البيت (الشركس) في معان؟!!!!


في العشرينيات من القرن الماضي تعرف الحاج مصطفى حسن شركس الملقب ب أبو درويش على الحاج صدق الله ابراهيم المعاني اذ لم تكن صدفة وانما تخطيط ومصلحة .

سمع أبو درويش بمكانة الشاب المبدع صدق الله المعاني وتعرف عن كثب على قدراته الفذة التي أهلته ليكون رائد صناعة واستخراج الحجارة في الأردن وتحديداً معان حيث ولد المعاني عام1889م في معان وعاش في بواكير حياته في فلسطين وتحديداً نابلس وتعرف على مهنة استخراج الحجارة في قباطيا ثم عاد ليبهر كل من تعامل معه بحسه وعلمه الذي مكن له معرفة خبايا الأرض من الحجارة حيث كان يستعان فيه لتحديد مواقع مناجم الحجارة في باطن الأرض وتعدى ذلك كله الى روعة رصد حيث كان يحدد كمية الحجارة المتواجدة في باطن الأرض قبل التكشيف عنها ويحدد لون الحجارة أيضاً كل هذا دفع الحاج أبو درويش شركس لعقد شراكة بينه وبين الحاج صدق الله المعاني ووفر له سيارة لاند روفر يجوب بها أرجاء الوطن للتعرف على أنواع الحجارة وتحديد موقعها مما سهل على المعاني العمل بأريحية وتقنية .كان أبو درويش مرافقاً له في كل المواقع التي شملها البحث عن الحجارة اذ تشير المصادر بأن الدافع للحاج أبو درويش لشراكة الحاج صدق الله المعاني جاءت من خلال طبيعة عمل الحاج شركس مقاولاً في الانشاءات والمباني ولتسهيل عمله عن قرب شرع في 

بناء بيت في منطقة محطة معان بالقرب من سكة الحديد حيث تجلت رؤيته وشهامته وعنفوانه عندما أقام سور منزله فوق البئر تاركاً نصف البئر خارج السور والنصف الآخر في الداخل لاستخدامه الخاص حيث مكن لسكان المنطقة من بدو ومعانية من الوصول للماء دون معاناة أو مشقة وبدون أجر وقد أطلق أبناء المنطقة على البت بالبيت الأحمر لطلاء البيت باللون القرميدي لنجد روعة الذوق والحس المرهف لدى الحاج أبو درويش يولد جديد متغير من خلال اختيار الالوان في بيته ومسجده تاركاً لنا ارث لا زال يقبع في قلب الصحراء بصمت بعد أن تم بيع البيت للحاج علي محمد أبو طويلة ومن ثم لسكة الحديد التي قامت على ترميم البيت في بداية القرن الحالي لاستخدامه كمتحف تسوق له عبقرية المكان والجدير بالذكر بأن الحاج أبو درويش عندما شرع في بناء مسجده في منطقة الاشرافية في عمان عمد الى استخدام حجارة البناء من معان لما يتمتع به حجر معان من مواصفات والمتمثلة في قوة صلابة الحجر وقلة الكسر وثبات اللون وعدم قابليته للرطوبة على اننا نجد بأن الحجارة السوداء جلبت من منطقة الرويشد والتي تتميز بثبات اللون وقوة الكسر وعدم قابليتها للرطوبة . لتنتهي قصة الصداقة بوفاة الحاج صدق الله المعاني عام 1965م وليبقى الحاج مصطفى شركس يطل علينا من نافذة الروعة عبر ما تركة من تحفة معمارية ترتقي لجمال والمتمثلة في مسجده (مسجد أبو درويش) ولتستمر علامة الرضا بعد وفاته عام 1981م عبر بيته الريفي في معان .



تعليقات القراء

ابوسامي
بدكم احلى من هيك تراث واصالة ؟؟
29-04-2017 05:32 PM
صور ؟!
حبذا لو ارفقتم صورة لذلك البيت الاحمر .
29-04-2017 06:53 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات