تتناول الاوساط الاعلامية مؤخرا حديث كثير حول تهم عشوائية موجهة ضد معالي عقل بلتاجي بأنه قام بتعينات كثيرة بالواسطة و بعلم دولة الرئيس هاني الملقي...و قد طالعت ما تناقلته الصحف عن هذا الموضوع و انا بقمة استغرابي الشخصي حيث اقول لمعالي عقل بأنك بريئ من هذه التهمة. ففي مجتمع الواسطة فيه امر طبيعي انت لست متهم اطلاقا. فانا متاكد تمام التأكد بأن نصف التعينات في القطاع الخاص في الاردن تتم عن طريق الواسطات. و قد اختبرت هذا الامر شخصيا بقطاع الفنادق حيث عملت بهذا القطاع الحيوي منذ عام 1994 الى عام 2009. و اذكر بأنني عملت في سبعة فنادق تم تعيني بستة منهم عن طريق الواسطة لان مدرائي كانوا اردنيين. كان يتم تعيني بهاتف واحد من اشخاص لهم هيبتهم في هذا القطاع. و اذكر تماما بأن احد هذه الواسطات كان مستشار كبير في الدولة . و كانت الانتخابات النيابية تدق ابوابنا حينها. و المرة الوحيدة التي تم تعيني بها من دون واسطة كانت حينما قابلتني مديرة اجنبية في احد الفنادق و اعجبت بمؤهلاتي الاكاديمية...

لست الوحيد الذي كنت اتعين بالواسطة في سوق العمل الاردني بالقطاع الخاص. فهذا عرف بيننا كاردنيين ان نساعد بعض بالتعينات. بل ينتابني شعور بأن ثلث تعينات الشارع الاردني في القطاع الحكومي و الخاص هي عن طريق الواسطة لأننا تعودنا ان هذا هو الصواب و ان ننتقي المؤهلين من دائرة المعارف و ان نساعد المحتاج انطلاقا من دائرة المعارف. و لطالما القصد هو التوظيف و تعين المؤهل بالمكان المناسب فلا مشكلة. فاذا اردنا ان نحاسب معالي عقل بلتاجي بمعزل عن ما يجري في باقي قطاعات الحكومة و مؤسساتها و ايضا القطاع الخاص من تعينات الواسطة فلا يجوز...لان هذا عرف عام منتشر في كل المملكة. تمنيت ان اتعين بمؤسسة ليس لي معارف بها. عيب ان نحاسب شخصية محترمة مثل عقل بلتاجي على عرف ينتشر في القطاعات التجارية كافة بالمملكة الاردنية الهاشمية فانها عقلية ابناء البلد باكملها. فاذا اردتم لعب التحقق من هذا الأمر فافتحوا تحقيقاتكم و ابحثوا بسجلات التوظيف بكل مؤسسات الدولة...فلن تجدوها خالية من الواسطة. فلا تصوبوا اسلحتكم على شخص واحد و اقول للسادة النواب و مدراء الاقسام في الدوائر الحكومية الذي على راسه بطحة في موضوع تعينات الواسطة فاليحسس عليها...

ان ابن هذا البلد و عشت به منذ عام 1990 و عملت بسوق العمل الاردني منذ نعومة اضفاري و اعلم ما يجري بسوق العمل جيدا و اعلم بأن معالي عقل يتعرض لضغوطات لبست بمحلها و لا يقنعني احد بأن ما يجري هو عدل. و اريد ان اسأل سؤال مهم هنا. اذا على فرض كانت هذه التعينات جميعها البالغة 1300 عن طريق الواسطة. فهل الحل هو تسريحها من وظيفتها و قطع الارزاق؟ لا اظن ان هذا مجدي اطلاقا. ما هو قيمة فتح هذه المواضيع اذا؟ انها حرب لا ضرورة لها اطلاقا.

اشعر بأنه ليس هنالك مشكلة منذ الاساس فديوان الخدمة المدنية يعين ايضا بمؤسسات غير امانة عمان. و اذا اردنا ان نكون عادلين بموضوع معالي عقل فال1300 تعين هم نقطة في بحر من تعينات ديوان الخدمة المدني و نقطة في بحر من كم الطلبات التي يتم تداولها في ديوان الخدمة...انها لعب على الارقام و تهويل لحقائق لا داعي لتهويلها. هنالك عدد كبير من اهل الفحيص و ماحص تم تعينهم في مصنع الاسمنت قبل ان تباع لشركة لا فارج عن طريق الواسطة و دائرة المعارف و انا شخصيا ذهبت مرة من المرات برفقة كاهن من طائفة الروم الارثودوكس و قابلت المدير العام حينها حينما حاول الكاهن مساعدتي للحصول على وظيفة؟؟؟؟ جلست مع المدير العام شخصيا و رحب بي و بكاهن رعيتي، ماذا تظنون انكم فاعلون بمعالي عقل بهذه التهم العشوائية؟ فإذا اردتم محاسبة معالي عقل فحاسبوا البلد باكملها قبل ان تحاسبوا معالي عقل بلتاجي.