أمهات الأسرى يلجأن للأموات بعد فقدان الأمل بالأحياء


جراسا -

فضت عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" فدوى البرغوثي، زوجة الأسير مرون البرغوثي، عصر اليوم الإثنين، اعتصاما برفقة عدد من أمهات الأسرى المضربين عن الطعام داخل ضريح الزئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بمقر المقاطعة في مدينة رام الله، وسط الضفة المحتلة.

اعتصام البرغوثي بعد دخول الأسرى اضرابهم المفتوح للشهر الثاني على التوالي، في خطوة غضب على ضعف الجهود الرسمية للقيادة الفلسطينية، وخاصة في قمة الرياض التي غاب عنها قضية اضراب الاسرى، ومن قبل تجاهل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ذكر الاضراب عند لقاءه بالرئيس ترامب قبل أسبوعين في واشنطن.

وبدت البرغوثي متحاملة على ضعف الجهود الرسمية لدى قيادة السلطة، وذلك من خلال حديثها لـ"العرب بوست" بأن وجودها في مقر المقاطعة رسالة واضحة "كفى صمتًا ويجب أن يقف الجميع عند مسؤولياته قيادة وفصائل ومؤسسات"، وكأن حديثها يحمل رسالة عتب على تجاهل الرئيس عباس للاضراب الذي يقوده زوجها.

وأضافت: "أنا متواجدة في الضريح وسأبقى به حتى ينتهي إضراب الاسرى والجميع يكون عند مسؤولياته الجميع الفصائل والقيادة والناس والمؤسسات والنقابات والاتحادات عند مسؤولياته وإنقاذ الأسرى الذين يعانون الأمرين ودخلوا مرحلة الخطر الشديد".

ويعاني الأسرى المضربون من صعوبة في الحركة والتنقل، وآلام في المعدة والرأس، وجفاف في الحلق، ويتقيؤون الدم، وعدد من الأسرى امتنعوا عن تناول الماء لساعات بسبب الصعوبة في التوجه إلى المرحاض.

ونقلت مصلحة السجون حوالي مئة اسير مضرب عن الطعام الى المستشفيات، بعد تدهور خطير طرأ على حالتهم الصحية.

وقالت البرغوثي للصحفيين إنها مع أمهات الأسرى، سيبقين مستمرات باعتصامهنَّ حتى تحقيق مطالب الأسرى المضربين في معركة الأمعاء الخاوية لليوم الـ36 على التوالي.

اعتصام البرغوثي في المقاطعة يتزامن مع أنباء تنشر حول وجود مفاوضات بين قنوات من السلطة الفلسطينية يقودها الوزير حسين الشيخ والمخابرات الإسرائيلية، تهدف الى تجاوز مروان البرغوثي.

وذكرت مصادر خاصة بـ"العرب بوست" أن بعض مسؤولي الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية، بدأت بترويج وجود تقدم في المفاوضات بين الشيخ والمخابرات، في وقت تنفي فيه البرغوثي علمها عن أي من هذه المباحثات ولا عن نتائجها.

وتؤكد مصادر من الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال لـ"العرب بوست" أن قيادة الاضراب لم تجري أي لقاءات مع مصلحة السجون، مشيرة الى ان ضباط من الشاباك زار بعض اقسام الاسرى المضربين وابدى استعداده التفاوض بعيدًا عن قناة البرغوثي، وهو ما ترفضه قيادة الحركة الاسيرة.

وأكدّ رئيس هيئة شؤون الأسرى عيسى قراقع، أنه لا يوجد أي نتائج او مبشرات حقيقية يمكن البناء عليها، مشيرا الى ان ما ينشر حول وجود مفاوضات هو من جانب الاحتلال، تزامنا مع زيارة الرئيس ترامب لإسرائيل.

وقال قراقع  إن إسرائيل تفاوض على تفاصيل هامشية لا ترتبط بجوهر المطالب التي ينادي الأسرى بتحقيقها.

وأمام تعنت الاحتلال في تحقيق مطالب الاسرى، أجمع خبراء في القانون الدولي على أن السلطة الفلسطينية مطالبة في هذه الفترة بالتحرك على المستوى الدولي لشرح قضية الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 36 يوما على التوالي، لتشكيل ضغط دولي على سلطات الاحتلال لمنح الأسرى حقوقهم التي يطالبون بها، والتي كفلتها القوانين والأعراف الدولية.

وأكد هؤلاء الخبراء على أن تقاعس السلطة عن القيام بهذا الدور الذي بإمكانها القيام بها بحكم عضويتها في العديد من المؤسسات الحقوقية الدولية يخضع لاعتبارات سياسية، ويعود لغياب الإرادة السياسية لدى السلطة.

وبهذا الصدد، يؤكد رئيس لجنة اسناد الاسرى عبد الفتاح دولة، أن هذه الخطوة جاءت متأخرة جدًا، مشيرا الى انه جرى توجيه رسائل للقيادة الفلسطينية، تطالبها بتدويل قضية الأسرى والدعوة لعقد جلسة عاجلة لمجلس الامن الدولي.

وقال دولة إن القيادة الفلسطينية لم ترفض هذه الدعوة ولكنها في الوقت ذاته لم تعمل بمقتضاها لهذه اللحظة، وهو ما يرجوه الأسرى.

وذكر أن الوقت لا يحتمل التأخير خاصة مع دخول الاضراب شهره الثاني، وحدوث تدهور شديد على صحة الأسرى.


وتتمثل أبرز مطالب الأسرى في: إنهاء سياسات: الاعتقال الإداري، والعزل الانفرادي، ومنع زيارات العائلات وعدم انتظامها، والإهمال الطبي، وغير ذلك من المطالب الأساسية والمشروعة.

ويخوض أكثر من 1500 أسير في سجون الاحتلال، إضراب "الحرية والكرامة"، منذ يوم الاثنين 17 أبريل/نيسان الماضي، الذي يوافق يوم الأسير الفلسطيني، من أجل انتزاع حقوقهم الإنسانية التي سلبتها إدارة سجون الاحتلال، والتي حققوها سابقًا بالعديد من الإضرابات.

ويخضع 6500 أسير للاعتقال في سجون الاحتلال، بينهم 51 امرأة، و300 طفل، و500 معتقل إداري، و1800 أسير مريض.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات