المتسول الأخرس ..


اثناء الحرب الأهلية في لبنان كان هنالك متسول أخرس يلبس ثياب بالية ومعطف مهترء يتجول في احياء بيروت الغربية لايعرف أهل بيروت لذلك المتسول اسما ولا يعرفون من أين أتى ولكنهم كانوا يتصدقون عليه برغم من منظره البشع ورائحته الكريهة الا أنه كان عفيف النفس فلا يقبل مال من أحد رغم أنه متسول ولكنه كان متسول لقمة العيش اي انه يأخذ الطعام فقط من الناس دون المال ، واذا اعطاه أحد أكثر من حاجته كان لا يأخذه وحتى السكائر لا يأخذ الا سيكارة أو اثنتين ولايقبل من علبة كاملة .

كان أهل بيروت بمسلميها ومسيحيها يعتبرونه مبروكا ويتصدقون عليه ويحبونه من دون ان يعرفوا اسمه وأصله كلما يعرفون عنه أنه المتسول الاخرس ..

واشددت ضراوة المعارك واقترب الجيش "الاسرئيلي" من بيروت الغربية والكل يخشى على حياة ذلك المسكين من جنهية جنود الاحتلال ورغم محاولاتهم ابعاده عن مناطق الاشتباك لم يعر المتسول اي اهتمام وبقي يتجوال حتى توفقت بالقرب منه دورية "اسرئيلية" فيما هو مستلقيا على الارض والفلسطينيون واللبنانيون الذين كانوا يقاتلون قوات الاحتلال يراقبون الموقف وهم متاكدون من ان جنود الاحتلال لن يرحموا ذلك المتسول فنهض المتسول وترجل مقدم ونقيب وعناصر يضعون اصابعهم على الزناد وتقدم المقدم باتجاه المتسول وادى التحية العسكرية له قائلا سيدي الكولونيل نشكر تفانيكم في خدمة دولة "اسرائيل" فأجاب المتسول لقد تاخرتم قليلا
وسط ذهول ما شاهد الموقف ومن سمع به حيث لم يكن متسولا ولا أخرسا بل جاسوس "اسر ئيلي" رفيع المستوى كان ينقل أدق التفاصيل لقيادته العليا ولكن السؤال أهي ذكاء منه ام ان طيبة قلوب شعبنا وتعاطفها هو السبب!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات