الزواج المبني على المحبة


سن الإسلام الزواج لإنشاء جيل إسلامي مبني على المودة والرحمة ولتسكن الأزواج إلى المحبة والتآلف والتحاب .
وقد وزع الإسلام المسؤوليات والواجبات المنوطة بالزوجة تجاه زوجها وبالزوج تجاه زوجته ورسم الإسلام طريقا صحيحا تستقيم عليه أسس الزواج .
والبيت الإسلامي المبني على التواد والتراحم هو نسخة مصغرة من هذا المجتمع الإسلامي المبني على أسس صلاح وفلاح الأمة .فعندما يتأسس البيت على هذه الأسس من المحبة تهون أمام هذه المحبة والألفة كل المعوقات والصعوبات – فتصبح صغيرة لا تذكر أمام محبة الزوجين بعضهما لبعض .
فقد كانت فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم تكنس البيت وتعلف الدابة وتقوم بكل أعمال البيت المطلوبة منها وعندما ضجرت مرة من واقع الحال الذي تعانيه وطلبت من علي كرم الله وجهه خادمة لتساعدها في تسيير أعمال البيت الأمر الذي استصعبه سيدنا علي والذي أدى إلى خروجه من البيت غاضبا الى جهة لم تعرفها سيدتنا فاطمة وقد أعلمت أبيها بخروج علي وطال انتظاره وقصت على أبيها طلبها من علي – فقام الرسول وامر بعض الصحابة رضي الله عنهم وطلب منهم البحث عن علي وبعد عناء ومشقة وجدوه نائما في ساحة مسجد وقد غطى التراب جسمه فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم مداعبا ( قم أبا تراب قم أبا تراب ) ورجعا جميعا إلى بيت فاطمة وخاطب ابنته قائلا إذا آويتما الى فراشكم فقولوا سبحان الله والحمد لله والله اكبر –فهما أفضل لكما من خادم .
ان للبيوت أسرار وأنها لا تخلو من الخلافات البسيطة لكنها يجب ان لا تسمو إلى السطح وتكون سببا في انهيار عائلة أسست على البر والتقوى وان يتحمل الزوجين احدهما الأخر فهما مثالا وقدوة أمام أطفالهم يتعلموا منهم كل ما يحدث أمامهم .
فعلى الرجل والمرأة أن لا يفتحوا الطريق أمام الشيطان ليوقع بينهم وأن يغلقوا أمامه كل طرق الخراب والدمار وأن يحمدوا الله صبحا ومساءا على نعمه الجزيلة فلوح الزجاج إن انكسر لا يصلح واللبيب بالإشارة يفهم ....وليعلم كل من يلعب الشيطان برأسه سواء شياطين الإنس أو الجان من الأزواج - أن الزوج ليس له احد يعي همه وظرفه ووضعه وصندوق أسراره إلا زوجته وأن الزوجة لا يغنيها أخ أو أب أو أم عن زوجها وأبنائها إلا زوجها فهو جنتها ونارها وهو ا
أنيسها وحامل همها في دنيها – فليعرف كل فرد فينا حده وليلتزم كل منا بتعاليم الإسلام التي حددت أسس التعامل ولتكن العصبية البغيضة تحت أرجلنا ولنتق الله في أنفسنا وأطفالنا وليعرف الجميع أننا قد نفوز باطلا في موقف لكن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وسيحاسبنا على كل صغيرة وكبيرة إقترفناها.
إن إعمار البيوت قد يحتاج إلى سنين طويلة ..لكن خرابها وهدمها قد يكون بلحظة شيطانية مقيتة لا ينفعنا بعدها الندم
إن الحياة وإن طالت فلا بد للموت أن يخترقها ولنعلم أن عدد السنين قليل وإن طال فلنحافظ على أنفسنا وبيوتنا من الإفلات ولنتق الله ونعيش الصعب لنؤجر عليه فالزوج والزوجة وجهان لعملة واحدة وهي تربية جبل صالح يستمد معنويته من والديه .
حفظ الله ديننا وعائلاتنا وأخلاقنا التي هي أصل سعادتنا في الدنيا والآخرة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات