فيسك: على أوباما أن يدفع ثمن سنوات خداع بوش


جراسا -

في مقال له بصحيفة ذي إندبندنت اعتبر الكاتب الصحفي روبرت فيسك أن على الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما أن يدفع ثمن السنوات الثماني التي قضاها سلفه في التضليل والمخادعة, طارحا السؤال التالي "كيف يمكن أن يصلح أوباما الدمار الهائل الذي ألحقه هذا الكذاب الشرير بالعالم وبأميركا نفسها؟"

فيسك بدأ بسرد ما تكشف هذا الأسبوع إبان مثول ستة جزائريين أمام محكمة أميركية بتهمة القيام بأعمال إرهابية, إذ حذر مثلا أحد تقارير وكالة الاستخبارات الأميركية بالشرق الأوسط من عملية كاميكاز محتملة تستهدف قاعدة بحرية أميركية في جزيرة جنوب المحيط الهادي، غيرا أن المشكلة هي أن مثل هذه القاعدة لم توجد قط ولم يحدث أن مر الأسطول الأميركي السابع من هذه المنطقة.

الصحفي قال إن مثل هذه المعلومات التافهة هي التي دأب من يتولون مهمة الدفاع عن الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب على إشاعتها في كل العالم، ما يعكس بيئة الفانتازيا "الخيال" التي تخبط فيها الرئيس الأميركي جورج بوش في السنوات الثماني الماضية.

لكن كيف يمكن أن يصلح أوباما ما أفسده سلفه الكذاب الشرير خارج الولايات المتحدة بل وداخلها كذلك؟ يتساءل فيسك.

وفي معرض رده يورد الصحافي عن الرئيس الأميركي الراحل جون فرانك كندي قوله "الولايات المتحدة كما يعلم الجميع, لن تبدأ حربا قط", ويضيف لكن بعد الخوف الذي نشره بوش وعملية "الصدمة والرعب" وأبو غريب وبغرام وغونتانامو كيف يمكن أن يعيد أوباما البلاد إلى جادة الطريق؟

ويجيب بأن على الرئيس المنتخب أن يغلق غونتانامو، وأن يعتذر للعالم عن جرائم سلفه, لكن فيسك يعترف كذلك بأن الاعتذار أمر صعب على رجل مطالب بإظهار الاعتزاز ببلده.

لكنه يستطرد قائلا إن تعبير أوباما عن الأسف عن تلك الأعمال هو ما ينتظره العالم منه إن كان يريد أن يكون للتغيير الذي ينشده في الداخل أي معنى في خارج حدود أميركا.

كما أن عليه أن يعيد التفكير بل ويفكك كل ما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب", وعليه أن يخرج من العراق، ويوقف بناء القواعد العسكرية والسفارة الضخمة في ذلك البلد.

كما أن عليه أن يوقف هجمات القوات الغربية على الجنوب الأفغاني, إذ لماذا نصر على استهداف حفلات الزفاف؟ كما أن عليه أن يقول للإسرائيليين بعض الحقائق المحلية: أن أميركا لا يمكن أن تظل محجمة عن انتقاد إسرائيل في وجه ما يمارسه جيشها من أعمال وحشية ضد الفلسطينيين واستيطان اليهود في الأراضي العربية.

على أوباما أن يقف في وجه اللوبي الإسرائيلي وأن يسحب قبول سلفه بمنح إسرائيل جزءا من الضفة الغربية, وعلى المسؤولين الأميركيين أن يقبلوا التفاوض مع الإيرانيين, كما أن على أوباما أن يوقف غارات بلاده على باكستان وسوريا.

ويختم فيسك بالتذكير بآلاف السجناء المفقودين ممن اعتقلتهم الولايات المتحدة في خضم حربها على ما يسمى بالإرهاب ولم يسمع عنهم أحد شيئا, مشيرا إلى أن بعض التقارير تتحدث عن 20 ألف رجل كلهم مسلمون وأغلبهم عرب, متسائلا أين هم هل يمكن إطلاق سراحهم أم هل ماتوا؟

إذ اكتشف أوباما أنه ورث قبورا جماعية من بوش فهذا يعني أنه سيكون مطالبا بتقديم كثير من الاعتذارات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات