ما الذي سنخسره لو اننا استيقظنا ذات صباح ، فإذا بغالبية مسؤولينا وقد فقدت القدرة على النطق ؟ ! الأمر المؤكد ان الفرح الذي انتظرناه كأردنيين قد جاء الينا وان بعد عقود من الأنتظار، وان الدعوات التي بقينا نرفعها عقودا طويلة قد تمت الأستجابه لها واننا بعد طول انتظار تتاح لنا الفرصة للكلام وتتاح لهؤلاء المسؤلين الفرصة للإستماع والإستفادة مما نقول لأننا على مدى عقود لم نستفد من كلامهم سوى زيادة تعبنا وزيادة جوعنا وزيادة قهرنا وزيادة عرينا وسيكون عليهم الدور للتصفيق لما نقول بعد ان كان كل المطلوب منا ان نصفق لما يقولون وبالمجان!

ستحسدنا شعوب كثيرة محرومة من الكلام ومطالبة بالأستماع، سيحدث تغير عميق وجميل في حياتنا ستغلق إذعات وفضائيات كنا مجبورين على الأستماع الى مسؤولينا وهم يهددون الأشقاء والأصدقاء ويغازلون الأعداء، اعني اعداءنا نحن، لأننا وحدنا اعداء المسؤلين وفق تصنيفاتهم، والمتربصون بهم وفق تصنيفاتهم والمندسون بينهم وفق تصنيفاتهم ، سيحاول هؤلاء مطاردتنا بمقالاتهم الكاذبة والفارغة والأقليمية ، وفي هذه الحالة لن يكون في وسعهم اجبارنا على القراءة حتى لو وضعوا الصحف مجانا أمام بيوتنا والقوها الينا من خلال نوافذنا ونعدهم اننا لن نثرثر اليهم لأننا نعرف كم تضايقهم شكوانا وكم يستفزهم احتجاجنا على سرقتهم لنا وتجويعهم لنا وخياناتهم لنا وسخريتهم منا ومن عري اجسادنا واقدامنا الحافية وبحثنا في حاوياتهم عن بعض خبز او بعض بندورة او بعض لحم اقتطع من اجسادنا وتولي طهاتهم طبخه لهم .

ماذا لو حقق الله الرؤوف بعباده هذه الأمنية ؟ اية متعة ستكون من نصيب الأردنيين وهم يعرفون ان غالببة مسؤولينا لن يتمكنوا من اعطاء تصريحات استفزازية ولن يتمكنوا من عقد اجتماعات رسمية ولن يتمكنوا من عقد مؤتمرات صحافية يقولون فيها كل ماليس له علاقة بالصدق والحقيقة والحرص على الأردنيين الطبيين .

اعرف وتعرفون ان هذه الغالبية من المسؤولين الأردنيين فقدت النطق جزئياً منذ سنوات، لكن فقدانهم للنطق لا يتعلق الا بالموقف من الولايات المتحدة والأتحاد الأوروبي والعدو الصهيوني اما فيما يتعلق بغير هؤلاء فتحدث ولا حرج ، فلسان بعض مسؤولينا طوله كيلومتر عندما يتحدثون عن نصف شعبنا، وطوله 2 كيلو متر عندما يتحدثون عن حركة حماس وطوله 5 كيلو متر عندما يتحدثون عن حزب الله وطوله 10 كيلومتر عندما يتحدثون عن المقاومة العراقية وطوله 15 كيلومتر عندما يتحدثون عن ايران وحتى عن فنزويلا وكوبا ومقاومة الأفغان والصوماليين .

فيا الله العلي العظيم ، نسألك بجلال عظمتك وبكل رسلك وأنبيائك وبالمبشرين بالجنة وبالخلفاء الراشدين الصالحين وبكل قهر رجالنا وفقر نسائنا وعذابات اطفالنا ان تنعم علينا بهذه النعمة الغالية وهي ان تحرم مسؤولينا - الذي يتحدثون ويصرحون كثيرا ولا يفعلون شيئا - من ألسنتهم وان تجتثها من جذورها وشروشها و تجعلنا قادرين على الإحتفاظ بها مائة عام قادمة تحت كلمات قليلة (هذا هو كل ما كان لهم وقررت يا الله حرمانهم منه وإسعادنا بزواله لك الحمد و الشكر وحدك).

موقع الخندق
www.alkhandaq.com