قراءة في المجموعة القصصية "جريمة نصف زرقاء"


جراسا -

قراءة في المجموعة القصصية "جريمة نصف زرقاء"
للكاتبة الفلسطينية صابرين فرعون

كتبت : نوال القصار *


في إحدى فلسفات القراءة ، وبكافة تصنيفاتها الأدبية، ثمة كتب تقرؤك لا تقرأها ، حيث تتسلل إليك لتعرض أحداثها ومضامينها فيما يُشبه العرض السينمائي، ولتخرج بقراءتك الذاتية دون أن تكون لك علاقة بالنقد أو التحليل أو المراجعة الأدبية أو غيرها.

أمام المجموعة القصصية "جريمة نصف زرقاء" للروائية والكاتبة المقدسية الفذة صابرين فرعون، تجد نفسك أمام فنٍ آخر رديف للعرض السينمائي في المحتوى القصصي يقارب ثيمة "السيمياء" ، وانت تلتقط قصص المجموعة كـ لوحات فنية تشكيلية بامتياز .

أذكر في فترة ما من عملي الميداني في الصحافة كنت أتردد كثيراً على معظم معارض الفن التشكيلي التي كانت تقام في العاصمة الأردنية لفنانين تشكيليين أردنيين ومن الدول العربية كافة.

وأعترف حقيقةً أني لست مُلِمّةً فيما يتعلق بتقنيات الرسم واللوحة والألوان والخطوط والتعبيرات ومدارس الفن التشكيلي من الواقعية إلى السريالية الرمزية إلى التكعيبية وغيرها، إلا أنني كنت في بعض الأحيان أشاهد لوحات تبهرني تماماً كمتلقي ، وهذا بالفعل ما ينطبق على مجموعة "جريمة نصف زرقاء"، والتي خلقت بي حالة إبهار لامتناهية لجهة السرد والحبكة والايقاع في كامل قصص المجموعة.

صابرين فرعون كاتبة فلسطينية من مواليد القدس وتكتب في مجال القصة والخاطرة والنصوص السردية والمقال الأدبي والتربوي.. صدر لها عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن بالإضافة إلى مجموعتها هذه كتابين في النصوص السردية بعنوان "ظلال قلب"، و"مرايا المطر"، ورواية بعنوان "قلقلة في حقائب سفر".

أما مجموعتها القصصية "جريمة نصف زرقاء" فتتكون من تسعة وأربعين قصة، بعضها من القصص القصيرة جداً ، وجميع موضوعات هذه القصص من نبض الحياة اليومية بسرد لا يخلو أحياناً من اللغة الشعرية، أو كومضات تجعل المتلقي يبحث في مكنونات نفسه عن معنى الرمزية الكامن خلف النص.

في الواقع ومن وجهة نظر قارئة، جاءت الرمزية في عدد من القصص القصيرة جداً ومضات محفزة للذهن، تماماً مثلما يقف المتلقي أمام لوحة تشكيلية تدهشه فيحاول تفسير مدلولاتها ورموزها ضمن حدود ذائقته الفنية – الأدبية في مجالنا هذا عند قراءة مجموعة صابرين القصصية بطبعية الحال- مستمتعاً في الوقت ذاته بما يستقبله في ذهنه.

بقي أن نقول أنه يُحسب للكاتبة الفلسطينية صابرين فرعون بالإضافة إلى اللغة العالية في سرد القصص تلك الشهادات الأدبية التي جاءت في خاتمة المجموعة من عدد من الأسماء المرموقة في عالم الأدب والنقد والكتابة بمن فيهم د. سناء عز الدين عطاري وهي أديبة وباحثة من فلسطين، د. أمير تاج السر الروائي والباحث من السودان، د. موسى رحوم عباس الشاعر والروائي السوري المهاجر، والشاعر والقاص حسن أبو دية .

*روائية وإعلامية أردنية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات