جراسا -

تشكو المواطنة عزيزة السيد قانوس التي تبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً من إصابتها بمرض السرطان الذي سبب لها معاناة أدخلتها في حالة نفسية صعبة.

أصيبت السيدة قانوس بمرض السرطان في عام 2008م مما قلب حياتها من راحة مع زوجها إلى جحيم أدى لطلاقها بعد عام من اكتشاف المرض.

وتقول "كان يعاملني زوجي بمودة واحترام طوال ثماني سنوات هي عمر زواجنا، وبمجرد إصابتي بالسرطان في الغدة الدرقية اختلفت المعاملة الجميلة إلى معاملة الشفقة، ثم إلى مناداتي بالمريضة".

وتضيف " اقترح عليه أهله دفع المال الذي يصرفه كعلاج لي للزواج من أخرى، مما سبب انفصالنا لأني لم أتحمل أن أعيش بذل أكثر من ذلك، بالرغم من أني تحديت أهلي في بداية زواجي لأكمل معه عندما طلبوا مني الانفصال عنه لأنه لا ينجب".

وأشارت إلى أن والدتها تحدثت معها كثيراً لتنفصل عنه منذ البداية، منوهة إلى أنه إذا حصل لها شيء في المستقبل سوف يتركها، وتقنعها بالزواج من غيره، وتنجب ليكون ابنها سنداً لها في المستقبل.

لحظات فاصلة وفارقة في حياتي بعد إصابتي بالمرض من حياة زوجية مثالية إلى طلاق مفاجئ مما سبب لي حالة نفسية أوصلتني للعلاج في وزارة الصحة النفسية "خانيونس".

ساعدني الأطباء كثيراً في محاولة شفائي بشكل تام من الحالة النفسية التي تعرضت لها، وعند شفائي قررت أن أكون أقوى من قبل أواجه مرض السرطان بقوة وأنتصر عليه.

ممنوعة أمنياً

تستمر قانوس بمرحلة علاج في قطاع غزة إلى أن اكتشف الطبيب المشرف على حالتها كتلة جديدة على الرئة غير معروف نوعها، مما أدى إلى تحويلها لعمل مسح ذري في الأراضي الفلسطينية المحتلة لمعرفة هل هي ورم سرطاني أم لا؟.

وأكدت أنها قدمت لأكثر من ثماني مرات للعلاج بالخارج، ولكن الجانب "الإسرائيلي" يرفضها أمنياً، مما جعلني أسرح بخيالي وأعيش بحالة جديدة من الموت اليومي من شدة التفكير وعدم استيعاب حالتي الصحية، وإذا ما ينتشر المرض.

نحتاج نحن مرضى السرطان أحداً يقف معنا ويرعانا لنخرج من الهواجس التي نعيش بها، بالرغم من أن جميع أهلي يحبونني ويعاملوني باحترام إلا أنني أشعر بالوحدة أحياناً وأنا أواجه هذا المرض.

اليوم وبعد مضي فترة صعبة جداً بالنسبة لي ازداد إيماني بأن الله قادر على كل شيء وبيده الحياة والموت لا أخاف من هذا المرض الذي ينهش أجسادنا وثقتي بأن الله قادر على شفائي منه وأمضي حياتي كإنسان طبيعي، وأدعو الله أن يتم علي وعلى جميع المرضى بالشفاء.

سأقول لكل امرأة تقف وحدها تصارع السرطان كوني صاحبة إرادة قوية، ولا تجعلي المرض يهزك، كوني أقوى منه، لتنتصري عليه لا ينتصر عليك، وأوجه كلمة أمل ومحبة لجمعية العون والأمل لأنها ساندتنا وأعطتنا الدعم النفسي.

وأناشد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأنه إذا لم يجدوا حلاً لمشكلة منع المرضى من السفر للعلاج، يوفر لنا مستشفى لعلاج مرض السرطان في قطاع غزة بدلاً من الانتظار، وسوء الكثير من الحالات الصحية.
عن دنيا الوطن