الجمعيات الخيرية وعيد الإستقلال


تكون الأعياد الدينيّة والوطنيّة مناسبات يحتفل فيها المواطنون بشكل عام مستذكرين سبب المناسبة وصانعوها وابطالها وتكون مظاهر التفاعل معها بتعطيل الدوام لذلك اليوم وإقامة النشاطات المناسبة لتلك المناسبة فكيف إذا ترافقت المناسبة بظروف لمناسبة اخرى ونحن في الأردن نحتفل بذكرى عزيزة علينا وهي العيد الوطني لتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية في الوقت الذي نستقبل فيه شهر رمضان المبارك شهر العبادات والتصدق والخيرات الشهر الذي شهد نزول القرآن الكريم على خير الخلق سيِّدنا محمد ابن عبد الله العربي الأمين .
ولا شكّ ان الإستقلال هو تحرُّر من القيود الإستعمارية وهو الخطوة الأولى التي تبعها تعريب الجيش والبدء في بناء الوطن الحضاري ليواكب التقدُّم العلمي والفنّي والتكنولوجي ليلحق بالركب العالمي المتقدِّم وتبدأ مسيرة طويلة من البناء وتعلية البنيان لتحقيق التنمية المستدامة لوطن العزِّ والفخار في ظل الإنتماء العربي والإسلامي وضمن هويِّة اردنيّة هاشميّة المكان والمعنى .
ولا شكّ ان الشعب الأردني الواحد متلاحم ومتكافل ومتضامن وهو كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو لا سمح الله تداعى له كل الشعب وخاصّة المقتدرين منهم لمد يد العون والمساعدة لبعضهم خاصّة في شهر رمضان المبارك للتقرُّب من الله وطمعا في جنّات النعيم التي وعد الله لعباده الصالحين .
ان المحيط العربي يعيش في ضائقة نظرا لكثرة المتربصين به والذين ينصبون الشراك له ويغذّون الفتن القوميّة والطائفيّة والمذهبيّة بين اطرافه وفي قلبه الذي كان ينبض بالقوميّة العربيّة متحلِّة شعوبه بفضائل الأديان وتعاليمها من الخلق الحسن وحب الخير ونشر الفضيلة حتّى قامت المجتمعات الغربيّة بالإلتزام بتلك الفضائل بينما نحن ابتعدنا عنها وبات رمضان للأسف شهر جوع وسهر بدلا من شهر عبادة وصوم وتلاوة والشيئ الوحيد الذي يعزّينا هو وقفة المجتمع من خلال مبادرات فرديّة او من خلال الجمعيّات الخيرية بشكل عام والإسلاميّة منها خصوصا لما تقوم به من مساعدة الأسر المحتاجة وطلبة العلم واصحاب الإحتياجات الخاصّة وغيرهم من المعوزين والغارمين وتقديم ما يلزم لفك حاجتهم حسب المتاح والخير كثير بحمد الله عند الكثيرين .
وتقوم الجمعيات الخيرية المسيحية والإسلامية بمساعدة الحكومة في التخفيف عن المحتاجين من المواطنين المعوزين والمقيمين على ارض المملكة خاصّة في هذا الشهر الفضيل وبمناسبة العيد الوطني الواحد والسبعين لإستقلال المملكة وذلك من خلال توزيع طرود الخير وكسوة العيد وكسوة المدارس وافطار الصائم وتقوم بعض الجمعيات بنشاط سكني مثل منْح مساكن لمن تنطبق عليهم الشروط وصيانة بعض المنازل وبناء ملاحق ابنية ودفع اجور سكن وشراء بعض الأثاث والأجهزة الكهربائيّة وكذلك حملات لتزويج الناضجين ممكن تنطبق عليهم وعليهن الشروط بالإضافة لتقديم اقساط مدارس وجامعات ممن لا يستطيعون توفير ذلك .
كما تقوم بعض الجمعيات ومن خلال مراكز صحيّة تابعة لها او من خلال اتفاقيات مع اطباء عامين وخاصين توفير فرص للعلاج المجاني او دفع قيمة واجور بعض العمليات والمعالجات وذلك يخفف من نفقات وزارة الصحّة والإعفاءات التي يمنحها الديوان الملكي العامر مشكورا للمواطنين والتي تقدر بمئات الملايين كل عام وكذلك تقوم الجمعيات بالمساهمة في تقديم العلاج والمواد والأجهزة لبعض اصحاب الإحتياجات الخاصّة ممن ابتلاهم الله في حياتهم بظروف خاصّة .
لذلك فإن الجمعيات الخيريّة هي احدى محاور الأعمدة الإقتصاديّة والإجتماعيّة الرئيسة في الدولة الأردنيّة وإنّ مايبهج الأسرة الأردنية بالتأكيد يبعث البهجة والسرور في قلوب العاملين في تلك الجمعيات على اختلاف توجهاتها الوطنية وفي نفوس هيئاتها العامة والإداريّة ويحق لمنتسبيها الإحتفال بمناسبة عيد الإستقلال وبقدوم شهر رمضان المبارك وان تقيم احتفالات خاصة بذلك وعلى وسائل الإعلام كالتلفزيون والإذاعة والصحف المحلية إبراز تلك النشاطات على صدر صفحاتها وفي برامجها المختلفة لنثبت للعالم اجمع بان تلك الجمعيّات تعمل يدا بيد مع الحكومة لتعلي بنيان الدولة الأردنية وترفع من شأن المواطن الأردني في العالم ولدحض افتراءات بعض الدول العظمى بان بعض الجمعيات الخيرية الأردنيه لها علاقات بمنظمات إرهابية وانها لا سمح الله تغذي بعض منابع تلك المنظمات .
حمى الله الأردن ارضا وشعبا وجيشا وقيادة وبارك الله للشعب الأردني بعيد إستقلاله وبلغهم شهر رمضان المبارك وفتح ابواب الخير عليهم واكثر الله من محسنيه وتقبّل الله طاعاتهم .
وكل عام وانتم بالف خير



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات