دير شبيغل: وحوش لا أبطال


جراسا -

تحت عنوان "وحوش وليسوا أبطالا" نشرت أسبوعية دير شبيغل تقريرا مفصلا للمصور الصحفي الكردي علي أركادي الذي رافق فرقة الطوارئ التابعة لوزارة الداخلية العراقية خلال مشاركتها في حملة استعادة مدينة الموصل.

يقول أركادي في مقدمة تقريره إن مهمته تحولت إلى كابوس بعد ما شاهده بعينيه من انتهاكات مروعة ارتكبتها هذه الفرقة بحق المدنيين في المناطق التي دخلتها، وإدراكه أن جنود النخبة العراقيين مهتمون باغتصاب نساء الرجال المشتبه فيهم ونهب منازلهم أكثر من قتال تنظيم الدولة الإسلامية.

ووثق أركادي جرائم تعذيب واغتصاب وقتل متعمد للمدنيين اقترفها جنود وضباط فرقة الطوارئ بأحياء وضواحي الموصل.

وقالت إن أركادي جمع منذ الصيف الماضي أدلة دامغة على حملة تشريد وقتل نفذتها المليشيات الشيعية، مضيفة أنه زوّدها بمواد موثقة تؤكد شخصيات الجناة، وتقدم توصيفا يتناقض مع التقارير الإعلامية الرائجة التي صورت أفراد القوات الخاصة المشاركين في حملة الموصل كمحررين.

وبدأ أركادي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي مهمته بمرافقة اثنين من فرقة الطوارئ التابعة لوزارة الداخلية يشاركان في حملة استرداد الموصل، هما السني عمر نزار والشيعي حيدر علي، اللذين سبق لهما المشاركة في عملية استعادة مدينة الفالوجة، وروى له الاثنان حينذاك كيف مارسا القتل المتعمد للمدنيين لكنه اعتبر حديثهما مزحة.

ويقول أركادي إن فرقة الطوارئ -التي ينتمي لها هذان الرجلان- كانت صغيرة، لكنها تنامت بسرعة مع مواجهة تنظيم الدولة صيف 2014، وقسمت الفرقة التي يرأسها العقيد ثامر محمد إسماعيل ودربها الأميركيون إلى ثلاثة أقسام هي الاستطلاع والقنص والمجموعات القتالية التي يقودها نزار.

وسمحت الفرقة لأركادي بمرافقتها في مداهمات وهجمات ليلية نفذتها في الموصل، وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي صوّر أركادي شابين اعتقلهما جنود عمر نزار للاشتباه في انتمائهما لتنظيم الدولة، ولم يعرف ماذا سيحل بهما ثم سمع فيما بعد أنهما اعترفا بعد ثلاثة أيام من التعذيب بانتمائهما للتنظيم ثم أعدما بالرصاص.

وفيما بعد سمح ضباط فرقة الطوارئ لأركادي بتصوير عمليات واسعة للتعذيب والاغتصاب والقتل "لمجرد اشتباه بسيط وحتى من دون اشتباه"، وأشار المصور إلى أنه استغرب من سماحهم له بالتصوير ومن إرسالهم له فيديوهات لضحاياهم.

منافسة في الجرائم

وقال إن جنود فرقة الطوارئ شنوا هجوما على قرية كابر العبد بعد استردادها من تنظيم الدولة، بمعرفة ومتابعة الأميركيين، واعتقلوا عددا من الرجال من بينهم رعد هندية حارس مسجد القرية للاشتباه بانتمائه للتنظيم، ونقل أركادي عن مسؤول الاستخبارات بالفرقة النقيب ثامر الدوري قوله إن هندية عذّب لأكثر من أسبوع ثم أعدم مع آخرين بالتهمة نفسها.
وروى في تقريره أنه شاهد بعد ذلك جثة شاب يدعى رشيد اعتقل وقتل خلال تعذيب استمر لثلاثة أيام، رغم تأكيد ضباط استطلاع عراقيين أنه بريء وأن جرمه الوحيد هو التحاق شقيقه وزوجته بتنظيم الدولة.

ويعتبر أركادي أن كابوسه الحقيقي بدأ باسترداد فرقة الطوارئ مدينة حمام العليل من تنظيم الدولة، واعتقال شبان القرية العائدين بشبهة وجود مقاتلين للتنظيم بينهم، وذكر أن من بين المعتقلين أبا وابنه البالغ 16 عاما، وأن الجنود علقوا الأب محمود مهدي من يديه المقيدتين من الخلف كالذبيحة، وأثقلوا ظهره بعدد من زجاجات المياه الممتلئة ثم بدؤوا بضربه بجوار ابنه الذي قتل بعد ذلك.

وفي منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي اعتقل الشقيقان ليث وأحمد ليلا للمرة الثانية، وتولي جنود الفرقة تعذيبهما بوسيلة تعلموها من الأميركيين هي طعنهما بالسكين بأذنهما من الخلف، وفي الصباح علم بمقتل الشقيقين تحت وطأة التعذيب ثم تلقى من الجندي فيديو لجثتهما.

وأشار إلى أن عمر وحيدر اعتقلا ليلة 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي رجالا مشتبها في قتالهم سابقا مع تنظيم الدولة من بينهم فتحي أحمد صالح، الذي انتزعه الجنود من بين زوجته وأطفاله الثلاثة، وقال أركادي "حينما أعلن ضابط الصف الشيعي حيدر علي أنه سيغتصب زوجة فتحي صالح، سرت للجهة الأخرى بالبيت لتصوير الجنود وهم يسرقون المقتنيات".

كما أشار أركادي إلى أن آخر معتقل بهذه الليلة كان مقاتلا سنيّا أحضروه لغرفة النقيب نزار حيث قام جندي باغتصابه، وأشار المصور الصحفي إلى قناعة الجنود الذين رافقهم بأن التعذيب والقتل والاغتصاب ونهب المنازل مباح لهم، ويتم بمعرفة قادتهم وحلفائهم الأميركيين.

وأكد المراسل على استعار منافسة بين الشرطة العراقية وقوات نخبة الداخلية بشأن اغتصاب النساء بالموصل، وذكر أن أفراد الشرطة إن تحدثوا عن اغتصاب امرأة جميلة، سارع جنود فرقة الطوارئ لنفس البيت لارتكاب الفعل ذاته، ورأى أن هذا جعل قتال تنظيم الدولة يفقد أهميته لدى الطرفين.

وخلص أركادي إلى أن الإستراتيجية الوحيدة لقوات النخبة العراقية هي إثارة فزع ورعب كل السنة بالبلاد لدفعهم لمغادرة مناطقهم وتغيير الطبيعة الديمغرافية لشمالي العراق.

ولفت إلى أنه شعر خلال أيامه الأخيرة مع فرقة الطوارئ أنه لم يعد بإمكانه التحمل، وأن زوجته وابنته يمكن أن تكونا الفريسة التالية لهؤلاء الجنود والضباط.

وأشار إلى تفاقم معاناته بسبب طلب النقيب عمر وجنوده مشاركتهم في ضرب معتقلين وتجاوبه معهم بصفع سجين، مما جعله يدعي أن ابنته مريضة ويغادر إلى خانقين حيث أخذ أسرته لمكان آمن خارج العراق بعد أن أصبحت حياتهم مهددة.

المصدر : الصحافة الألمانية,الجزيرة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات