي لم يكن يملك سوى قطعة لباس واحدة او اثنتين على الاكثر..

المفروض منا كمجتمع محلي ناضج ان نرفض تلبية تلك الدعوات أو المشاركة فيها أو دعمها ، لأن تامين وجبة رمضانية واحدة بطريقة عفيفة ونظيفة وشريفة الى بيت اليتيم دون ان يعرف من أحضرها له ، هي قمة العمل الخيري والتطوعي الذي يتناغم مع انسانية المواطن الأردني الذي هو أغلى ما نملك .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات