الجمعيّة والتغيير


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم المرسلين
النبي العربي الهاشميِّ الأمين
محمد بن عبد الله وعلى اله الطاهرين
تعقد الهيئة العامّة لجمعيّة العروة الوثقى اجتماعها السنوي لعام 2017 في ظل ظروف محليّة صعبة، واقليميّة دامية، ودوليّة مجهولة المسار. وتنعكس تلك الظروف على الجمعيّة خاصة بعد ان عزمت دولا غربيّة على زج الإسلام فيما يسمّى الحرب على الإرهاب، في حين ان دولا في ذلك المجتمع الغربي نراها تأخذ الإرهاب مسلكا وطريقا، حيث يتعرض المسلمون والمسيحيون في فلسطين وسوريا ولبنان والعراق وافغانستان ومينامار وغيرها، من عالمنا العربي والإسلامي لغزوات ظالمة نتيجة لفتن ومؤامرات مدّبرة تحمل الكراهية للإسلام والمسلمين، يساعدها في ذلك حالة الوهن والضعف التي يمرُّ بها عالمنا العربي والإسلامي, ويبدو انهما فقدا البوصلة وتشتّتت اتجاهاتهما نحو الشرق والغرب في الوقت الذي نحن باشدِّ الحاجة فيه ان نقف معا متكاتفين ضد الظلم والغطرسة الهمجيّة هنا وهناك .
وقد حاكت بعض الدول الكبرى بالتعاون مع جماعات متطرفة ظروفا تجعل من النزاع الطائفي مصلحة ورغبة عند البعض لحماية مصالح وهميّة وتحقيق مكاسب آنيّة الى ان تمكنّت وفي مقدمتها الحركات الصهيونيّة ودولا غربيّة والمتعاونين معهم من تأسيس جماعات مسلّحة تعيث في الأرض فسادا وتأخذ غطاء الإسلام سترا وهو منهم براء وكانوا هم الخوارج عن الإسلام الطهور الى ان استطاعت هذه الجماعات إحتلال اراض في العراق وسوريا وليبيا وتمكنت من الإستيلاء على العديد من مصادر التمويل والنفط والسلاح وإقامة ما يسمى الدولة الإسلامية وقتلت الآلاف من المسلمين والمسيحيّين ودمّرت الكثير من الآثار الحضاريّة ولم تسع باي وقت للمساهمة في تحرير القدس والمسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرّفة من نير العدو الصهيوني البغيض.
وبدأت الدول الغربيّة بمسلسل جديد وهومحاربة الجمعيّات الخيريّة الإسلاميّة تحت بند تجفيف منابع التمويل للحركات الإرهابيّة ولم يجدوا غير امعاء الفقراء والجوعى والمعدمين الخاوية ليمنعوا عنها الغذاء والدواء بعد ان لوّثوا الهواء بالغازات العادمة السامّة التي تنبعث من مصانعهم دون سيطرة وتحكم آمن .
ان الجمعيات الخيرية تعمل ضمن خطط وبرامج لمساعدة الدول خاصّة الفقيرة لتعين الناس المعدمين والتي تحاول الدول العربية من خلال صناديق المعونة الوطنيّة وجمعيات الزكاة والمساعدة في تنمية المشاريع الصغيرة وصناديق التشغيل والمنح وغيرها من الهيئات الدولية المانحة والجهات الحكوميّة التي تعمل على مكافحة الفقر والبطالة وإعانة جيوب الفقر المنتشرة هنا وهناك , حيث وجدت الدول الكبرى ان الضغط على الدول الفقيرة بتقليص المنح او تشديد شروط القروض بامكانها إجبار الكثير من الدول العربية والإسلامية على إغلاق العديد من مكاتب وفروع تلك الجمعيات والتي تضطر الى تقليص المساعدات للفقراء ممّا يزيد في عدد الفقراء والمحتاجين للدعم خاصّة ان عدد من يعيشون على أقل من دولار واحد يوميا في ازدياد كبير .
وفي ظل تلك التحديات يأتي دور الجمعيات الخيريّة في الإسراع في التغيير ليس بالأهداف والمبادئ وانما في الخطط والبرامج والعلاقات الدولية والإجتماعيّة والمشاركة في النشاطات المختلفة وذلك للتخفيف من تلك التحديات والتقارب مع الخطوط العالمية للثقافات والعمل الطوعي وعمل الخيرالعام دون التأثير على الهدف الرئيس للجمعيّة وهو مساعدة تلك الشريحة من المجتمع المغلوب على امرها .
نائب رئيس الجمعية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات