الحمد لله .. اثريت فلم اجحد وفقرت فلم اشحد


هو الله الذي يحيي ويميت وهو الذي يبتلي الإنسان بالغنى والفقر وبالصحّة والمرض ويمتحنه بالصبر والحمد والشكر والعبادة وحيث نتيجة الإمتحان تظهر بعد إنقضاء عمره ويغادر الحياة الدنيا الى غير رجعة الاّ عندما يُبعث البشر من القبور .
ويُعد البعث بعد الموت وحشر الخلائق إلى بارئها لنيل جزائها يوم القيامة ، من العقائد الأساسية في القرآن الكريم ، وقد قال تعالى في تقرير عقيدة البعث بعد الموت { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} صدق الله العظيم ، وقال تعالى " حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ "صدق الله العظيم ، وقال تعالى {َأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون } صدق الله العظيم ، وقال تعالى { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } صدق الله العظيم، وقال تعالى { وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } صدق الله العظيم، فهذه الآيات وغيرها تدل على أن الأموات يحييهم الله جميعاً يوم القيامة فيبعثهم من قبورهم ، ويحشرهم إليه سبحانه ، فيجازى المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته.
ومن دلائل قدرته على البعث من جديد هو خلق الحياة من ماء الرجل قال تعالى: { أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ} صدق الله العظيم ووجه الاستدلال بهذا الدليل على البعث، أن المني إنما يحصل من فضلات الهضم ، وهو كالطل المنبث في أطراف الأعضاء ، فإذا أراد الإنسان إخراجه تجمع من أجزاء البدن ، وأخرجه ماء دافقاً إلى قرار الرحم ليتكون إنساناً جديداً ، فإذا كانت هذه الأجزاء متفرقة فجمعها ، وكوّن منها ذلك الشخص ، فكيف يمتنع عليه جمعها مرة أخرى من التراب ؟!!

وفي سورة القيامة الآيات " أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى* أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى* ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى* فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى "صدق الله العظيم،وقال تعالى" فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ* يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ* إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ* "صدق الله العظيم.
وخلال عمري الذي منحني الخالق بفضله تعرضت لإبتلاء من الله في الصحّة والمرض وابتلاني بالفقر والغنى وامتحنني بالصبر والصلاة والشكر وحمده سبحانه وجلّ علاه وادعوا الله انه وجدني من المؤمنين الصابرين القادرين المتحملين لقساوة امتحانه وحلاوة وجزيل عطاياه .
ولكنني اعجب لمن يمتحنه الله بالغنى وينال المنصب العالي في عمله ويمنحه المال الوفير والإمكانات المميّزة ولا يستغلُّها في عمل يتقرّب به الى الله بل ينفقها في إنشاء المزارع الفارهة او الأبنية العديدة او شراء سيارات غالية بمواصفات فريدة او يبدِّدها بالسهرات الحلال اوغيره مع اصدقاء السوء حتّى يحرمه الله من نعمته ويغدوا فقير الحال واليد ويلجأ للبنوك يستدين منها كما تفعل الدول فتزيد مديونيتها لتتجاوز مقدار الناتج المحلّي ونقول بعدها عليها السلام وهذا يتحمله المسؤولون والمستشارون من هم في الحكم ومن ساهموا في رفع المديونية في حكومات سابقة .
وكذلك عجبي لمن يمنُّ عليه ربُّ العزّة بالصحة والعافية ولا يملؤها بطاعة الرحمن وشكره والقيام بالفروض والطاعات المطلوبة لأنه قد لا يستطيع وفائها بعد الهرم والسقم وكم من واحد تندم وانا منهم لأني لم استغل تلك الأوقات لكي اؤدي فريضة الحج التي اتمنى الآن ان يمنحني القوّة لكي استطيع ان اؤديها باي شكل لأن العمرة مهما كان عدد المرّات التي اعتمرت بها , لا تسقط الفريضة وكذلك الفروض الأخرى من صلاة وصوم وزكاة وكذلك من الأعمال الصالحة الأخرى مثل رضى الوالدين والصدقات وصلة الرحم وقراءة القرآن وغيرها التي لو أدّاها وهو في صحّته لتقرّب فيها الى الله تعالى وافاد غيره من البشر .
ومن ابتلاه الله بالفقر والمرض احدهما او كلاهما يجب ان يكون مع الله فإذا كان مريضا يجب ان يشعر مع من ابتلاهم بمرض أشدْ وإذا أمسى فقيرا فيجب ان يستغفر الله ويشعر مع من هم أشدُّ فقرا منه وذلك هو التقرُّب من الله ولذلك كان رمضان هو شهر الخير والشعور مع الفقراء والمعوزين وكانت الزكاة والصدقات وكان المحسنون جزاء لهم جنات النعيم ولذلك خلق الله الدواء لكل داء وخلق الماء للحياة .
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾صدق الله العظيم, فالحياة على وجه الأرض، حياة الإنسان، وحياة الحيوان، وحياة النبات، قوامها الماء، فالماء هو الوسيط الوحيد الذي يحمل الأملاح, والمواد الغذائية منحلةً فيه إلى الكائن الحي، ولولا الماء لما كان على وجه الأرض حياة .
وكذلك خلق العسل شفاء لكثير من الأمراض وقال تعالى (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِى مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِى مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لأيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون)صدق الله العظيم
وكم افتخر واقف إحتراما للمحسنين الذين يأتون بارجلهم لتقديم العون والمساعدة للمواطنين المعوزين من مال وغذاء وكساء وإيواء وخدمات يحتاجها الإنسان في حياته ولا تقتصرافضالهم على شهر رمضان المبارك وانما تستمر طول العام وهم يقولون هذا من عند الله وهو مستمر لأن خير الله لا ينقطع ابدا , وعجبي انّه مقابل محسنون يتقدمون لتقديم العون نرى الحكومة تضغط بقوّة على الجمعيّات الخيريّة لشلِّ حركتها ونشاطاتها وانا اتوقّع ان تشتدّ حملاتها خلال الشهر الفضيل لمضايقة الأسر الفقيرة والمعوزين قبل مضايقة الجمعيّة بل ومنعت بعض الجمعيات من استلام تبرعات من خارج البلد واعادة اموال وصلت منهم لفقراء بالإسم الى مصادرها بحجّة ان بعض الجمعيات لها ارتباطات بجهات خارجية ولتنفيذ رغبات دول كبرى فيما يسمّى الحرب على الإرهاب وكأنّنا لا نكتوي من ذلك الإرهاب من الخوارج ومن جهات ودول اخرى .
بلِّغنا اللهم رمضان ونحن بخير وقدرة على القيام بالعبادة والصوم والتلاوة والتصدق وعمل الخير متمنين ان تخفِّف الحكومة من إجراءاتها المشدّدة على الجمعيّات الخيريّة لتمكينها من جلب المعونات وتوزيعها على المحتاجين والمعوزين لتكن الجمعيات الخيرية عونا للحكومة وهيئاتها وصناديقها في عملها والجمعيّات اعتقد انها على استعداد لكافّة متطلبات الدولة بدءا من تغييرات اساسية في اسمها وانظمتها الأساسيّة والداخليّ والتنظيمية وانظمتها الإدارية والمالية والرقابة الداخليّة فالوطن بكامل مقوماته من ارض ومنجزات لكافّة المواطنين كما أنّ الجيش والقيادة منابر عزِّ وفخار لكافة المواطنين والحكومة على اختلاف منابتهم واصولهم.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات