بيوت العزاء والخطباء،


يذهب الاردنيون جماعات وافراد للقيام بواجب العزاء، وهي سنة حميدة في مجتمعنا الذي يتواصل مع بعضه البعض في جميع المناسبات وخاصة مناسبات العزاء لمواساة الأحياء من ذوي الفقيد الذين يستعدوا بدورهم للقاء المعزين برغم مصابهم. وتطيب المجالس برؤية الناس لبعضهم كما يتحدثون في شؤون شتى ولا يغيب عن حديثهم السوال عن الاحوال الشخصية وهموم الوطن وجديد الاخبار وقديمها...
واللافت لي وغيري هو، تطوع بعض الخطباء لخطبة طويلة عصماء يستعرض فيها الهواة والمحترفون ما يحفظ من الأحاديث الشريفة والايات الكريمة ويتبعها بالمزيد من الوعظ الإرشاد والكثير من القصص، وقد يتصرف بمضمونها كما يحلو له، وربما يتبعها بوابل من التقريع للنشء وللكبير والصغير والغائب والحاضر ...
وقد يأخذ بعض الخطباء من الوقت الكثير وذلك ما ليس بالطبع لهم، بلا سماح ولا استئذان، حيث يفرض على المشهد قوانينه المدعومة ببما يستخلصه شخصيا من الشرع الحنيف، ليخلص الى ما يريد وهو، إقناع الناس ببلاغته وتفوقه اللفظي الخطابي.
وأصبح بعض الخطباء يستزيدون من شهوة الشهرة في خطبهم من خلال إجبار المعزين على سماعهم والصبر على الجلوس والإنتباه حتى يفرغوا ما بجعبتهم. والحقيقة الماثلة أن بعض الخطباء يفرضون على بعض مجالس العزاء أدبياتهم عن طريق أنه يتحدث وفقا للشرع ونيابة عنه، وهو يعلم أنه يقيد سلامة الدخول والخروج وتبادل السلام بين الناس واصحاب العزاء وكذلك تقييد تقديم الضيافة !
وهنا أود القول إن أغلب الناس في بلادنا تقرا القران الكريم وتحفظ آياته الملهمات التامات وتحفظ حديث رسول الله الكريم ولا احد يزايد على أحد في هذا المجال !
اما من وجهة نظري فقد أصبح المشهد في بيوت العزاء غير مريح وللخروج من هذا يقترح مايلي:-
١. ان لا يتحدث في مجالس الا العلماء والفقهاء والمشهود لهم بالخبرة والتقوى وحسن السلوك وهم عيون المجتمع.
٢. ان يستأذن اي كل من يجد بنفسه القدرة الحلقة الأولى من اصحاب العزاء.
٣. ان لا تطول الخطبة اكثر من خمس دقائق !
٤. ان يعرف الخطيب المتحدث بنفسه وعلمه ومن معه.
٥. ان لا يتكرر توالي الخطباء واحد بعد الآخر في أوقات الزحمة الاولى من العزاء.
٦. ان يخاطب المتحدث الناس على قدر المناسبة ولا يفتح موضوعات خلافية نحن في غنى عنها.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات