استقالة ريما خلف


لا اعتقد أن الصورة في المرآة المكسورة واضحة، ولا يمكنني وصف استقالة معالي الوزيرة السابقة ريما خلف من عملها في مؤسسة أممية على أنها انجاز عظيم استطاعت تحقيقه وهي في الأيام الأخيرة. ولم يكن منطلقي في هذا الحديث سلوك سابق أو تعامل فردي بدر عنها، ولا التقليل من أهمية الوقوف الحاسم تجاه قضايا الأشقاء الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
ولكن مشكلتنا الكبيرة أننا في زمن نعد فيه كل تصرف خارج المألوف والنهج السياسي العام من البطولة، وأن الاعتبارات الموضوعية التي يتم تجييرها للتظليل وصناعة الحدث البطولي هي من مقاصد البطل، ونواياه المبيتة أو حتى من عقيدته السياسية التي يؤمن بها ويدافع عنها ويبذل في سبيلها التضحيات.
ولو وقفنا عند استقالة الدكتورة ريما خلف نجد أن الاستقالة لم تكن لدواعي سياسية، أو لضغوط أرادت أن تمارسها دفاعاً عن موقف أو وجهة نظر تصر عليها أو تؤمن بها، بل جاءت انسحاباً مبكراً وجدت ما يبرره، وهذه ممارسة كثيراً ما مورست من قبل السياسيين، وللأسف كثيراً ما كانت قضية الشعب الفلسطيني هي القضية المحورية التي يعلق عليها هؤلاء السياسيين أهواءهم، لعلمهم بأن هذه القضية هي المحرك الشعوري عند الشعوب العربية والإسلامية.
وليت أن السياسيين في كل أماكنهم يخلصون للقضية الفلسطينية، حتى يمكننا أن نرى نوراً من الأفق يعطينا بادرة أمل أن الحل ممكن، أو قد يكون، ويتركوا التجارة بهذه القضية التي لا يتطلعون إليها إلا عندما يريد أحدهم أن يجدد شبابه السياسي، فيقبل يغامر ويدغدغ المشاعر، ونركض وراءه مطبلين ومتغنين ببطولاته وعزته وكبريائه، ونحن موقنون أنه يستخف بنا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات