عندما تساق الخراف الى المسلخ


مسكينة هي الخراف التي تساق ...تمشي مسرعة معلنة برائتها وعدم معرفتها الى أين تساق ...لا تمانع ولا تعاند ..تركض ركضا فيه شوق الوصول ...

يتسابق على لحمها أناس ينتظرون ذبحها ولا تعلم ببرائتها التي تربت عليها هي أنهم بإنتظار سلخها بل تحسبهم يخافون عليها ومعجبون بها أن هبوا لإستقبالها ...فتتجرع هي مرارة الذبح والسلخ ليتلذذوا بطعم لحمها وطبخه وشوائه والاستيلاء على مقدرات مسكنها ..فكيف تأمل الخراف الرحمة ممن يحمل بيده سكين الذبح وكيف تأمل عفوا ممن يحمل بيده طنجرة الطبخ .

ليس كل ما يلمع ذهبا... وليس كل من يبتسم امامك بسمه...دليل اشتياقه لك ..فتحت البسمة اسنانا تقطع ما تحيل به قطعا قطعا...ووراء المودة كره وحقد دفينين

لم تكن السكين يوما غصن سلام ...ولم يكن يوما في قلب الجلاد رحمة وشفقه....ولم تكن موائد اللئام مغنما ولا مكسبا .

للخراف سذاجة وبساطة معروفة تجعلها مصائد الحاقدين ...ومكاسب الطامعين لتعبئة بطونهم التي لا تشبع .

إن الجزارين أينما كانوا والذين تربوا على الفتك والتنكيل والتلذذ بإبتكار طرق وفنون القتل هم الذين نزعت الرحمة والشفقة والرأفة من قلوبهم فطالت الانسانية المصونة وعبثوا بمضمونها وسموها .

الى ديار واوطان الخراف البريئة هم ...تسللوا وسكنوا جحور الكهوف وعاثوا بالاوطان دمارا وخرابا وفسادا ..فشهيتهم للقتل والفتك والدمار لا تشبع ابدا ..ملكوا قلوب المغرر بهم بوعودهم الكاذبة وصوروا لهم الحياة بأنها قاتمة اللون وأن بياض العيش لا يكون الا بمزيدا من التنكيل والتخريب ..فأنقلبت الالوان لدى الضعاف والجهلة وتبددت امالهم الدنيوية وصوروا لهم بزيفهم أن الاخرة السليمة لا يكون ثمنها الا على قتل العباد .

في حمى الهواشم ...اسود ونسور تربت في مدارسهم التي علمتهم العزة والرفعة وعدم المذلة وأن يعيشوا شرفاء مرفوعي الرأس مهما كلف الثمن ..لا يعبث بوطنهم جاحد او ظالم .الا وذاق وبال أمره.

عندما تقذف حمم النار وبارود الفتك والقتل والدمار ...تزهق الارواح البريئة منها والشريرة ..ولا تعرف الصالح من الطالح – فيموت ابرياء واطفال وشيوخ ونساء لا يدرون أي ذنبا اقترفوه أو عملوه ...وتزهق اروحهم وفي حلوقهم غصتين – غصة الموت وغصة عدم معرفة سبب قتلهم .

لرحمة الله ترقى الارواح ولضيافته تشتاق ...هناك في نعيمه الاخروي -طبتم فادخلوها خالدين ...تاركين ورائهم حياة لا سعادة فيها الى اخرة هي دار الخلود في جنة عرضها السموات والارض اعدت للمؤمنين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات