“الجفر” الأردنية تهميش وفقر وبطالة .. دانة زيدان


جراسا -

دانة زيدان: منطقة “الجفر” الأردنية تهميش وفقر وبطالة.. ما بين ظاهرة إستغلال الأطفال في الأغاني الهابطة وإستغلال الضيوف البسطاء.. الإعلام العبري ينقل صور الوفاء للصداقة التي تجمعه بمسلحي التنظيمات المتطرفة..

 

يصبح الحديث عن حب الوطن، والتضحية، والإنتماء، نوعاً من الترف اللامنطقي والمنفصل عن الواقع، حين ترى طفلاً يحمل كتبه المدرسية في كيس بلاستيكي، أو أباً يبكي حاجة وفقراً، أو شاب كل طموحه يتلخص بأن يجد فرصة عمل ولو كانت براتب أقل من الحد الأدنى للأجور.

كل هذا تراه إذا ما خرجت من العاصمة الأردنية عمان، لزيارة بعض المحافظات والقرى خاصة في الجنوب. سبق وأن تحدثت عدة تقارير عن التهميش الذي تعانيه تلك المناطق، من نقص أو غياب للخدمات الحكومية والصحية، وتدني نوعية التعليم، وإنعدام فرص العمل وأماكن ووسائل الترفيه.

عرضت قناة “الجزيرة” الفضائية تقريراً موجعاً عن قضاء “الجفر” التابع لمحافظة “معان” جنوب الأردن. تحدث فيه سكان المنطقة عن الصعوبات المعيشية الجمة التي تواجههم يومياً، مع إرتفاع مستويات الفقر والبطالة.

من وسط الصحراء، طالب أحد سكان المنطقة الوزراء والمسؤولين بأن يجربوا العيش في “الجفر” لمدة يوم واحد ليختبروا قدرتهم على تحمل الظروف التي يقاسيها أهالي المنطقة يومياً. ليظهر بعد ذلك رجل كبير في السن يتحدث للمذيع بصوت يحمل الكثير من الألم قائلاً بلهجة بدوية :”الناس هنا كحيانة بالمرة” ليتابع تلخيص وضع المنطقة المهمشة بجمل قصيرة تعبر عن واقع حياته وابناء المنطقة بكل عفوية وصدق.

ترى هل يتابع المسؤولون هذه التقارير؟ هل يعرفون ماذا يوجد خارج حدود العاصمة المليئة بالمجمعات التجارية، والمقاهي، ومحلات الألبسة والمطاعم العالمية؟ أم أن الأمر لا يعنيهم؟
لما لا يتم فرض قوانين تُلزم المصانع، والشركات المُقامة في المحافظات المُهمشة بتعيين أبناء المنطقة، أو على الأقل فتح الفرص أمامهم بدلاً من الإستغناء عنهم بالعمالة الأجنبية التي تتلقى أجوراً زهيدة وتعيش أوضاعاً لا إنسانية؟ أم أن نصيب أهالي المنطقة يقتصر على التلوث البيئي والضوضائي التي تسببه تلك المصانع والشركات؟
أتمنى أن أشهد اليوم الذي أرى فيه الضرائب التي يدفعها المواطن العربي تنعكس على مستوى حياته، وأن يحصل عليها كحقوق، لا كمنة أومساعدة.
يستحضرني درويش حين كتب: ” سنصير شعباً حين لا نتلو صلاة الشكر للوطن المقدَّس، كلما وجد الفقيرُ عشاءَهُ”
راي اليوم



تعليقات القراء

اسماعيل يوسف
ارجو أن تحرك الصوره التي وردة في المقال اصحاب الضمائر الحية في بلدي . لعل وعسى !!
29-04-2017 10:20 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات