تأملات في أوضاع العمال في عيدهم


كان العمال فيما سبق، أفضلُ حالاً من الآن، وكانت عوائد ما يجنوه من مهنهم أعلى منها عند غيرهم، وكان الأوضاع الإقتصادية، تسهم إلى حد كبير في شعور الرضا لدى فئة واسعة منهم، بينما الأمور تغيرت هذه الأيام، عزوف عن المهن، بسبب العمالة الوافدة المنافسة، وتزايد الأعباء نتيجة متطلباتهم المعيشية المتراكمة. لهذا فالعمال في يومهم بحاجة لوقفة جادّة مع أوضاعهم، وأعني بهذا العمال الذين يقضون جلّ نهارهم في العمل، في الكدّ والتعب، وفي ظروف عمل قاسية.

وأعني بالعمال، أولئك الذين يعملون بصمت من أجل لقمةٍ حلال تقيهم غائلة الفقر وحاجة الناس، أولئك العمال الذين إستهلكت جوارحهم شقاوة الورش، ونهشت من شبابهم قساوة الظروف. أولئك العمال في المصنع والمعمل والورشة والحقل، أولئك الذين لا غنى عنهم في ملحمة البناء والإعمار الوطني.

العمال بحاجة اليوم إلى تأكيد حضورهم الإجتماعي، وإلى تكريس دورهم الفاعل والمؤثر في المجتمع، وهم بحاجة أيضاً إلى إحترام مكانتهم، ودعمهم من قبل الدولة، بصناديق إدخار تحمي شيوختهم، ومشاريع إسكان خاصة بهم، وشمولهم جميعاً بالتأمين الصحي.

هذا يحتاج إلى جهود مشتركة، من قبل مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، وإلى أفراد المجتمع جميعهم، لأن المهن مهددة اليوم بعزوف قطاعات واسعة من الشباب عنها، ولو أتيح ربما لأغلبهم لإنصرفوا عنها ولآثروا الوظائف بدلاً منها، وهذا يتطلب لفتة جادة إلى أوضاعهم، في جهدهم الذي يهدف إلى توفير لقمة العيش الكريم والرزق الحلال.

بارك الله بكل عمال وطني، وأعانهم على ظروفهم، وفي هذا السياق، أستذكر قصيدة الشاعر المصري أحمد شوقي يصف حالهم :

أيُّها العُمـالُ أفْنـوا العُمْـرَّ كَـدَّاً واكتـســابـاً
واعمروا الأرضَ فَلَولا سَعْيُكُم أمْسَت يَبابا
اتـقـنـوا يُـحْبِـبْـكُـمُ اللهُ وَيـرّفَـعُـكُـم جَـنـابا
أيُّـهـا الغـادونَ كالـنَّـحْـلِ ارتـيـاداً وَطِـلابا
في بُقـورِ الطَّيْـرِ للـرِّزْقِ مَجـيئـاً وذهــابا
اطلبوا الحَقَّ بِِرِفْقٍ واجعلـوا الواجِـبَ دابا
واســتـقـيـمـوا يَفْتَـحِ اللهُ لَـكُـم باباً فَـبـابـاً
إنمـا الـعـاقِـلُ مَـنْ يَجْـعَـلُ للـدَّهْـرِ حِســاباً
فاجعَلوا مِنْ مالِكُم لِلشَّيْبِ وَالضَّعْفِ نِصابا



تعليقات القراء

ابو شندي
اي اوضاع هذه واي عيد هذا الذي اوصل هؤلاء الى حياه الضنك ؟!!!
01-05-2017 07:13 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات