قطر و سلطنة عمان لماذا الانحياز لايران


التصريحات العلنية لأمير قطر بضرورة التعامل مع ايران كقوة اسلاميّة حقيقيّة واستثمار هذه القوة من قبل دول الخليج وعلى رأسها السعوديّة لبناء شراكة مع ايران الشيعّية التي تسعى الى نشر مبدأ ولاية الفقيه وهو مبدأ يقوّض أركان الاسلام من أساساته ويعطي الصلاحيّة للخمينيّة بتفسير القرآن الكريم بما يخدم غلاة الشيعة الذين وصل بهم الحد الى القول بأن الذين يموتون في فلسطين دفاعا عن أرضهم وعرضهم ليسوا شهداء لأنهم ليسوا ممن سار على منهج أهل البيت وقد سمعت ذلك من أحد كبار المعممين الشيعة على احدى القنوات الشيعيّة أقول ان هذه التصريحات ليست بذات قيمة الأن بعدما صارت المواجهات المسلحّة والتحالفات السياسيّة والعسكريّة هي سيدة الموقف ... وأجزم أن قطر تعرف تماما الخطر الايراني واطماعه ودوره في تدمير سوريا لبنان واليمن والعراق وأجزم ايضا ان قطر تغمض عينيها عن مجازر الحشد الشعبي الايراني في العراق ومذابح بشار في سوريا وحرق المعارضين في الافران السرّية واستخدام الاسلحة الكيماويّة ضد المدنيين .
كنّا نتمنى على قطر ان تستخدم هذا الحب المشبوه لأيران لوقف حمامّات الدم ضد اهل السنّة وأن تستغل هذا الميل في لجم التمدد الشيعي في الخليج ودول المنطقة وما جاورها ولعلها ايضا لم تتابع خطابات حسن نصر الله الناريّة وكيل ايران في لبنان وهو يعلن أنه في طليعة الشيعة الذين يؤمنون بولاية الفقيه .
لقد اعترف رئيس الوزراء العراقي العبادي بان الحشد الشعبي المدعوم من ايران هو فوق القانون وأن ايران تستخدم الحشد الشعبي وعصائب اهل الحق الايرانية لمنح الاحتلال الايراني شرعيّة شعبية وأطمئن العبادي بأنه لن يستطيع لجم هذه العصابات الايرانية لانها اصبحت جزءا من واقع لا مفر منه فلماذا هذا السكوت القطري على ممارسات ايران في العراق ولماذا هذا العشق المتبادل مع اسرائيل أم ان قطر التي تتهم بدعم الارهاب هي طرف في المعادلة والتي تشير الى حصول قطر وسلطنة عمان على ضمانات ايرانيّة بعدم تصدير الثورة الخمينيّة اليهما مستقبلا وهي حيلة ايرانية للأسف انطلت على قيادتي البلدين مع انّ دورهما قادم لا محالة .
يسجل لقطر انها تلعب عالمكشوف وتعبّر عن موقفها صراحة وبوضوح ولكنني ارى أنها مواقف تتسم بالسذاجة السياسية وليست مبنيّة على ايدلوجيّة معيّنة بل هي مواقف ناجمة عن الشعور بالعظمة والانفصام وتوظيف المال لتحقيق امجاد وهميّة وعلى العكس من ذلك تماما الموقف العماني المعتدل الذي يرى ان ديمومة حكم قابوس لعمان يقوم على الحياديّة وعدم الانحياز والتركيز على السياسة الداخليّة وبناء علاقات معتدلة مع كل الاطراف ولكن يؤخذ على سلطنةعمان سلبيتها والنأي بالنفس حتى عن مجرد التوسط بين الأطراف لوقف حالة التوتر والتشنج السياسي معتبرة أن الامر لا يعنيها حتى لا تجد نفسها ذات يوم محسوبة على جهة دون أخرى مع ان الواجب القومي يحتّم عليها ان تكون ضمن المنظومة العربيّة وان تعمل على الحد من التطرّف الشيعي الايراني التي غزاها في عقر دارها لكن السلطنة المشغولة بمن يحكم عمان بعد السلطان قابوس الذي يعاني من اعتلال صحّي علما انّ الرجل يتمتع باحترام وتقدير حتى من بعض دول الخليج التي لم تخف عتبها الشديد عليه رغم تحذيراتها له من ان ايران زرعت العديد من عملائها في المواقع الحساسة بانتظار رحيل الرجل لتلعب لعبتها .
لقد أحدثت دولة قطر وسلطنة عمان شرخا في النسيج الخليجي وأعطت لنفسهما الحق لأن تبررا لايران كل تدخلاتها في دول المنطقة ودخلت في صراعات علنيّة مع السعوديّة ومصر وهما أهم دولتين مؤثرتين .
كنت اتمنى لو أن العرب والمسلمين لم يصلوا الى هذا المنحدر المتدني من الضعف الذي جعلهم ينقسمون الى شراذم وكل شرذمة تتباها
( بشعر خالتها ) وتتسابق لنيل رضى الاعداء الامريكان والروس والفرس .
وضع الأمة بالمجمل مؤلم وما الحروب القائمة بينهم باحسن حال من حرب البسوس وحرب داحس والغبراء التي أججّها السفهاء واحترق بنيرانها ( الهبايل ) والعقلاء.
الأجيال القادمة ستسجل بمداد من السواد قتامة وانحطاط هذه المرحلة التي جعلت من العرب والمسلمين شعوبا وزعماء مجرد كرة تتقاذفها أرجل ( اللي بسوا واللي ما بسوا ) .
كلنا مبطوحون وكلنا مركوبون والمثل يقول
السقاطة ( بدها وقاحة عين ) وما أوقحنا جميعا ونحن نفتخر بسقاطتنا وانبطاحنا ونتسابق لنحمل ورق التواليت لمغتصبينا لكي يزيلوا ما علق بهم من بقايا وساختنا .



تعليقات القراء

عبدالاله من السعودية
هجوم منظم وغير مسبوق على قطر رغم نفي الحكومة القطرية للحديث المفبرك على لسان الرئيس لكن يتضح من خلال تلك الحملة اتفاق تلك الدول على قطر رغم الموقف القطري الشريف
26-05-2017 04:47 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات