عن انفجار كنائس طنطا و الإسكندرية الآخير في مصر (الجزء الأول)


(هذا السيناريو ينطلق من الأحداث الأخيرة المؤلمة في مصر و لكن تفاصيل أحداثه و شخصياته من وحي خيال الكاتب)
-) خارجي : كنيسة من كنائس الإسكندرية، و يحدث هذا المشهد في المساء و الناس تتوافد الى الكنيسة للصلاه ، و يكون الشارع أمامها بإزدحام شديد من السيارات و المشاة، حيث يقف حسين بملابسه المتواضعة و الممزقة يستعطي على مقربة منها...يستعطف المارة الى الكنيسة لإعطائه الحسنة في اجواء هذا العيد المبارك، و بعد دقيقتين حيث نرى خلالهما بعض من المارة يتجاوبون مع نداءاته ينهض فجأة و يُخْرِجْ من جيبه ساعة يد. تتغير نظراته من مسالمة الى غاضبة و عنيفة، فقد حانت ساعة التنفيذ، يضع يده تحت معطفه البالي و يلمس شيئ تحته، ثم يتوجه مسرعا الى البوابة الإلكترونية الموضوعة على على باب الكنيسة و ينخرط مع العشرات الذين يتوافدون نحو المدخل، ينظر ببعض القلق الى المدرعات التي تقف بتأهب حول حرم الكنيسة ثم يعود و يُرَكِزْ نظره على ضباط الأمن الذين يحرسون المدخل، فجأة و قبل أن يصل الى البوابة يسمع رنة من هاتفه النقال، يأخذه برهبة من جيبه متحسبا اوامر جديدة من الذين جندوه، ينظر الى الشاشة فيكتشف بأنها رسالة صوتية على الواتس أب من ابنته آية، و تكون مرسلة مع رسالة نصية، و حينما يسمع و يقرأ الرسائل تذرف عيناه الدمع فيقول بصوت عالٍ

حسين (و هو يردد نص الرسالة) : بابا أنا بحبك قوي، بس صحيت من النوم سألت ماما عليك او زعلت قوي، اصلك وعدتيني تجيبلي الشوكولاته يلي بحبها امبارح بليل او اتزاكرلي الواجب بتاعي قبل ما اتسافر النهارده، ماطوِلش الغيبة عليا يا بابا وحشتني جدا، البيت وِحِشْ من دونك يا حبيبي...الجنة معاك يا احلى بابا بالدنيا كلها...

-) فجأة نرى على وجه حسين علامات الشفقة بعد الرسالة، فيقول في نفسه و هو يسير بين الناس...

حسين : (مونولوغ حوار مع الذات) انت ابتعمل ايه يا حسين؟ رايح تفجر نفسك و تقتل خَلْقْ الله او سايب بيتك و عيالك على مين؟ مين حيربيهملك؟ مين حيزاكر ليعاللك؟ مين حَيْصون مراتك و بيتك بعد ما اتموت؟ الجنة إلي اتحركت جوايا بس اسمعت صوت بنتك بتندهلك...جرالك ايه يا حسين؟ عمرك ما كنت لقمة سهلة لحد يابو آية؟ طب مراتك لسه زغيًرَه...لو اتجَوِزِتْ من بعدك او جابت لولادك أب تاني بهدل عيالك او رباهم بالضرب و الزل...حيطلعوا يدعو عليك مش يدعولك بالرحمة...حيقولوا البابا سابنا نتبهدل او طلع لمكان كان فاكروا الجنة ...و ليه حرمنا من جنة حنانو او عطفوا علينا...و الجماعة يا ابو آية...حتمل معاهم ايه...

-) فجأة يشعر حسين بضيقة كبيرة في نفسه...يصل الى الباب الإلكتروني و ملامح القلق على وجهه، فجأة ينهار من شدة الضغوطات في داخله و يصرخ بشدة بوجه الناس الذين يحيطون به من كل ناحية...

حسين : كفايه...مش قادر أتحمل...أنا لابس حزام ناسف!!!

-) تتغير ملامح الدنيا من حوله بثوان معدودة، فيصرخ الناس من شدة الخوف و يبدأوا بالهروب الى اماكن آمنة، تقترب منه قوة من الأمن المصري و تحيطه من كل ناحية و لكنها تحافظ على مسافة أمنة منه، و يشهر ضابط سلاح أوتوماتيكي و يقوم بتصويبه على رأسه، يقول له الضابط

الضابط : أوعى تتحرك أو تعمل اي حركة عشوائية! افتح المعطف إلي لابسوه أو ما اتقربش منا أكثر من كده، عايزين بس انشوف الحزام،
يفتح حسين المعطف ثم يقول : مش حقدر أعمل اي حاجة تانية بالحزام...يلي عملو صممو لو حد لعب بي انو ينفجر بثانية،
الضابط : فرق المفرقعات حتوصل دلوقتي و حتخلصك منو،
حسين : ارجوك ماحدش يأذيني، أنا سلمت نفسي بإرادتي من دون ما حد يغصبني،
الضابط : اسمك ايه؟ ليه ما تَممتش المهمة يلي وَكِلوكْ بيها...و مين باعتك...

-) ينظر حسين الى السلاح المصوب نحوه و الى دائرة الجنود التي احاطت به خلال ثوني، يبدأ عرق التوتر بالظهور على جبينه و هو يفكر إذا ما فعله كان صواب أم لا، بضع كلمات و سينكشف تنظيمهم التابع لجيوش الفتوحات التي تتحصن بالصحراء المصرية في سيناء...

الضاط : ما اتخفش من اي حاجة، قول لي و حتكون بآمان، اسمك ايه؟ و ليه ما وَفِتْش المهمة يلي اموكلينك بيها...و مين بعتلك...
حسين : أمروني أفجر كنيسة العذراء الطاهرة بالإسكندريه، دق عليا راجل من طرفهم من ساعة و لبسني الحزام ده، و قالي لو لعبت بي أو قِمْتو من على وسطك حينفجر بيك، قال لي قبل الصلاة بربع ساعة و الكنيسة مليانه تدخل عليهم و اتفجروا،
الضابط : في عمليات تانيه جاري التحضير ليها حاليا؟...
حسين : حتلاقوا راجل بعد انتهاء الصلاة قاعد على الرصيف عند كنيسة لوقا البشير بالعباسية، و الناس طالعه من الكينسية حيفجر نفسو...حيكون لابس معطف زيٍ و هدوم متبهدلة و حزام شديد الإنفجار تحت المعطف،
الضابط : خليك مكانك و اوعى تتحرك حرصا على سلامتك،

-) ترتفع في الخلفية أصوات عربيات الشرطة و تصل الى موقع الكنيسة خبراء المفرقعات، ينزل أحدهم من العربية الأمنية و يكلم الضابط، يراقب حسين الموقف برهبة،
-) يقترب ضابط المفرقعات من حسين و يقول

ضابط المفرقعات : ما اتخفش يا أخ، أنا حخلصك من الحزام بثواني، حقرب منك عشان اشوف نوعو و آلية عملو،
حسين : أنا كنت حفجروا بسحبة حبل صغيرة، الحبل ده مربوط بآلية تشغيل صغيًره تقدر تشعل المتفجرات يلي موصوله بي...
-) فجأة يهتز جسد حسين بشدة، يقفز بضعة سنتيمترات الى الوراء من شدة الآلم و يصرخ بشدة ثم يقع على الأرض، ترتفع صرخات الناس الذين يشاهدون المشهد من مسافات بعيدة، تركع القوة الأمنية قليلا تحسبا لمزيد من الطلقات بينما يراقب بعضهم أسطح البنايات التي تحيط بهم، يقترب الضابط و الخبير من حسين بترقب تام و يقوموا بفحص نبضه...يأخذ الضابط هاتفه و يطلب سيارة أسعاف بينما يقول خبير المفرقعات
ضابط المفرقعات : ما اتخفش، دقيقتين و حتيجي الإسعاف...
حسين (بضعف): سمعوني اولاد الكلب او زعلوا مني علشان قولتلكو تفاصيل العملية الجاية،
الضابط : ليش ما قولتليش انو امركبينلك جهاز لاسلكي؟ ليه يا أخي...لي عملت كده...
حسين (بضعف) : انا عالجيهاتين ميت، لو فجرت نفسي حموت و لو هربت حيلاحقوني و حيموتوني...فرصتي الوحيدة كانت أني أعمل الفصل الى عملتو معاكو...قول لبنتي آية أبوك رجع لصوابو قبل فوات الآوان لو مُتْ، قولها أبوك محترم، صوتِكْ و برأتِكْ كانوا أنظف و أنقا من التعصب إلي عيشوني بي...آية بنتي عندها ثمن سنين، صحيتي ضميري يا بنتي...
-) فجأة يغيب حسين عن الوعي و ترتفع في الحلفية أصوات الإسعاف، تجري قوة أمنية مدججة بالأسلحة الأوتوماتيكية خلف عربية تلوذ بالفرار من الموقع،
-) يضرب الضابط سلام عسكري لحسين، ثم يركع بجانبه مرة آخرى
الضابط : حقول لبنتك...ما اتخفش...شجاعتك انقذت ارواج كثيرة قوي هنا بالإسكندريه و حتساعدنا نمنع كارثة تانية...
يتبع قريبا بالجزء الثاني...






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات