عظيمة يا "بهية"


جراسا -

كتبت - نوال القصار - عندما تنظر من نافذة الطائرة فوق مدينة القاهرة، ستشعر بالعظمة في كل شيء: البنايات وزحمة السيارات والناس وامتداد المسافات والشمس الساطعة فوق بلاد الألهة رع، إله الشمس لدى المصريين القدماء.

عظيمة يا مصر، كان لسان حالي يردد في كل خطوة خطوت بها شوارع القاهرة، ونيلها، وعند زيارة متاحفها وآثارها وأهرامها، هناك تشعر فعلاً بالعظمة، يا ألهي كم هي عظيمة هذه الأهرامات التي تقف بشموخ اسطوري يخلد رهبتها ويكرس جمالات الحياة !

ورغم أن الزيارة كانت سياحية بالدرجة الأولى وبرفقة صديقات العمر، إلا أنني استطعت أن "أحشر" الوقت قليلاً لزيارة الصديق العزيز أيمن عبد الجواد رئيس التحرير في "النيل برس" ولقاء الزملاء الصحفيين في الموقع ووكالة النيل للصحافة بترتيب سابق أعده الصديق أيمن مشكوراً.

وحتى حول طاولة الاجتماعات التي جلسنا حولها لا يفارقك الشعور بعظمة رجال مصر حينما تحدثوا بإسهاب عن حب مصر، ومصلحة مصر العليا في لم الشمل العربي والحفاظ على روابط الأخوة مع الأشقاء من الدول العربية دون استثناء، ودور الإعلام في تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية والعقلانية في كل ما يدور على الساحة العربية.

اعترف أنني لست من المغرمين بالحديث عن السياسة رغم عملي في الصحافة لكن الحديث شدني وخصوصاً هذا الحماس الذي غمر الأصدقاء أيمن، والكاتب الصحفي جمال البدراوي نائب رئيس تحرير جريدة المساء، والكاتب الصحفي يحى الصاوي مدير تحرير جريدة العمال والزملاء والصحفيين الآخرين حول الوضع المتردي الذي وصلت إليه بعض المواقع الإلكترونية الإخبارية الموجهة ليس سوى إلى هدم روابط الصداقة والإخاء بين الأشقاء العرب.

وامتد الحديث من السياسة والإعلام إلى الحديث عن الأدب ودور الكتاب والقراءة في الارتقاء بفكر وحضارة الأمم، وخصوصاً تشجيع الجيل الناشىء على القراءة في ظل هيمنة مواقع التواصل الاجتماعي.

أما على الجانب السياحي، فكل الشكر والتقدير للمرشد السياحي مارك غطاس الذي بدا شديد الحماس والشغف وهو يتحدث عن تاريخ مصر العظيم بين المقتنيات الرائعة والأثرية في متحف مصر، وإن دل شغفه هذا على شيء فإنما يدل على ثقافته الواسعة وحفظه للتاريخ بكافة تفاصيله وحوادثه، حتى أن حماسه وشغفه هذا سرى بيننا نحن رغم تعبنا وحاجتنا الشديدة إلى الراحة بعد يوم سفر مضنٍ.

ورغم الكثير مما في جعبتي من الحديث، إلا أنني أكتفي هنا بتوجيه تحية عظيمة، عظيمة جداً إلى مصر وشعب مصر، نعم بهية يا مصر.

* القصار : اعلامية وروائية وكاتبة أردنية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات