الحياة وما استجد عليها


نحن الجيل الذي عاصر الحياة قديما وجديدا ونحن الذين نرى تباين العادات والتقاليد التي عشناها وما استجد عليها في وقتنا الحاضر
كانت مجتمعنا القديم مجتمع متحاب متجانس تربطه المودة والمحبة ..تجمعهم عاداتهم وتقاليدهم التي كانت تتمشى مع ديننا الحنيف
فمثلا تجد المرأة لا تخرج من بيتها إلا للضرورة القصوى ..وإذا خرجت فإنها تنظر في مرآتها مئة مرة خوفا من أن يراها احد وهي غير محتشمة أو خارج من تحت غطاء رأسها شئ من شعرها... وتمشي في طريقها بهيبة ووقار واستحياء ..تتخيل الناس كلهم ينظرون إليها وتعود إلى بيتها بعد ان أدت ما عليها من ضرورة الخروج
اما اليوم فإن أغلبية ألنساء تتبرج وتتعطر وتخرج من بيتها كاسية عارية لا تهاب أحدا وتتجمل بما بدا لها وتلبس من الألبسة ألفاضحة ما تريد بحجة الموضة والحضارة وتخرج وقت ما تشاء وتعود وقت ما تشاء وليست بحاجة لطلب الإذن من أحد
كذلك شهدت المجتمعات الأهلية اختلافات معيشية كبيرة ...فكانت المحبة تجمع العائلات فلا تجد أحدا يغضب من احد إلا لفترة وجيزة يتدخل فيها الجيران لحل ما بدا من خلاف بينهم لتعود المياه الى مجاريها بزمن قليل ..فيحترم احدهم الآخر احتراما كبيرا وتجد الإخوة والأخوات تربطهم علاقات محبة حقيقية و يفضلون بعضهم على بعض – محبة صادقة نابعة من القلوب ..لكن اليوم نجد الاختلاف الكبير في العلاقات الأسرية التي سادها فتور كبير فلا يجمع العائلات إلا المصلحة والفائدة وحب الذات
كذلك الجوار وما يسوده من حسن التعامل والتقارب الكبيرين بعكس وقتنا الحاضر الذي شابه الجفاء حتى لا يعرف الجار من هو جاره...ولا يريد معرفة ما يعانيه جاره من مرض وفقر وعوز – وان عرف ما يعانيه جاره فلا يأبه له ولا يهتم وكأن شيئا لا يهمه ابدا والأغرب من ذلك عدم معرفة الجوار لبعضهم البعض لا اسما ولا وظيفة ولا مكان عمل
هذه بعض الاختلافات التي تواجه المجتمعات وهي غيض من فيض
اسأل الله ان تعود علاقات التواصل والمحبة الصادقة كما كانت وان يجمعنا المحبة والمودة والتحاب والتآخي امتثالا لما أمر به هذا الدين من تواصل وألفة ومحبة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات