جراسا -

سحر المحتسب - البحر الميت - قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين في مجلس الأعيان ناصر اللوزي ان جلالة الملك عبدالله الثاني يقوم بدور فاعل في التوافق العربي.

واضاف ان قمة عمان والتي عقدت في البحر الميت، كانت ناجحة بكل المقاييس وسط حضور مميز وتوافق على كل القضايا، وبخاصة الموضوع الأكثر أهمية وهو عودة محورية القضية الفلسطينية.

وزاد  ان اهمية التركيز على القضية الفلسطينية يكمن في القضاء على كل ما سببت وتسبب من إرهاب وعدم استقرار وفقدان الأمن والأمان، "فأساس الصراع هو القضية المركزية ومع قمة عمان، فقد عادت القضية الفلسطينية إلى مركزيتها.

وأضاف أن قمة عمان تميزت بالحضور وتبني مواقف الأردن، الذي كان متوافقا مع نفسه وإقليمه العربي، وهو ما يعبر عن الاحترام للأردن قيادة وشعبا، وتقديرا لمواقف جلالة الملك والحضور الدولي إلى جانب الحضور العربي المميز دليل على ذلك.

وأكد أن الحضور الدولي ممثلا بالأمم المتحدة ومفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي والبرلمانات العربية وموفد الرئيس الأميركي وموفد الرئيس الروسي يؤكد أهمية القمة وأهمية رئاسة الأردن للقمة للسنة المقبلة.

وقال العين اللوزي إن جلالة الملك، كرئيس للقمة العربية سيحمل الهم العربي في زيارته المرتقبة لواشنطن، حيث سيلتقي الإدارة الأميركية وسيبحث معها عددا من الموضوعات وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واعادة النشاط والزخم لها، حيث تعد القضية الأهم بالنسبة للأردن "لا يتقدم عليها أي قضية، لاسيما مع تراجع أولوية القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة لصالح الإرهاب ووحدة سوريا واعادة الاستقرار للعراق.

وأكد أن كلمة الأمين العام للأمم المتحدة ومفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كان واضحا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وحل الدولتين، وأهمية حل هذه القضية بما يؤدي إلى الاستقرار وعودة الأمن للمنطقة.

ولفت إلى أن اللقاءات الثنائية، على جانب القمة تكتسب أهمية تعادل أهمية القمة، حيث احتضنت القمة وبتنسيق وترتيب مسبق من الدبلوماسية الأردنية، لقاء قمة بين خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري، ولقاء بنفس الأهمية بين خادم الحرمين الشريفين ورئيس الوزراء العراقي الذي لم يتم بهذا المستوى منذ سنوات طويلة، وهو ما يؤسس لعودة التواصل بين هذه الدول الفاعلة والمؤثرة والتي لها دور رئيس في العمل العربي المشترك.

وحول جهود إصلاح العمل العربي المشترك، قال اللوزي إن ما جرى في القمة العربية اليوم "مفخرة بكل المقاييس"، مؤكدا أن الأردن برئاسته سيحاول الاصلاح، وجهود جلالة الملك ستستمر "لكن لن يتم إصلاح العمل العربي المشترك في قمة واحدة، لكن بدأنا على الطريق الصحيح وقمة عمان فاتحة خير.

بدوره، قال مقرر لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأعيان، السفير حسن أبو نعمة، إن قمة عمان العربية ناجحة بكل المقاييس "النجاح ليس بحل الأزمات الكبرى الموجودة على جدول الأعمال، حيث أن هذا عمل طويل ويحتاج إلى عمل عربي متواصل ومتابعة من قبل الجامعة العربية والدول العربية ذاتها".

وأضاف أن القمة العربية بعد أن توقفت لمدة طويلة أعيد استئنافها في عام 2002، وتم الاتفاق على دوريتها كل عام، وبعد ذلك أصبحت القمة روتينية وأصبح الحضور "إما للمجاملة أو لرفع العتب"، لكن هذه القمة التي تنعقد في الأردن هذا اليوم أعادت لمؤسسة القمة العربية ألقها وهيبتها وجدواها.

وأكد أن الحضور العربي غير المسبوق ينظر إليه من قبل البعض على أنه مجاملة لصاحب الدعوة أو للأردن، وهي في الحقيقة أكثر من ذلك،؛ فهي تعبير عن التزام عربي حقيقي بأن الأوان قد آن للقادة العرب أن يجلسوا ويتدارسوا في الوضع العربي المتردي والذي يزداد ترديا يوما بعد يوم.

وقال إن القمة بهذا الحضور المميز وهذه الطريقة والتنظيم غير المسبوق الذي تمكنت الدوائر والأجهزة الاردنية المعنية من تنفيذه، ارست قاعدة يمكن البناء عليها، مؤكدا أن ما سمعناه من خطابات من القادة ورؤساء الوفود تعبر عن توافق وعن إرادة سياسية حقيقية.

وأضاف أن الخطابات لم تشخص كل المشكلات، وهذا عمل الأجهزة التي حضرت وستتابع والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وقال "إننا امام مرحلة عمل عربي جديدة ويشرف الأردن أن يكون قاعدة لانطلاق هذا العمل واعتقد اننا نتطلع إلى مستقبل مشرق نرى فيه تحسنا في الوضع العربي والعمل العربي المؤسسي الذي يسهم في نقل الوضع من مرحلة التردي إلى مرحلة الانطلاق إلى آفاق جديدة.