الحوار غائم وبشكل كثيف وبوادر فشلة سيدة الموقف


في ظل تلاطم الأمواج وكثرة الغيوم،وكثرة الزوابع بات من المؤكد أن الأحوال الجوية لحوار القاهرة باتت من الطبيعي إنها توحي بحالة فشل ذريع في ظل تواصل التحديات القوية لهذا الحوار الذي لم يبدأ حيث يبدو انه فشله محقق قبل أن يكون على ارض الواقع.

إن التصريحات الصادرة من هنا وهناك وخصوصا حول التحفظات التي تصدرها حركة حماس في الأيام الاخيره تؤكد أن الهدف منها هو التنصل من استحقاقات هذا الحوار ومن هنا لابد من وضع مصلحة الوطن والشعب المكلوم في غزة هاشم فوق كل المصالح .

أيام هي التي تفصلنا عن بدء الحوار الوطني الفلسطيني الشامل في العاشر من الشهر الجاري في القاهرة أي بعد يومين وقد أبدت كافة الفصائل موافقتها المبدئية على حضوره وبذل جهود جادة لنجاحه من اجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة ولكن مايطفو على السطح من عدم إمكانية مشاركة قادة حركة الجهاد وحماس في الحوار أمر غير مبشر بنجاحه لأنه لايمكن أن يتم حوار بدون حضور القادة ولا بأي شكل من الأشكال وإلا فالفشل الذريع للحوارسيكون سيد الموقف

إن الرئيس محمود عباس هو راعي الحوار الفلسطيني ومصر  هي محتضنة وراعية الحوار أيضا فليس من المعقول أن يتم التعليق على أن الرئيس لن يحضر كل جلسات الحوار فهو سيكون على رأس افتتاح جلساته ومن ثم سيتبع ذلك جلسات نقاش كثيرة حول آليات ونقاط التفاهم وحل الإشكاليات وبما أن الرئيس محمود عباس سيحضر جلسات الافتتاح والتأكيد على وحدة الشعب والأرض "إذن أين المشكلة في ذلك.

السيد عزام الأحمد شدد على أن فتح ستكون حريصة على أن لا يكون هناك أي غموض في البيان المزمع إصداره عن الحوار يوم 11-11-2008، ويكون كله واضحا وغير قابل للتفسير إلا تفسيرا واحدا محددا بعيدا عن المجاملة وأنصاف الحلول، حتى لا يتكرر ما حصل في الماضي من أحداث دامية أدت إلى الانقسام والتشرذم.

إن هذا التصريح لدليل على أن حركة فتح تعي الأمر جيدا ودرست كل النقاط وهي على قناعة تامة ومنذ البدايات انه لابد من إنهاء الانقسام والتشرذم حفاظا على مصلحة الشعب والقضية والمشروع الوطني الفلسطيني الذي قدمنا من آجلة عشرات الاف من شهداء وأسرى وجرحى.

أن شعبكم اطمئن وابتهج في الأيام الاخيره فرحا لان هناك حوار سيجري هدفه الوئام والصلح سيد الأحكام ...ولكن الشعب الآن وفي هذه اللحظات أصبح يشكك وبشكل كبير في إمكانية نجاح الحوار في ظل وجود خلافات حادة لدى قيادة حماس حول بعض النقاط وتحفظاتها عليها وهذه التحفظات بالتأكيد ستقود إلى فشل الحوار ومن هنا لابد من الإشارة أن هذه الفرصة الذهبية لحوار القاهره والمصالحة الوطنية يجب أن لاتفوت ولا بأي شكل من الأشكال وخصوصا أن الفرصة السانحة اليوم قد لاتكرر إذا ما فشل الحوار وأخشى ما أخشاه أن كل التحفظات التي بدت مؤخرا من قبل حركة حماس ومنها احتمالية عدم التوجه للمشاركة في الحوار هدفها أن لايكون هناك حوارا في هذه المرحلة لأسباب تدركها حماس جيدا.

لقد بات من المؤكد أن حملة الاعتقالات التي قامت بها حركة حماس في غزه أمس حيث اعتقلت أكثر من خمسين قائدا فتحاويا هدفها الأول إفشال الحوار وإلا ما معنى أن يتم اختطاف النائب اشرف جمعة ...حماس تقول لن نذهب إلى الحوار وهناك معتقلين سياسيين في الضفة الغربية لدى أجهزة الأمن...والصحيح والمؤكد أن الاعتقالات في الضفة الغربية ليست سياسية وإنما ضمن الحملات الأمنية لفرض النظام والقانون حيث إن المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية هم من الخارجين عن القانون وممن ارتكبوا مخالفات جنائية ومن هنا يجب على حركة حماس أن تحكم لغة المنطق والعقل من اجل وحدة الوطن ومن اجل رفع الظلم عن غزه ومن اجل أطفالنا ومستقبلنا ومن اجل قضيتنا العادلة التي قدمنا من اجلها الغالي والنفيس.

أمل أي يعقد حوار القاهره وان يعود الجميع برفع راية المحبة والسلام بين أبناء الشعب الواحد...كفانا انقسام واختلاف...كفانا جروح وويلات...فوطننا لازال محتل وبحاجة الى يد واحدة مشدوده من اجل مواجهة ظلم الاحتلال وأستحقاقات شعبنا وحريتة واقامة دولتة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
 
 
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات