كتب - نجم الدين طوالبة
انتشار بعض الجمعيات الخيرية بقيادات نسائية بهذا الشكل اللافت وخصوصا منذ ثلاثة اعوام ، أخذ شكلا ترفيا لما فيه من البهرجة وحب الظهور وصناعة شخصيات نسائية ولدت من ورق وستبقى الى آخر الزمن من ورق لا تسمن ولا تغني من جوع ، بل وأصبحت تلك الجمعيات تؤثر تأثيرا سلبيا على جمعيات نسائية راقية تقودها نساء يعرفن جيدا انسانية العمل التطوعي ونذرن انفسهن للعطاء وليس للتسول على أبواب المحسنين من خلال صفحات الانترنت

أقول إن ( بعض ) تلك الجمعيات التي تترأسها مجموعة من صغيرات السن واللواتي لا يعرفن أصلا مفهوم العمل الاجتماعي التطوعي ، أخذتهن العزة بالإثم من حيث انهن أصبحن أسماء على مستوى المحافظة التي تعمل في ميدانها ، وهن في الاصل لسّن معروفات سوى على مستوى ثلاث عائلات التي تتكون منها اعضاء الهيئة العامة للجمعية ، فلا يعقل ان جمعية خيرية نسائية تتألف من الزوجة والزوج والانسباء وأقرباء الدرجة الاولى والثانية ، ثم يتم استغلال اسم هذه الجمعية لجمع التبرعات والمعونات والمساعدات والبحث عن المنح بحجة توزيعها على الفقراء والمساكين والايتام وذوي الاحتياجات الخاصة
وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة بمعالي السيد الوزير ... مطلوب منها ضبط التصرفات السلبية التي تصدر عن بعض تلك الجمعيات وعدم السماح لتلك الجمعيات استجداء التبرعات والتوسل للحصول على الصدقات من خلال صفحات الإنترنت التي تكون عادة باسم رئيسة الجمعية بعد الاستعانة بهواة التصوير لإلتقاط صور الاسر المحتاجة ، والايحاء بأن تلك التبرعات والصدقات سيتم توزيعها على المحتاجين .

ولهذا أتمنى ان لا تأخذكم العاطفة حين رؤيتكم لصورة محزنة ومثيرة تم التقاطها من هواة التصوير لتسخيرها لمصلحة جمعية نسائية خيرية تدعي الحزن والبكاء على احوال الفقراء ... فقبل أن تقرر أية عائلة إخراج صدقة الشهر الفضيل عليها أن تعرف كيف لهذه الصدقة ان تصل للمستحق فعلا ... فالعمل التطوعي الانساني الخالص لوجه الله تعالى هو عطاء فقط ، ولا شيء غير العطاء...

هناك عائلات مستورة ومعروفة من خلال كشوفات تبين عدد المعاقين والمرضى والمسنين لديها ... وهناك أمهات عاجزات تنكر لهن الأبناء بلا شفقة ... وهناك حالات تقطع القلب وتدمي العيون وتأبى ان تُنشر صور ابنائها أو تفصيلات حياتها ... فلا تجعل يدك اليسرى تعرف ماذا قدمت يدك اليمنى ، ولا داعي لرجال أعمال (آخر زمن) أن يقوموا برعاية افطارات رمضانية لليتامى لغايات الظهور على حساب معاناة الناس وكرامة الايتام ...