ترمب .. حين يجرّم الضحية ويبرىء الجاني


جراسا -

المحرر السياسي - اعتبار الرئيس الامريكي دونالد ترامب لحركة المقاومة الاسلامية حماس، بانها تنظيم ارهابي خلال مشاركته في القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت في المملكة العربية السعودية اول أمس، تأكيد على سياسة الانحياز الامريكي المطلق لكيان الاحتلال، على حساب شعب محتل، تعتبر واشنطن مقاومته لمحتله ارهاباً، فيما تغدق على الكيان الاكثر اجراما وارهابا عبر التاريخ بالمدح والود، والدعم بالمال والسلاح والعتاد والمواقف.

ترمب الذي قال نصاً : "ان التأثير الحقيقي لتنظيم داعش والقاعدة وحزب الله وحماس والعديد من التنظيمات الأخرى، لا يجب أن يُقاس فقط بعدد القتلى. يجب أن يُقاس أيضاً بأجيال من الأحلام المتلاشية"، ساوى في كلمته بين حركة مقاومة لكيان محتل، بتنظيم ارهابي كداعش، مبعداً الكيان الصهيوني واياديه الغارقة في دماء الشعب الفلسطيني منذ عقود، عن صفة الارهاب الذي لم ينشأ في المنطقة الا بسبب الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، وبقاء قضيتها عالقة عشرات العقود، عجز العالم فيها عن ايجاد حل عادل لاهلها الخاضعين تحت براثن الاحتلال.

مثل هذه السياسات الامريكية الازلية المنحازة مع الجاني ضد الضحية، طالما كانت سبباً في نفور المشرقيين، والعرب والمسلمين عموماً، من الدولة التي تهيمن على الكون، وهي ذات المواقف التي افرزت تيارات سياسية ساخطة على المواقف الامريكية المنحازة، التي كانت سبباً رئيسياً في نمو حركات التطرف، التي انتقدها ترامب بلسانه، وصبغ الارهاب بالحركات الاسلامية وحدها، متناسياً حجم الدمار والخراب والقتل الذي خلفته الالة العسكرية الامريكية طوال قرن من الزمان، على عشرات الدول وملايين الشعوب، مثلما تناسى أن الكيان الصهيوني، انما هو كيان محتل لارض وشعب، ونكل وشرّد وهجر وسجن مئات الاف الفلسطينيين، ويعدّ  - رغم جرائمه - في القاموس الامريكي العجائبي، الكيان الاكثر انفتاحا وعصرنة وديمقراطية في المنطقة !.

ترمب، الذي حصد في زيارة لم تزد عن بضع ساعات للمملكة العربية السعودية، ازيد من 400 مليار دولار امريكي، ونظّر في كلمته على زعامات الدول الاسلامية درساً في مفهوم التطرف، محملاً وزره للمسلمين، وبرأ في ذات الوقت، ساحة "الاسرائيليين" المحتلين لفلسطين منذ 70 عاماً، ولم ينبس فمه حرفاً عن احتلالهم لمقدسات المسلمين الذين يجتمع مع قادتهم.

التطرف ليس صنعة اسلامية ولم يكن ابداً، وكان الاجدى بحث اسبابه، ومسبباته، بدءا من القضية الفلسطينية العالقة منذ عشرات العقود، وصولا للتدخلات الكونية المتغطرسة في شؤون العالمين العربي والاسلامي، لدعم الجماعات المتطرفة بالمال والسلاح من ذات الدول التي تتهم الاسلام بالتطرف، فيما ضحايا الارهاب هم المسلمون فقط.. وخير وصف في هذا السياق ما أكده جلالة الملك في كلمته بذات المؤتمر حين قال : " ان العصابات الإرهابية لا تمثل مجموعة تتواجد على هامش الإسلام، بل هي خارجة تماماً عنه. هؤلاء هم الخوارج. العرب والمسلمون يشكلون الغالبية العظمى من ضحاياهم".

ترمب ذاته، الذي اعتبر حركة حماس ارهابية، على مرأى ومسمع رئيس السلطة الفلسطينة محمود عباس خلال القمة، أكد خلال زيارته للكيان مساء الاثنين على عمق "الصداقة المتينة" التي تربط بلاده و"إسرائيل" واصفا علاقتهما بانها "أكثر من أصدقاء".. الامر الذي يزيد تأكيداً على تأكيد، مدى ازدواجية المعايير الامريكية، والانحياز المطلق، بالدعم المطلق، للمحتل على حساب شعب وارض محتليين.



تعليقات القراء

bashar
مافي جاني ولا ارهابي اكثر من الغرب الصهاينة وعلي راسهم اميركا
23-05-2017 09:00 AM
الغني الاردني
ذهبت الغنمة لتشتكي الى الاسد ان النمر اكل احد ابنائها الثمانية فحكم الاسد للنمر بان ياكل ما تبقى من ابنائها وقال لها كوني من الشاكرين لاننا ابقينا على حياتك فشكرته على عدله
23-05-2017 03:21 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات