نسأل .. الاوراق النقاشية للملك هل تراعي الواقع المأساوي للشعب الأردني !؟


تزامناً مع استمرار نشر مليكنا المفدى لاوراقة النقاشية "خارطة طريق للمرحلة المقبلة .. الكل يتحدث بها وقلة من يطبقها ويحولها إلى استراتيجية حقيقية قابلة للتطبيق على ارض الواقع "نشر هذه الاوراق يستمر في الوقت ذاته الذي يعيش به الشعب العربي الأردني “المقهور والمظلوم ” ظروفاً صعبة جداً فرضت عليه من قبل حكومات هدفها الأول والاخير هو اذلال وتجويع وتركيع هذا الشعب،وهنا يتساءل أبناء هذا الشعب العربي الأردني ،هل يعلم مليكنا المفدى بحال شعبه اليوم ،هل يعلم أن ظاهرة الإحباط والقبول به ،هي أخطر ما يمكن أن يواجهه أي مجتمع أو دولة ،وهذه الظاهرة بدأت اليوم تطغى على حال طيف واسع من المجتمع الأردني ، نتيجة إفرازات الواقع المعاش ، وتراكم الكبت الذي أصبح مركباً ومعقداً للغاية ، كنتيجة لإفرازات حجم الظلم والتهميش الذي تتعرضُ له طبقات مختلفة من المجتمع الأردني اليوم ، فاليوم يمكن القول بهذه المرحلة تحديداً، إن طيف واسع من المجتمع الأردني مازال يعيشُ بين أرث الماضي القريب الذي تميّز بعيشه بواقعٍ مرير، وهضم لكامل حقوقه، وبين حاضر وواقع مؤلم تمثل بنظريات الإقصاء والتهميش لقطاعٍ هام من نُخب المجتمع الأردني وتواكب هذا الشيء مع أزمات وظروفٍ خانقة، يعيشها المجتمع الأردني هذه الأيام.

ويتساءل ايضاً أبناء هذا الشعب العربي الأردني“المقهور المظلوم ” ،هل يعلم مليكنا المفدى ،أننا نحن بالأردن ،لدينا أزمات عديدة، ويجب ان نعترف بها اليوم قبل أن نسقط بمتاهات الفوضى،هل يعلم مليكنا المفدى بأنّ لدينا غياب شبه كامل لمفاهيم الديموقراطية والحكم التشاركي الذي أساسهُ الشعب " مجلس نواب يمثل الشعب العربي الأردني تمثيل حقيقي "يفرز من خلال قانون عصري ودون تدخل الجهات المعروفة بالتلاعب بالنتائج والقوانين "، هل يعلم مليكنا المفدى بوجود سياسات الحكم البوليسي القمعي للرأي الآخر" وهذه التجربة تعرضت لها شخصياً وما زلت "،وهل يعلم مليكنا المفدى بسياسات الفساد والأقصاء والغياب الكامل لمفاهيم العدالة "من ينظر من باب الفروقات الاجتماعية والخدمية والمعيشية والاستثمارية والتعليمية بين المحافظات الأردنية سيعرف عن ماذا نتحدث"،فنحن بالأردن جميع أزماتنا سببها سياسي بالدرجة الأولى ،وليس أقتصادياً كما يتحدث البعض، ومن ينظر لحال الشباب الأردني اليوم سيدرك أن أزمتنا أزمة سياسية ،فهل يعلم مليكنا المفدى يتساءل الشعب ايضاًُ إنه اليوم قد انتشرت بين الكثير من الشباب الأردني حالة الاحباط جرّاء البطالة والفقر وعدم الاستقرار النفسي، فلا يجد بعضهُ وسيلة للخلاص إلّا بإلقاء نفسه في النار، ويسهم في ذلك الفراغ الروحي، فاليوم نرى حالة غير طبيعية بانتشار أفكار التطرف بين صفوف الشباب الأردني "4000 داعشي أردني في العراق وفي سورية "كارثة حقيقية"، إضافة إلى أنتشار آفة المخدرات بشكلٍ كبير وملموس بين الشباب "في بعض المناطق تباع على الارصفة والبسطات "، ولنقس على هذه الظاهره باقي الظواهر .. عنف مجتمعي - عنف جامعي - ازدياد حالات الانتحار"ظاهرة شبه يومية " -الأزمات الأخلاقية و … ألخ، والتي أصبحت تنخر بالجسد المجتمعي للمجتمع الأردني وأخصّ فئة الشباب منه ، والفضل بكل ذلك يعود الى سياسة الفاسدين والمفسدين الذين قتلوا وحطموا مستقبل الشباب الأردني.

يتساءل أبناء هذا الشعب العربي الأردني ايضاً هل يعلم مليكنا المفدى ،أنه لليوم يتم التغافل من قبل حكوماتنا “الجليلة النزيهة الشريفة “عن محاكمة الفاسدين والمفسدين والمتورطين "أو حتى تبرئة من هو متهم بدون ذنب بهذه التهم "بقضايا عطاء المطار وأراضي معان وسكن كريم وشركات البوتاس والإتصالات وأمنية والفوسفات والكهرباء والأسمنت وميناء العقبة و أمانة عمان والبلديات والملكية الاردنية، وبيع مبنى مديرية التنمية الاجتماعية، وصفقات دبي كابيتال، وعطاء مصفاة البترول، وشركة توليد الكهرباء وكهرباء اربد، وفضائح الأستثمار واراضي الديسي والجفر ، وحصص الحكومة من الأسهم في كل من بنك الأسكان وبنك القاهرة - عمّان ، وبنك الصادرات والتمويل، وبنك الإنماء الصناعي واراضي ألاغوار ، ومصنع رب البندورة في الأغوار، والألبان الأردنية والبتراء للنقل، والأجواخ الأردنية، والدباغة الأردنية والخزف الأردنية، والعربية الدولية للفنادق، والأردنية لتجهيز الدواجن ومصانع الورق والكرتون، والمؤسسة الصحفية الأردنية، والكازينو ومؤسسة سكة حديد العقبة، وقضايا المخدرات، والرشى، والعطاءات الحكومية،والفساد الإدراي ،والتنفيع ،واستغلال الوظيفة العامّة ، و… ألخ.

يتساءل أبناء هذا الشعب العربي الأردني ايضاً ،هل يعلم مليكنا المفدى ،بالقوانين الإخيرة التي ضيقت على حرية الإعلام والإعلاميين والصحافة والصحفيين ،لتؤكد بما لايقطع الشك إن ازمتنا بالأردن هي أزمة سياسية بالدرجة الأولى ،فاليوم نرى بشكل غير مسبوق تضييق كامل على حرية الإعلام " فالحرية التي سقفها السماء .. بظل قمع الرأي الاخر "لامعنى لها "،وهناك عشرات القضايا المنظورة أمام القضاء و التي يحاكم بها إعلاميين وصحفيين وناشطين اليوم بالمحاكم الأردنية،والهدف هو ترويع وترويض الإعلام ذو الرأي الأخر ،ولكن هل تعلم الحكومة ومن أمامها النظام الأردني وبعض الاجهزة الأمنية ،أن كثرة الضغط على حرية الإعلام ستولد الانفجار،وعندها لن يمكن بأي حال من الآحوال ،ضبط واقع الإعلام لا داخليآ ولاخارجيآ .

يتساءل أبناء هذا الشعب العربي الأردني ايضاً ،هل يعلم مليكنا المفدى ، بالتحديات والمحددات والأزمات التي تواجه الشباب الأردني بهذه المرحلة والتي أفرزت سياسة التهميش “الممنهجة والمقصودة” لقطاعٍ واسع منهم، وهذه المسألة تتعلق بالتخطيط الاستراتيجي لحكوماتنا ” الجليلة النزيهة الشريفة “، كما تتعلق ببناء الخطط التنفيذية لاحتواء الشباب الأردني، ليتخلص من التهميش الممارس عليه في كل ميادين الحياة ،وهذه الضغوط التي يتعرض لها الشباب الأردني اليوم لايمكن أبداً التنبأ بنتائجها المستقبلية بحال أنفجارها.

يتساءل أبناء هذا الشعب العربي الأردني ايضاً،هل يعلم مليكنا المفدى ،أننا اصبحنا نعاني في الأردن من أزمة قديمة جديدة مستعصية وهي أزمة “توريث كراسي الوزرات والمناصب العليا بالتقادم “، فازمة توريث كراسي الوزارات والمناصب العليا، اصبحت ازمة مستفحلة وعصية عن الحل ، فقد أصبحت بعض كراسي الوزرات والمناصب العليا هي كراسي متوارثه لأبناء بعض العائلات، فهؤلاء كما يعتقدون أنهم أغتصبوها وسلبوها عنوة، نتيجة لمفهومٍ خاطئ علق باذهان هؤلاء، وهو إن المناصب تشريف وليست تكليف، فورّثها هؤلاء بكل سهولة وورّثوها لمن تبعهم ،وليستمر مسلسل “توريث الكراسي لابناء بعض العائلات بالتقادم “، والخاسر الوحيد من كل هذا ، هو المجتمع الأردني الذي نراهُ اليوم يتحملُ عبئ كل من أفسد وفسِد بهذه البلاد.

ختاماً ، لسان حال الشعب العربي الأردني يقول ،هذا هو حال شعبك مليكنا المفدى ، فالدولة الأردنية تعيش اليوم بكل مكوناتها بوضع خطير جداً وبظواهر لايمكن أن يسكت عنها ،ولا يمكن لأي حر وشريف أن يسكت عنها ،لأن السكوت عنها بهذه المرحلة ، هو خطيئة وجريمة كبرى لاتغتفر بحقّ الأردن وشبابه ومجتمعه وأرضه ومستقبله وهويته ،يامليكنا المفدى الشعب العربي الأردني “شعب طيب جداً ومتسامح “ولايريد الكثير فقط هو يطمح لمستقبلٍ أفضل، يطمح إلى حقوق تضمنُ له كرامته في وطنه، وتجعلهُ يشعر بالأمان المعيشي الدائم، يطمح حين يعبّر عن رأيه، سواء كان مع أو ضدّ بأن يحترم رأيهُ، وحين يطالب بحقٍ من حقوقه المسلوبة، أن يُعطى حقوقه، فهو لايطلب الكثير ومايريده هو فقط أن يتم احتواء مشاكله و أفكاره، ومساعدته على تنمية قراراته، وتلبية مطالبه، ،ولكن للأسف نرى يامليكنا المفدى أن بعض دوائر صنع القرار “بعض البطانة “بدأت تسعى لتوسيع الهوة والفجوة بينك وبين طيف واسع من أبناء الشعب العربي الأردني ،وهذه ظاهرة ومشكلة خطيرة تستدعي وقفة تأمل مرحلية ومستقبلية من قبلكم ،لأن الوقت ليس بصالح أحد .







تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات