د. ريما خلف .. فارسة العصر ونشمية الأمة


جراسا -

خاص - عربية تصهل بالحرية، لفتت اليها انظار العالم عبر المنابر السياسية والاعلامية، وضجت وسائل الاعلام العالمية بعناوين عريضة تتحدث عن مسؤولة أممية رفيعة المستوى استطاعت صفع مؤسسة "الكيان الصهيوني" العسكرية والسياسية كما لم تجرؤ عليه دول وأنظمة وجيوش !

صفعة د. ريما خلف لدولة الكيان الصهيوني بتعرية نظامه العنصري وبطشه الاجرامي من خلال تقديم استقالتها اثر سحب تقرير "الإسكوا" التي ترأسها، دخلت حقيقة مدونة التاريخ السياسي والانساني ، وقد رفضت أن تحني ظهر موقفها ومنصبها ودولتها أمام  العنجهية الصهيونية التي كشفها التقرير المشار اليه.

 د.ريما خلف لم تنتصر بصفتها اردنية في مطبخ صناعة القرار الاممي للحق الفلسطيني فحسب، ولم تصن صفتها الوظيفية كموظفة دولية فقط، بل بصفتها الأردنية الشامخة التي تؤمن بالقيم والمبادئ الإنسانية السامية ، وقد بعثر موقفها البطولي الحسابات السياسية للمؤسسة الصهيونية وأخلّت بسلطان القوة التي تستمده دولة الكيان من ربيبتها الولايات المتحدة الامريكية، ووقف بكامل شموخها عقب تقديم استقالتها ومن وسط الركام السياسي الذي خلفته وراءها لتحيي كل من يقاوم "اسرائيل" وقد استحقت بجدارة لقب فارسة العصر ونشمية الأمة .

وقد يكفي د. ريما خلف إنها أردنية فحسب، وإنها أول السياسيين الأردنيين من آمن قولاً وفعلاً بدعوة سيد البلاد لشعبه الأردني "ارفع رأسك أنت أردني" ، فرفعت رأسها واسم أردنها وفلسطينها، لتؤكد المحافل الدولية على وقفتها تلك وقد اختيرت من قبل صحيفة «الفايننشيال تايمز» كإحدى الشخصيات الخمسين الأولى فى العالم التى رسمت ملامح العقد الماضي، كما قلدها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلى وسام فلسطيني، "تقديرا لشجاعتها، ودعمها ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وما اعقب ذلك من اعتراف الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية د.عمرو موسى كما جاء في تصريحاته الأخيرة بأن "الامم المتحدة خسرت ريما خلف"، وهو التصريح الذي يماثل ما قال به "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، والذي أعرب عن أسفه لاستقالة خلف، معتبرا أن المنظمات الأممية خسرت واحدة من المدافعات الشرسات عن الحريات وحقوق الإنسان.

وعلى المستوى المحلي، تُعرف د. ريما خلف بأنها الى جانب النساء العربيات القلائل اللواتي حظين بمناصب رفيعة في هيئات الأمم المتحدة، فهي شخصية سياسية واقتصادية شغلت عددا من المناصب الرفيعة في الأردن، من بينها منصب وزيرة الصناعة والتجارة عام 1993 ووزيرة التخطيط عام 1995 ونائبة رئيس الوزراء عام 1999، وخلال رئاستها الفريق الوزاري الاقتصادي، قادت مسيرة إصلاح الاقتصاد وتحديثه وتنمية القدرات البشرية والحدّ من الفقر ودعم شبكة الأمان الاجتماعي.

وفي سيرتها الشخصية العائلية نقرأ..

المقربون من د. ريما خلف، ممن عايشوها في نشأتها أبان طفولتها في دولة الكويت حيث ولدت ، وحيث كان والدها يعمل، كانت تلك الطفلة التي لم يتصور ذووها بأنها ستتبوأ أرفع المناصب، وقد طغى عليها طابع الخجولة والحساسية المفرطة أكثر مما يحتمل عمرها الغض، ، تروح الى عالمها الطفولي البريء تواكب على دراستها ولا تُلح بمطالب الصغار، لتكبر الطفلة وتنتقل مع اسرتها الى عمان مطلع السبعينيات وتنهي دراستها الثانوية ، ولتتابع تعليمها في الجامعة الأمريكية في بيروت، بكلية الاقتصاد التي نالت منها درجة البكالوريوس العام 1976، وفي الجامعة نفسها، تعرفت بالرجل الذي صار زوجها رجل الأعمال هاني الهنيدي.  

 وفي الولايات المتحدة اكملت تعليمها العالي، وحازت شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة بورتلاند العام 1984، لتلتحق فيما بعد بالعمل في وزارة التخطيط مطلع العام 1985،لحين تسلمها مديرة دائرة الدراسات والتخطيط، ثم انتقلت للعمل مديرة لدائرة المراكز التجارية، فمديرة لدائرة تشجيع الاستثمار.

وعلى خطى والدها المهندس محمد خلف الذي تولّى الوزارة مرتين مطلع السبعينيات، اختيرت عام 1993 وزيرة للصناعة والتجارة في حكومة عبد السلام المجالي الأولى، كما اختيرت في التشكيلة الوزارية لحكومة الأمير زيد بن شاكر الثالثة، لتتولّى حقيبة التخطيط،  نظرا لمؤهلاتها العلمية ذات الاختصاص، لتستمر بمنصبها في حكومة عبد الكريم الكباريتي التي تشكلت العام 1996، والحال ذاته في حكومة عبد السلام المجالي الثانية التي أعقبتها 1997.  

وعند تشكيل حكومة عبد الرؤوف الروابدة عام 1999، اختيرت نائبا لرئيس الوزراء ووزيرة للتخطيط، لكنها لم تلبث أن اختلفت مع الروابدة، وتركت منصبها لاختلاف في النهج والرؤية الاقتصادية، لتنتقل للعمل في الى الامم المتحدة بمنصب أمي عام مساعد ومدير إقليمي لمكتب الدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لحين تسلمها الاسكوا واختتام اعمال منصبها بموقف مشرف أدخلها مدونة التاريخ السياسي الراهن كنشمية اردنية من مدرسة الهاشميين .

 



تعليقات القراء

وجهة نظر
أهلين فلحه ...
05-04-2017 01:42 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات