بلتاجي .. "الديكتاتور" الذي أخضع "لوبيات البزنس" والفراغ الكبير !


جراسا -

محرر الشؤون المحلية - قد يعد موقع أمين عمان من أهم المناصب بمسؤولياته الجسام التي تلقى على عاتق المكلف به، خاصة وأن امانة عمان طالما كانت تشكل ثغرة في تنامي بؤر الخلل، واستغلال متنفذين لبعض من عاصروها يوماً، وتسخيرهم لاجنداتهم الخاصة، لتسمين مشارعيهم، على حساب القانون والعدالة.

عقل بلتاجي، وبصرف النظر عن مدى التوافق الشعبي على شخصه من عدمه، الا انه شكل ظاهرة ادارية لا يمكن لها أن تتكرر بسهولة، فحنكة الرجل المخضرم في الادارة، وفهمه العميق لاصول اللعبة السياسية، جعلته مدركاً بشكل كامل وواف، ما أن تسلم منصبه كامين لعمان، أن نار الخصومة ستفتح عليه من جهاتها الاربع، الا ان رجلا بلغ من العمر والخبرة والحنكة مبلغه، لم يكن ليتأثر بنيران الطخ العشوائي عليه، ولا ليكترث له، ومضى متفردا بـ"دكتاتورية" ادارية ربما تكون مطلوبة للغاية، في منصب "الامين" على العاصمة عمان !.

بلتاجي، الذي لم ينصع لضغوطات مجالس نيابية، ولا وسائل اعلامية، ولا للضغط الشعبي عبر مواقع التواصل، ولا للوبيات البزنس التي جفف العديد من مواردها ومراتعها بالعاصمة التي طالما كانت تسرح وتمرح فيها، فوجّهت ضد الرجل حملات مبرمجة، وضربات متتالية، لازاحته عن المشهد الذي ضيق خناقه عليهم، وجثم فيه على انفاسهم، سيترك رحيله دون ادنى شك، مساحة كبيرة من الفراغ، ربما يكون الامين الجديد غير قادر على ملئها وتعبئتها، دون أن يمتلك ذات الاصرار والشكيمة والعزيمة، وتهيئة اشرعة سفنه، للرياح التي ستضربها، في اول قرار لا يواتي مع مصالح ذات المتنفذين وشركاتهم !

وبما أننا نطالب ليل نهار، بضرورة أن يكون المسؤول الاردني، على قدر مسؤوليته، دون أن تأخذه في الحق لومة لائم.. مقدماً مصلحة البلاد والعباد، على أي مصالح ضيقة، دون أن يخضع لمحاولات ابتزاز احد، فأن عقل بلتاجي، بكمّ الضغوط المبرمجة التي مورست بحقه، وعجزت عن اخضاعه، بل أخضع أصحابها الذين باتوا يهللون لرحيله، آملين بعودة ازمنتهم الغابرة، سيخلق رحيله تحدياً كبيرا للغاية، للأمين الجديد، ويضعه على المحك لحظة بلحظة !

أمانة عمان، في نظر بعض المتنفذين لا تعني امانة عاصمة المملكة الاردنية الهاشمية، بل تعني مصالحا، ومشاريعا، وتراخيصا تجارية، وصناعية، واسكانية، وتحويل عقارات سكنية لتجارية، وعطاءات وعلاقات فاسدة .. بكل اسف.

أمانة عمان.. في نظر الكادحين، الذين يؤثرون بلادهم على ارواحهم، تعني امانة المدينة التي تعد قلب العروبة النابض، ومسقط رأسهم ، وذكريات طفولتهم، بادارجها العتيقة، وحواريها الاصيلة، وازقتها الهاربة من طي النسيان، واهلها الطيبين ...

"عمان" ، لا تبحث عن رجل يبحث عن منصب، لانه سيخذلها وأهلها في اول شوط يقطعه .. بل تبحث عمن يقدر على تطوير المدينة الاغلى على قلوب الاردنيين وعاصمتهم الحبيبة، بشوارعها وارصفتها واحيائها ومخيماتها .. دون أن يخضع للوبيات رجال البزنس، الذين لا همّ في أجنداتهم سوى مصالحهم، وينظرون الى عمان، بل الاردن، كمزرعة لتمسين ارصدتهم وجيوبهم ..

بمنتهى الوضوح.. دون قدرة "الامين الجديد" على المواجهة بكل عزيمة وقوة وصلابة، دون الخضوع لاحد باستثناء القانون والعدالة، وامتلاكه النفس الطويل القادر على محاربة شلل الفساد، سيفشل اي أمين لعمان في اداء امانتها .. وسيعود لحكم ادارتها ذات المتنفذين القدماء، لا أمينها، ولن يكون عليه سوى أن يوقع معاملاتهم صاغراً، لاسكات السنتهم عنه، وهو الامين الذي ستلفظه العاصمة وأهلها، ويعريان أوراقه، أو يصفق الجميع له احتراما وتقديراً، اذا ما كان قادرا على حمل الامانة، وهو ما نرجوه ونأمله ..



تعليقات القراء

فقط لانه كان خط احمر
فقط لانه كان خط احمر ومحمي ومعه ضوء اخضر ..
13-03-2017 01:01 AM
ابو السعيد
في مثل شعبي بيقول ( امشي دوغري بيحتار عدوك فيك )
13-03-2017 07:28 AM
99999999
لانه… ..ماذا عمل للامانة فقط زاد مديونية الامانة عشرات الاضعاف , اي حنكة واي ادارة يمتلك ,,,,,
13-03-2017 10:30 AM
ibrahim
بما أننا نطالب ليل نهار، بضرورة أن يكون المسؤول الاردني، على قدر مسؤوليته، دون أن تأخذه في الحق لومة لائم.. مقدماً مصلحة البلاد والعباد، على أي مصالح ضيقة، دون أن يخضع لمحاولات ابتزاز احد، فأن عقل بلتاجي، بكمّ الضغوط المبرمجة التي مورست بحقه، وعجزت عن اخضاعه، بل أخضع أصحابها الذين باتوا يهللون لرحيله، آملين بعودة ازمنتهم الغابرة، سيخلق رحيله تحدياً كبيرا للغاية، للأمين الجديد، ويضعه على المحك لحظة بلحظة ! - هكذا كان وهذا هو المطلوب .....ابدعت ايها المحرر
13-03-2017 11:17 AM
سلوووم
يجب انتخاب امين العاصمه انتخابا اسوة بباقي البلديات
21-03-2017 07:15 PM
عمر حامد
لانه اخفى كل ملفات الفساد ومنها الباص السريع ورسوم اللوحات الاعلانيه 55 مليون وترخيص تاج موال واستملاكات الامانه
23-03-2017 08:21 AM
ابن عمان
بلعكس كان له اجندا خاصه… . عليه دمر الامانة
30-03-2017 09:26 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات