صحافة


الصحفي يقوم بنقل الخبر ؟؛ ملاحظة تكرر ذكرها بين مجموعة من طلبة الصحافة كحقيقة مسلمة ويصعب كسرها ، واذ ما تم البحث في تلك الحقيقة بشكل ومن خلال طرح نماذج بسيطة من الحياة تنهار تلك الحقيقة وتصبح مجرد خرافة مفاهيمية تم تسويقها من قبل مجموعة من رجال الاعلام التقليدين.
ومن ابسط تلك النماذج هو التالي : عندما نوقف مركبة عمومية ونطلب من السائق بان ينقلنا لمكان ما ؛ من الذي يقوم بنقلنا السائق ام المركبة ؟، وهنا نجد ان المركبة هي وسيلة النقل والسائق هو من يوجه تلك المركبة ، وعليه الصحفي ليس بناقل للخبر بل الوسيلة الاعلامية هي من تنقل الخبر ، ووظيفة الصحفي هنا تتمثل بتوجيه تلك الوسيلة كي توصل الخبر للجمهور من خلال نماذج صحفية متعددة " خبر او تقرير اوتحقيق او قصة " .
وبالعودة للنماذج البسيطة نطرح هنا وبكل هدوء تحطيم حقيقة ان الصحافة الورقية وادواتها المهنية في رواية الحدث هي اساس عمل الصحافة الالكترونية ، والنموذج هنا ؛ عندما تتقطع باحدهم السبل ويقف على قارعة الطريق وتقف له مركبة من موديل السبعينيات ؛ وفي اليوم التالي تتوقف له مركبة من صناعة عام 2017 ؛ هل سيتشابه سلوكه في كل من المركبتين ؟،طبعا لا .
اذا علينا هنا ان نحطم المفهوم التقليدي للتعامل مع الحدث صحفيا ، وان نتعامل معه كما تفرض علينا حتمية التطور التكنولوجي والمتمثل بتنقيات الانترنت والحاسوب والهاتف الذكي ، وهناك المزيد من النماذج البسيطة التي يمكن من خلالها تحطيم الكثير من الحقائق المسلم بها تاريخيا في علوم الصحافة والاعلام ،فقط نحن بحاجة ان نرفع المرساة من قاع البحر كي تتنقل سفينة الاعلام الوطني في عالم التطور وعدم الاكتفاء بالدوران حول المرساة مع توهمنا بان مركبنا يسير الى الامام.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات