المؤتمر الوطني ومستقبل الصحافة
يملك المواطن الآن ، كل ما تملكه اكبر المؤسسات الصحفية في العالم ، فعبر الشبكة العنكبوتية يستطيع طبع ملايين النسخ مما يكتب ، ويملك اسطول توزيع يغطي الكرة الارضية مثل اكبر اسطول شحن ، ويمتلك قسم تصوير فوتغرافي وفيديو وتسجيل صوتي ، كل ذلك على هاتفه الخلوي ، واذا ما انتشر الجهاز الجديد الذي تحدث عنه العزيز اسامة الشريف في زاويته يوم الاثنين الماضي في الدستور فإن المواطن الفرد بات وسيلة اعلام مستقلة شاملة الاداء"مطبوع ومرئي ومسموع".
وتختزن التجربة الصحفية مئات الشواهد على ان المواطن بات مراسلا صحفيا ومصورا صحفيا ، فالكثير من الاحداث انتجها مواطن منها قصة التعذيب الشهيرة في مصر والتي اسفرت عن فتح ملف التعذيب الشرطي وعلى صفحات مواقعنا صرنا نقرأ هذه الصورة من القارئ فلان وكذلك التعليقات التي تفتح خبرا او تصبح هي الخبر .
فالعالم تغير واصبح من المستحيل احتكار المعرفة ، ليس من جانب الحكومة فقط كما جرت العادة ولكن من جانب الصحفيين ايضا ، فالمواطن بمعنى ما اصبح صحفيا .
وبما اننا على مسافة ساعات قليلة من المؤتمرالوطني الاول للاعلام الذي تعقده نقابة الصحفيين الاردنيين ، احببت ان اضع هذه المقدمة حتى لا ننزلق في المؤتمر الى الحديث بلغة ماضوية او اساليب عمل قفز عنها الزمن قفزات كبيرة ، فالتحدي الذي تواجهه الصحافة في العالم - وليس محليا فقط - هو ان المواطن بات مشاركا وشريكا وليس متلقيا ، ومضى الزمن الذي كان يدلي فيه المواطن بصوته ويذهب الى بيته لانتظار النتائج ، وانتظار دورة اخرى يقول فيها كلمته .
الهواجس على ابواب المؤتمر والتي افرزت غيابات احترازية غير مقنعة ، هي ان يتم التعاطي مع الاعلام الجديد بوصفه ثآليل نمت على الاطراف الصحفية يسهل ازالتها رغم ازعاجاتها وتشويهها للصورة النمطية للاعلام ورصانته المطبوعة او ربطة عنقه المرئية ، وقد اختصر الصحافي الامريكي دان جيلمار المسافة بكتابه الاخير"we are the media"نحن الاعلام للدلالة على ان الدنيا تغيرت وقفزت الى مسافة اخرى في الاعلام .
المطلوب من المؤتمر او المتأمل منه ان يجيب على اسئلة الكون الجديدة اعلاميا ففكرة محاصرة الاعلام الجديد فكرة تتطلب ان تحبس الشمس خلف الغربال كما ان وضع الوسائط الاعلامية الجديدة كلها تحت عنوان واحد مغلق تفضي الى نفس النتيجة فثمة تلفزيون على الانترنت واذاعة ومدونات شخصية نجحت وتنافس بشدة على الموقع الاول عالميا وثمة مواقع اخبارية متعددة منها التابع لصحف يومية ومنها المستقل تماما عن الصحافة المكتوبة .
الحالة السائدة ان المؤتمر يأتي بعد فض اشتباك بين وسائل الاعلام وهذا يمنح المؤتمر دعما اضافيا او يسلب منه هذا الزخم ، فالتوصيات المقبلة من المؤتمر تكتسب ثقلا ووزنا خاصا كونها قادمة من ابناء الكار وبيتهم الداخلي وهذا يعني انها ستكون حجة عليهم لها من القوة ما ليس لغيرها او ستكون حجة لهم اذا ما تعاملوا مع المؤتمر بوصفه بيان عام للجميع عن مستقبل الاعلام وتشخيص لواقعه على امل المنافسة والمهنية فجميعنا يدرك اننا ما زلنا اعلاما محليا خالصا وحدودنا هي الجغرافيا المحلية ولم ننجح للان في كسر شرنقة الجغرافيا والوصول الى الجوار والبعيد وهذا هو تحدينا الاكبر والذي يجب ان نسعى اليه بمهنية وحرية .
الدستور
يملك المواطن الآن ، كل ما تملكه اكبر المؤسسات الصحفية في العالم ، فعبر الشبكة العنكبوتية يستطيع طبع ملايين النسخ مما يكتب ، ويملك اسطول توزيع يغطي الكرة الارضية مثل اكبر اسطول شحن ، ويمتلك قسم تصوير فوتغرافي وفيديو وتسجيل صوتي ، كل ذلك على هاتفه الخلوي ، واذا ما انتشر الجهاز الجديد الذي تحدث عنه العزيز اسامة الشريف في زاويته يوم الاثنين الماضي في الدستور فإن المواطن الفرد بات وسيلة اعلام مستقلة شاملة الاداء"مطبوع ومرئي ومسموع".
وتختزن التجربة الصحفية مئات الشواهد على ان المواطن بات مراسلا صحفيا ومصورا صحفيا ، فالكثير من الاحداث انتجها مواطن منها قصة التعذيب الشهيرة في مصر والتي اسفرت عن فتح ملف التعذيب الشرطي وعلى صفحات مواقعنا صرنا نقرأ هذه الصورة من القارئ فلان وكذلك التعليقات التي تفتح خبرا او تصبح هي الخبر .
فالعالم تغير واصبح من المستحيل احتكار المعرفة ، ليس من جانب الحكومة فقط كما جرت العادة ولكن من جانب الصحفيين ايضا ، فالمواطن بمعنى ما اصبح صحفيا .
وبما اننا على مسافة ساعات قليلة من المؤتمرالوطني الاول للاعلام الذي تعقده نقابة الصحفيين الاردنيين ، احببت ان اضع هذه المقدمة حتى لا ننزلق في المؤتمر الى الحديث بلغة ماضوية او اساليب عمل قفز عنها الزمن قفزات كبيرة ، فالتحدي الذي تواجهه الصحافة في العالم - وليس محليا فقط - هو ان المواطن بات مشاركا وشريكا وليس متلقيا ، ومضى الزمن الذي كان يدلي فيه المواطن بصوته ويذهب الى بيته لانتظار النتائج ، وانتظار دورة اخرى يقول فيها كلمته .
الهواجس على ابواب المؤتمر والتي افرزت غيابات احترازية غير مقنعة ، هي ان يتم التعاطي مع الاعلام الجديد بوصفه ثآليل نمت على الاطراف الصحفية يسهل ازالتها رغم ازعاجاتها وتشويهها للصورة النمطية للاعلام ورصانته المطبوعة او ربطة عنقه المرئية ، وقد اختصر الصحافي الامريكي دان جيلمار المسافة بكتابه الاخير"we are the media"نحن الاعلام للدلالة على ان الدنيا تغيرت وقفزت الى مسافة اخرى في الاعلام .
المطلوب من المؤتمر او المتأمل منه ان يجيب على اسئلة الكون الجديدة اعلاميا ففكرة محاصرة الاعلام الجديد فكرة تتطلب ان تحبس الشمس خلف الغربال كما ان وضع الوسائط الاعلامية الجديدة كلها تحت عنوان واحد مغلق تفضي الى نفس النتيجة فثمة تلفزيون على الانترنت واذاعة ومدونات شخصية نجحت وتنافس بشدة على الموقع الاول عالميا وثمة مواقع اخبارية متعددة منها التابع لصحف يومية ومنها المستقل تماما عن الصحافة المكتوبة .
الحالة السائدة ان المؤتمر يأتي بعد فض اشتباك بين وسائل الاعلام وهذا يمنح المؤتمر دعما اضافيا او يسلب منه هذا الزخم ، فالتوصيات المقبلة من المؤتمر تكتسب ثقلا ووزنا خاصا كونها قادمة من ابناء الكار وبيتهم الداخلي وهذا يعني انها ستكون حجة عليهم لها من القوة ما ليس لغيرها او ستكون حجة لهم اذا ما تعاملوا مع المؤتمر بوصفه بيان عام للجميع عن مستقبل الاعلام وتشخيص لواقعه على امل المنافسة والمهنية فجميعنا يدرك اننا ما زلنا اعلاما محليا خالصا وحدودنا هي الجغرافيا المحلية ولم ننجح للان في كسر شرنقة الجغرافيا والوصول الى الجوار والبعيد وهذا هو تحدينا الاكبر والذي يجب ان نسعى اليه بمهنية وحرية .
الدستور
تعليقات القراء
وعاني ولا يزال مجتمعنا من هذا النوع الهزيل من الكتابة على الرصيف والمليئة برسائل سخيفة المضمون التي يستخدم فيها مصطلحات المجاملة القادمة من ليلة حمراء كتعبير العزيز مثلا الواردة في هذه الخربشة الصحفية التي لا تهم الا الممدوح فيها .
مجتمعنا ليس مضطردا للوقوف عن اناس لا هم لهم الا المحافظة على مكتسبات كتلك التي حصل عليها كاتب هذه الخربشات الذي اعطى نفسه حق الفتوى في شؤون الاعلام التي لا يعرف عنها سوى ما تعلمه في مجالس النميمة والمؤامرات على زملاء له في المهنة وعندما اقول هذا سيعرف مقاصدي هو ومن كانوا معه في المزارع والصالونات دون ان احدد مواقعها .
وان كان لدي الكثير مما اقوله في هذا المجال الا انني اتفي بهذه الاشارات لعل الرسالة تصل الى هدفها ولا اريد ان اعطي الامور وهذا الشخص اكثر مما يستحق .
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
وعاني ولا يزال مجتمعنا من هذا النوع الهزيل من الكتابة على الرصيف والمليئة برسائل سخيفة المضمون التي يستخدم فيها مصطلحات المجاملة القادمة من ليلة حمراء كتعبير العزيز مثلا الواردة في هذه الخربشة الصحفية التي لا تهم الا الممدوح فيها .
مجتمعنا ليس مضطردا للوقوف عن اناس لا هم لهم الا المحافظة على مكتسبات كتلك التي حصل عليها كاتب هذه الخربشات الذي اعطى نفسه حق الفتوى في شؤون الاعلام التي لا يعرف عنها سوى ما تعلمه في مجالس النميمة والمؤامرات على زملاء له في المهنة وعندما اقول هذا سيعرف مقاصدي هو ومن كانوا معه في المزارع والصالونات دون ان احدد مواقعها .
وان كان لدي الكثير مما اقوله في هذا المجال الا انني اتفي بهذه الاشارات لعل الرسالة تصل الى هدفها ولا اريد ان اعطي الامور وهذا الشخص اكثر مما يستحق .