«نبش وطني» في ملفات ريما خلف


الذين إجتهدوا وهم يحاولون تعداد هوية 19 مايكروفونا لعدد مماثل من المحطات التلفزيونية في طريقهم للتشكيك بما فعلته إمرأة عربية من وزن الدكتورة ريما خلف، وهي تستقيل من منصبها الدولي احتراما لضميرها ولنفسها لا يريدون تصديق وجود شخصية مثل خلف يمكنها ضرب المناصب الدولية بالحذاء عندما يتعلق الأمر بالكرامة المهنية.

قنوات «الجزيرة» و«المنار» و«بي بي سي» و«العربي» وغيرها من العلامات ظهرت أمام «النمرة» الأممية وهي تنقض على كذبة الشرعية الدولية و«توبخ» الضمير الدولي.

سواء أكانت الدكتورة خلف قد قدمت استقالتها قبل عشرة أيام فقط من انتهاء ولايتها في الأسكوا أو لم تفعل فقد فرضت تلك البصمة التاريخية، التي تربط بين الكيان الإسرائيلي ونظام «الأبرتهايد».

الأردنية النشمية ريما خلف قالت كلمتها ومشت بهدوء وساهمت في تعرية المؤسسة الدولية، التي يتحكم بها الأمريكيون.. فعلت ذلك وانتهت المسألة وبالتأكيد لم يخطر في ذهنها أنها تعري أيضا مئات الذكور العرب ذوي المناصب في الأثناء.

لا يريد البعض تصديق قصة أن إمرأة أردنية فلسطينية تستطيع أصلا تسجيل مثل هذا الموقف، حيث اندفع خبراء حفر القبور كالعادة للتشكيك ونبش دفاتر السيدة في الماضي والشائعات التي طالتها عندما كانت طالبة في الجامعة الأمريكية في بيروت.

لو كانت الدكتورة خلف تستعرض فعلا فيا مرحبا باستعراض من هذا النوع ونأمل أن يستعرض مثلها الزعماء العرب، وحسبها أنها انسحبت بفحولة قبل أن تتهيأ لو هادنت أو ساومت لأي منصب دولي آخر كانت ستضمنه بجيبها لو فضلت الانحناء.

يحق لمحطة «الميادين» وغيرها من شاشات العرب أن تساهم في حالة التطهر الجماعي بالتركيز على نشر وبث تقرير الدكتورة خلف، الذي أثبت بالعلم والمنطق والقانون بأن «الإبرتهايد» صنع أصلا في إسرائيل.
ببساطة نحتفي بما فعلته ريما لأنها المرة الأولى التي يربط فيها تقرير أممي بين إسرائيل ونظام الفصل العنصري، وهو ربط لا يتبناه حتى النظام العربي برمته.

وسام وتمزيق

عموما تلفزيون سلطة رام الله يستيقظ متأخرا تماما كجاره الأردني ويتوسع في نشر الخبر التالي «السيد الرئيس يقرر تقليد السيدة ريما خلف أرفع وسام فلسطيني»… مذيع نشرة الأخبار الفلسطيني نسي ترديد عبارة اعتبرها مجرد إضافة تقول: أبناء شعبنا الأبي… فيما يلي نص التقرير الذي اعتمدته خلف وأثار ضجة كونية.

في عمان كان للبعض رأي آخر، فخلف آخر النهار أردنية «مخلطة» أو بلا دسم، على رأي الدكتور أنيس القاسم، وتنتمي للتيار الليبرالي، يمكن ببساطة التشكيك في ولائها للمملكة وللنظام وللبلد، وذلك عبر العزف مجددا على مشروخة «مزقت في شبابها جواز السفر الأردني».

وهي حادثة سمعتها كثيرا عندما كانت السيدة وزيرة في عمان وقابلتها شخصيا وقهقت من الضحك وهي تبلغني بان هذه القصة في الأحوال كلها مفبركة.

«خردة» كورية

تتسرع محطة عربية فتنصب كاميراتها في شمال الأردن وترسل وفدا على صيغة الإقامة الدائمة تحسبا لتداعيات ما سمي محليا بـ «حوسة الصواريخ» فوق سماء الأردن وفلسطين .

كما يحصل تماما في أعراس شمال البلاد… العرس في المشرق والطخ في الغرب… نظام دمشق يرد على طائرات إسرائيلية بصاروخ كوري شمالي فتسقط «الخردة» على شكل «أجسام غريبة» فوق القرى الأردنية.

أهالي القرية التي سقطت فيها تلك الأجسام صعدوا للأسطح للفرجة، فالمواطن الأردني لا يؤمن بالخوف بالطبيعة و«حوسة الصواريخ» كانت أصلا متوقعة يوما ما حتى وإن تجاهلتها كاميرا التلفزيون الأردني الرسمي، الذي اكتفى مع الحكومة بالبيان العسكري المقتضب.

طبعا قناة «الميادين» فردت مساحة واسعة للتحدث عن تفاصيل الاشتباك الجوي الجديد و «العصفورة»، التي تحترف تسريب كل ما هو مهم أبلغتني بجذر وأصل الحكاية، التي تجعل محطة «الميادين» ملاصقة تماما لخطاب حزب الله اللبناني «المقاوم سابقا» و«المقاول» حاليا لصالح النظام السوري.

إليكم القصة وباختصار: خلافات حادة وبالجملة تحصل خلف الستارة بين حزب الله ومموله الإيراني في سوريا ونظام دمشق ينقل أسلحته الاستراتيجية بالكوم لجنوب لبنان وبدون ضوء أخضر من طهران، التي لم يحضر حزب الله احتفالاتها الأخيرة في مؤتمر دعم الانتفاضة، الذي عقد بدوره قبل وقته بأشهر ولأغراض المزاحمة.

حزب الله يتفق مع نظام دمشق على أن المؤسسة الإيرانية الدينية لم تعتبر بعد ولا تريد أن تعتبر «القتال في سوريا من ضروب الجهاد المقدس»، وطهران بدأت تضج من ردود فعل الحزب، التي ترسم مع النظام السوري بعيدا عن مصالحها وبوصلتها السياسية، والحزب يقول للإيرانيين إنهم لا يستطيعون المراهنة فيه وإخراجه من المعادلة وتحويله لواجهة سياسية فقط، وإنه قدم مئات «الشهداء»، فيما لم يقدم الإيرانيون العشرات.

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات